البابور الموقع العربي

رؤية إسماعيل هنية للمشروع الوطني الفلسطيني.. المتغيرات والتحديات وحصار التطبيع العربي

501

  • هنية: هناك “أربعة متغيرات مهمة أثّرت على المشهد الفلسطيني:
  • الأول إلغاء الانتخابات
  • الثاني معركة سيف القدس
  • الثالث الانسحاب الأمريكي من أفغانستان
  • الرابع مشروع التطبيع ومحاولة إدخال الاحتلال للمنطقة وتبني مشروع السلام الاقتصادي

  • هنية: خمس تحديات كبرى أمام المشروع الوطني أدت إلى تراجعه وهي:
  • وقوع خلل سياسي في المشروع الوطني
  • الجرأة في الاعتراف بالكيان
  • تراجع دور المؤسسة القيادية للشعب الفلسطيني
  • تراجع دور المقاومة كخيار استراتيجي في عقل القيادة الفلسطينية
  • اعتبار التسوية كخيار وحيد، وتراجع الدور العربي ودور الأمة والتجرؤ على الاعتراف بالاحتلال والتطبيع معه.

استعرض رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مساء الأربعاء رؤية الحركة للمشروع الوطني الفلسطيني والتحديات التي تواجهه، وعناصر القوة التي يتمتع بها، مشيرًا إلى البيئة المحيطة والجغرافيا السياسية للقضية الفلسطينية.

وبدأ رئيس الحركة كلمته خلال الندوة الإلكترونية (رؤية حركة حماس المستقبلية للنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني) التي نظمها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات بالإشارة إلى عدة متغيرات مرّت بها الحالة الفلسطينية مؤخرًا، وأدت إلى تأثيرات مهمة منها إلغاء الانتخابات العامة، ما شكّل مأزقًا وطنيًا حقيقيًا وأعادنا للمربع الأول، موضحًا أنه “لا يوجد فلسطيني يوافق على إجراء الانتخابات بدون القدس، وقلنا إن القدس معركة وطنية يجب أن نخوض الانتخابات فيها، ولدينا الكثير من الوسائل والأدوات التي نقوم بها لنجعل منها معركة إرادة وتحدٍ”.

وأوضح أن هناك “أربعة متغيرات مهمة أثّرت على المشهد الفلسطيني، الأول إلغاء الانتخابات، والثاني معركة سيف القدس، والثالث الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، والرابع مشروع التطبيع ومحاولة إدخال الاحتلال للمنطقة وتبني مشروع السلام الاقتصادي”، مشيرًا إلى أن بعضها لها تأثيرات إيجابية للنهوض بالمشروع الوطني، والأخرى تفرض تحديات جديدة على الفلسطينيين.

ولفت أن المشروع الوطني الفلسطيني واضح، ويقوم على العودة وتحرير الأرض الفلسطينية، وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، مستعرضًا عناصر بناء المشروع الوطني التي قال إن أولاها هي إعادة الاعتبار للمشروع الوطني، والتأكيد أننا في مرحلة تحرر وطني وليس في مرحلة بناء سلطة تحت الاحتلال، معتبرًا أي توصيف آخر يدخل الفلسطينيين في اضطرابات سياسية.

وقال نحن “ليس لنا إلا عدو واحد وهو الاحتلال، وأي خلافات وتباينات في البرامج والوسائل فلسطينيًا لن تعيد بناء معسكر الأعداء والأصدقاء وستبقي البوصلة واضحة”.

وأضاف أن العنصر الثاني هو إعادة تشكيل القيادة الوطنية الفلسطينية بمشاركة الكل الوطني الفلسطيني، فيما العنصر الثالث هو الاتفاق على برنامج سياسي للمرحلة الحالية من خلال القواسم المشتركة، والاتفاق على استراتيجية نضالية كفاحية، إلى جانب إعادة الاعتبار للقضية والمشروع الوطني عربيًا وإسلاميًا ودوليًا.

وأكد جاهزية حماس للدخول في عملية حقيقية لإعادة بناء منظمة التحرير وبناء قيادة موحدة إلى حين إنجاز المجلس الوطني الفلسطيني، منوهًا إلى أهمية إعادة الاعتبار للقضية والمشروع وما يتطلبه ذلك من إعادة صياغة لوظيفة السلطة الفلسطينية.

وذكر رئيس الحركة عناصر القوة الداعمة للقضية الفلسطينية بدايةً بالشعب الفلسطيني والحق الذي تمتلكه قضيتنا، والجغرافيا السياسية المحيطة والبيئة الاستراتيجية الحاضنة المحيطة بفلسطين، وانتهاءً بالمقاومة والكفاح المسلح، لافتًا إلى أن الاحتلال رغم تفوقه إلّا أنه يعيش في مأزق وبنيته ومكوناته القيادية هشة وضعيفة.

وقال “إن الشعب الفلسطيني هو خزان الثورة والحاضن للمقاومة، ولم يتخلَّ عن جهوزيته، وسجّل صفحات مضيئة في تاريخ الصراع مع الاحتلال”، مشيرًا إلى احتضان شعوب المنطقة للقضية الفلسطينية وأنها لا تزال القضية المركزية للأمة بما يشكل عنصر قوة مهم، وأيضًا إلى قوة الحق الفلسطيني الذي لا يختلف عليه أحد بما في ذلك أحرار العالم.

 ولفت إلى قوة المقاومة وقدرتها على مراكمة القوة وتحقيق شكل من توازن الردع مع المحتل، متطرقًا إلى المقاومة الشعبية، مؤكدًا استعداد حماس للدخول في مقاومة شعبية في الضفة الغربية تتطور إلى انتفاضة ضد الاحتلال.

وأشار إلى أن “إنجاز مشروع التحرير بحاجة إلى جهود كل الفصائل ومكونات الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أنه لا يستطيع حزب أو فصيل وحده، سواء حركة فتح أو حماس تحمّل مسؤولية هذا المشروع، وأن أي شعب تحت الاحتلال يجب أن يعتمد استراتيجية المقاومة من أجل التحرير”.

وتطرق رئيس الحركة خلال كلمته إلى تحديات خمس كبرى أمام المشروع الوطني أدت إلى تراجعه وهي وقوع خلل سياسي في المشروع الوطني، والجرأة في الاعتراف بالكيان، وتراجع دور المؤسسة القيادية للشعب الفلسطيني، وتراجع دور المقاومة كخيار استراتيجي في عقل القيادة الفلسطينية، واعتبار التسوية كخيار وحيد، بالإضافة إلى تراجع الدور العربي ودور الأمة والتجرؤ على الاعتراف بالاحتلال والتطبيع معه.

وأشار إلى أن “المشروع الوطني وقع في خلل كبير بعد أوسلو، واضطربت الأهداف والوسائل والحدود ووظيفة السلطة، وكل ذلك دخل في متاهات وخلل عانت وما زالت تعاني منه الساحة الفلسطينية”.

وأوضح أن نهج السلطة الفلسطينية في التعاون الأمني مع الاحتلال مهّد الطريق أمام الدول العربية للتطبيع، مبينًا أن الحديث على أن يصبح الاحتلال عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي ما كان أن يكون إلا بعد أن مهدت لذلك اتفاقية أوسلو وما بعدها.

المصدر: الرسالة + مركز الزيتونة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار