البابور الموقع العربي

وزير الإعلام اللبناني يطالب بتحرير لبنان من “حكم السفارات”

536

رفض وزير الإعلام اللبناني الإعلامي جورج قرداحي، الاعتذار عن تصريحاته في برنامج تلفزيوني، اعتبر فيها أنّ السعوديّة والإمارات، تَشُنّان عُدواناً على اليمن، وأن الحوثيين في موقفِ دفاعٍ لا هُجوم، مُؤكّدًا أنه لم يُخطئ لكي يعتذر.

أكد وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، الأربعاء 27 أكتوبر/ تشرين الأول، خلال مشاركته في اجتماع المجلس الوطني للإعلام في بيروت، وقال: أنه “لا يجوز أن يكون هناك من يملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في حكومة سواء من سفارات او حكومات”.

وأضاف: “عندما يطالبني أحد الوزراء بالاستقالة أقول إنني جزء من حكومة متكاملة ولا يمكنني اتخاذ قرار وحدي على الرغم من أنني لست طامحا وراء المناصب واضعا مصلحة لبنان فوق كل المصالح”.

واستغرب أن “المدافعين عن حرية التعبير والإعلام هم أول من بدأوا بالهجوم عليه، ومنذ تعيينه وزيرا حاولوا تصويره وكأنه جاء لقمع الإعلام”. وأعلن أن “الحلقة التي أثارت الجدل أخيرا تم تصويرها في الخامس من آب أي قبل تعيينه وزيرا بأسابيع”.

مشيرا إلى أن “مواقفه في تلك الحلقة تجاه سوريا وفلسطين والخليج العربي هي آراء شخصية ولا تلزم الحكومة، وبما أنه وزير في الحكومة هو يلتزم سياستها”.

وقال: “أنا ضد الحروب العربية – العربية وما قلته عن اليمن هو بمثابة صداقة مع هذه الدول، واتهامي بمعاداة السعودية أمر مرفوض، اختلفت سابقا بالرأي معهم وخسرت عملي في MBC، لكنني لست ناكرا للجميل”.

وكان قرداحي قد أثار ردود فعل خليجية بعد أن قال خلال استضافته في البرنامج التلفزيوني “برلمان الشعب على الجزيرة” إن “أنصار الله تدافع عن نفسها في وجه اعتداء خارجي على اليمن منذ سنوات، وأنه لا مجال للمقارنة بين جهد حزب الله في تحرير الأرض اللبنانية، وبين دفاع الحوثيين عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي تقوم به السعودية والإمارات”.

وأعلن قرداحي، مساء الثلاثاء، أنه لم يقصد الإساءة للسعودية أو الإمارات، معتبرا أن حديثه عن ضرورة توقف حرب اليمن “العبثية والمؤذية” يعكس “محبة” للرياض وأبو ظبي.

وقال قرداحي، عبر حسابه بـ”تويتر”: “منذ صباح اليوم، وبعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، وبعض المواقع الإلكترونية تتداول مقطعا من مقابلة أجريتها مع قناة الجزيرة أونلاين، في برنامج “برلمان الشباب”، وورد فيها كلام لي عن حرب اليمن”.

واعتبر أن “الجهات التي تقف وراء هذه الحملة اصبحت معروفة، وهي التي تتهمني منذ تشكيل الحكومة (في 20 سبتمبر/ أيلول الماضي) بأني آت لقمع الإعلام”.

وأوضح أن “هذه المقابلة أجريت في 5 أغسطس/ آب الماضي، أي قبل شهر من تعييني وزيرا في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي”.

وتابع قرداحي: “لم أقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال، الإساءة للمملكة العربية السعودية أو الامارات اللتين أكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء”.

وأردف: “ما قلته بأن حرب اليمن أصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف، قلته عن قناعة ليس دفاعا عن اليمن، ولكن أيضاً محبةً بالسعودية والإمارات وضناً بمصالحهما”.

واستطرد: “عسى أن يكون كلامي، والضجة التي أثيرت حوله، سبباً بإيقاف هذه الحرب المؤذية لليمن ولكل من السعودية والإمارات”.

من جهته قال رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، في بيان، إنه “والحكومة حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية”، مع إدانة “أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف”.

وأضاف أن حديث قرداحي “يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بعدة أسابيع، وهو كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا، خاصة فيما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب، وتحديدا الأشقاء في السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي”.

على صعيد ردود الفعل استدعت حكومات السعودية والامارات والكويت والبحرين سفراء لبنان فيها للاحتجاج على “التصريحات المسيئة” على لوزير الاعلام اللبناني جورد قرداحي.

عبر نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن رفضه التام لتصريحات قرداحي حول حرب اليمن، مطالبا إياه بالاعتذار.

ونقلت قناة “أم تي في” عن مصادر سعودية لم تسمها: “نحن أمام أزمة دبلوماسية حادة بسبب تصريحات قرداحي”.

وقال الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد، على حسابه على تويتر: إن قرداحي ما كان ليصبح وزيرا لولا دعمه لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين) وعداؤه للسعودية.

وقال عبد الرحمن بن مساعد: “يقولون إن ما قاله قرداحي كان قبل أن يكون وزيرا.. وهذا هو أساس المشكلة اللبنانية بحكوماتها المتتالية مؤخرا”.

واعتبر أن الحكومات اللبنانية ما هي إلا “حكومات لحزب الله أيًّا كان من يرأسها”، مضيفا: “بمعنى آخر لم يكن قرداحي ليصبح وزيرا لولا موقفه المساند للحوثي والمعادي للسعودية الذي ظهر.. والى الآن لم تتم إقالته”.

يذكر أنه في مايو/ أيار الماضي، طلب وزير الخارجية اللبنانية آنذاك، شربل وهبة، إعفاءه من مهامه، إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية ودول الخليج.

ومنذ مارس/ آذار 2015، ينفذ تحالف، تقوده السعودية والامارات، عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

المصدر: مواقع + وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار