البابور الموقع العربي

تنسيق إماراتي إسرائيلي لدعم حفتر .. إمدادات عسكرية من تل أبيب مقابل التطبيع

450

ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الاثنين، أن صدام، نجل القائد العسكري الليبي البارز، خليفة حفتر، زار إسرائيل “سرا” سعيا لتوطيد العلاقات قبيل الانتخابات الرئاسية الليبية المقررة الشهر المقبل، وتساءلت: “هل يلوح التطبيع الإسرائيلي الليبي في الأفق”؟

وقالت الصحيفة إن طائرة خاصة تقل صدام أقلعت، الاثنين الماضي، من دبي وهبطت في مطار بن غوريون في تل أبيب، حيث بقيت على الأرض قرابة 90 دقيقة، ثم واصلت طريقها إلى وجهتها النهائية في ليبيا. 

وأشار التقرير إلى أن حفتر الأب والابن يسعيان إلى الحصول على “مساعدة عسكرية ودبلوماسية من إسرائيل”، مقابل وعد منهما ببدء علاقة دبلوماسية معها، إذا ترأسا حكومة وحدة وطنية يتوقع أن تنبثق عن الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر.

وقالت هآرتس إنها لا تعلم بمن التقى صدام خلال “زيارته القصيرة”. ولم يتسن لموقع الحرة الحصول على تعليق من حفتر أو أي من مساعديه حول تقرير الصحيفة الإسرائيلية.

ويعتقد المحلل السياسي الليبي، عادل عبد الكافي، في تصريح لموقع “الحرة” أن ما يقوم به حفتر ونجله “يتم بتنسيق إماراتي إسرائيلي” لإتاحة المجال للرجلين كي يلعبا دورا في المرحلة المقبلة، وقد يهدف أيضا إلى “عرقلة أي عقوبات محتملة على حفتر وأبنائه” مع استمرار اكتشاف جرائم جديدة ارتكبتها قوات القائد العسكري في إطار حملة “الكرامة”.

لكن المحلل السياسي الليبي، خالد ترجمان، اعتبر أن تقرير “هآرتس” محاولة “للتشويش على رغبة حفتر في الترشح للانتخابات الرئاسية، بواسطة خلق تساؤلات وجدل حوله، بعد أن نال شعبية كاسحة وحصوله على نحو 800 ألف تزكية قبل حتى أن يترشح للانتخابات رسميا”.

ويوضح المحلل السياسي الليبي، أحمد المهدوي، في تصريح لموقع “الحرة” أن الزيارة لم يتم تأكيدها، والمعلومات الواردة هي من “جهات موالية للإسلاميين” في ليبيا.

ويشير تقرير هآرتس إلى أن حفتر الأب أجرى اتصالات سرية مع إسرائيل في الماضي عبر دائرة “تيفل” للاتصال الخارجي في جهاز الموساد، حيث التقى بممثليها في عدد من المناسبات، وفي الوقت الحالي يتولى مسؤول كبير سابق في جهاز الشاباك مسؤولية الملف الليبي.

وتقول “هآرتس” إن حفتر عين نجله قائد لواء في جيشه، مما منحه سلطات متزايدة، وهو حاليا الذراع اليمنى لوالده الذي تتراجع حالته الصحية ونقل من قبل إلى مستشفى في باريس.

اهتمام إسرائيلي قديم بليبيا

وتقول هآرتس إن إسرائيل لطالما اهتمت بليبيا بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي في البحر المتوسط، وقربها من الحدود المصرية، وأيضا بسبب الجالية الكبيرة لليهود الليبيين في إسرائيل.

وبعد صعود معمر القذافي إلى السلطة، أصبحت إسرائيل أكثر اهتماما بليبيا بسبب دعمه للجماعات الفلسطينية التي تعتبرها إرهابية، والتي قدم لها المال والسلاح والتدريب. 

كما جذبت محاولات القذافي للحصول على أسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية انتباه الاستخبارات الإسرائيلية، مما دفعها لتنفيذ عمليات استخباراتية هناك.

وفي الوقت ذاته، أجرى ممثلو إسرائيل اتصالات ذات طابع دبلوماسي وإنساني مع نظام القذافي، وتحديدا مع نجله، سيف الإسلام، بوساطة رجال أعمال يهودي من أصل ليبي يدعى والتر أربيب، الذي أقنع نجل القذافي بالتخلي عن فكرة إرسال سفينة مساعدات إنسانية إلى غزة، وبدلا من ذلك، تم الاتفاق على أن ترسو في سيناء وإرسال حمولتها إلى غزة عبر معبر رفح.

وفي إطار الصفقة، بنت ليبيا عشرات المباني الجاهزة في غزة وأطلقت إسرائيل سراح عدد من السجناء الفلسطينيين.

ويرى عبد الكافي أن حفتر وابنه يريدان إعادة هذه الاتصالات مرة أخرى للاستمرار في المشهد السياسي الليبي والحفاظ على المكاسب العسكرية والسياسية لحملة حفتر الأب، وتوقع أن يحدث اتفاق لإبقاء حفتر في المنطقة الشرقية هو وأبنائه.

ويقول تقرير هآرتس إنه بعد وفاة القذافي، نهبت مخازن الأسلحة الليبية وتم تهريب الكثير من المعدات العسكرية برا عبر مصر وسيناء إلى حماس في غزة، وبحرا إلى حزب الله في لبنان. 

ولسد هذه الثغرات، وبتشجيع من المخابرات المصرية، أجرى الموساد و”الشين بيت” محادثات مع حفتر لوقف هذه الشحنات. 

ووفقا لتقارير مختلفة، انحازت إسرائيل في تلك الحقبة إلى الجنرال، ولكن عند نقطة معينة  وحتى لا تضع كل بيضها في سلة واحدة، قرر الموساد إجراء اتصالات مع الحكومتين الليبيتين المتنافستين، وهذه العلاقات مستمرة حتى يومنا هذا، وفق هآرتس.

وقال التقرير إنه في إطار الاستعداد للانتخابات المقبلة، تواصل رئيس الوزراء، عبد الحميد دبيبة، مع الجنرال ونجله، بتشجيع من الاستخبارات الإماراتية، في إطار المساعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتحقيق مصالحة.

وتسعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تحقيق ذلك، وتؤيد إسرائيل الفكرة، “وهو ما قد يساعد الأخيرة على  إقامة علاقات دبلوماسية مع ليبيا”.

دور قادم لصدام؟

ويسعى الجنرال حفتر إلى قيادة الحكومة الجديدة، لكنه يعلم أن فرصه في ذلك ضئيلة، تماما مثل سيف الإسلام، الذي تراوده الفكرة أيضا ويريد خوض التجربة لأنه مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية “في ارتكابه جرائم حرب”.

ويواجه حفتر أيضا دعاوى مدنية أمام محاكم فيدرالية أميركية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.

وفي المقابل، فإن فرص صدام حفتر أفضل من فرص والده، على الرغم من اتهامات ضده بالفساد والبذخ.

ولا يعتقد المهدوي أن صدام حفتر “سيلعب أي دور سياسي في المرحلة المقبلة، خاصة أنه لم يصرح بذلك ولم يقدم على أي خطوة تعكس هذه الرغبة”.

ويعتقد المهدوي أنه يمارس فقط مهامه في مكافحة الإرهاب والمرتزقة، وهو ما يتفق عليه أيضا المحلل خالد ترجمان الذي قال إنه رجل عسكري ينصب تركيزه على ملف مكافحة الإرهاب.

ولا يعتقد عبد الكافي أن يوافق حتى مؤيدي حملة “الكرامة” على أي دور لحفتر أو أبنائه، فضلا عن رفض قطاع كبير من الليبيين للعائلة بسبب “جرائم” قوات حفتر، على حد تعبيره؟

لكنه يرى أن الدول الداعمة لحفتر سترغب في إبقائه في المنطقة الشرقية حتى تحدث تفاهمات مع الشخصيات التي ستقود ليبيا في المرحلة المقبلة.

وترى الصحيفة الإسرائيلية أنه إذا لعب صدام حفتر دورا رئيسيا في حكومة وحدة ليبية ستزداد فرص دخول ليبيا في علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بتشجيع من مصر والإمارات، وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

لكن ترجمان يرى أن الليبيين غير مستعدين حاليا لمناقشة أي تقارب مع إسرائيل، وهو ما اتفق عليه أيضا المحلل عبد الكافي.

الحرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار