البابور الموقع العربي

صفقة مشبوهة .. كيف وصل أرشيف الأهرام إلى الكيان الإسرائيلي

737

تعود القصة إلى 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حين أعلنت صفحة رسمية للعدو الاسرائيلي “اسرائيل عربي” الناطقة بلسان خارجية الكيان في تغريدة أن “‏المكتبة الوطنية الإسرائيلية تدشن أرشيفاً رقمياً لصحيفة الأهرام المصرية” حيث “أطلقت المكتبة الوطنية في أورشليم مشروعاً جديداً لمشاركة الجمهور مخزونها من الوثائق والمعلومات، وهذه المرة تضع بين أيدي القراء في كل مكان نسخاً من صحيفة الأهرام المصرية العريقة”.

مفاجأة أثارت امتعاض عدد من المتابعين ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، الذين تساءلوا عن كيفية وصول أرشيف الجريدة العريقة إلى دولة الاحتلال وكيف تمت الصفقة ومن سمح لإدارتها بذلك؟ وطالب صحفيون وكتاب مصريين مؤسساتهم بالتحرك لحماية أمنهم القومي وأرشيفهم الوطني من الاستغلال.

وتفاعلاً مع ذلك أُعلن الأربعاء أول ديسمبر/ كانون الأول الجاري إحالة موظف بالجريدة وقائم سابق بأعمال رئيسها إلى النيابة العامة المصرية من أجل التحقيق معهم في الواقعة. فيما تشير تحقيقات داخلية بالمؤسسة إلى وجود شبهات فساد واحتيال شابت صفقة بيع الأرشيف المشبوهة.

كيف وصل أرشيف الأهرام إلى العدو ؟

قبل يومين من تغريدة إسرائيل بالعربي، نشرت المكتبة الوطنية الإسرائيلية على صفحتها الرسمية بفيسبوك تعلن حصولها على أرشيف الأهرام كاملاً. “أصبح من اليوم، بإمكانكم زيارة المكتبة الوطنيّة في القدس أو التواصل معنا والوصول بكل سهولة إلى الأرشيف الرقميّ لصحيفة الأهرام المصريّة المعروفة في كل العالم” حسب منشور المكتبة.

فيما أرفقت المكتبة بالمنشور رابط ولوج لمنصة إيست فيو الأمريكية المتخصصة في الأرشيفات وتوفير المعلومات باللغات الأجنبية، وتملك لأجل ذلك قاعدة بيانات رقمية ضخمة لمجموعة من الكتب والصحف العالمية. ما يحيل إلى أن الصفقة جرت عبر هذه المنصة، وليست مباشرة مع المكتبة الوطنية الإسرائيلية.

  • ونشرت منصة القاهرة 24 المحلية وقتها قائلة إن “ما نشره الحساب الإسرائيلي، فإنه يحمل قدراً كبيراً من التضليل، إذا لم تدشن المكتبة الوطنية الإسرائيلية أرشيفاً رقميا لجريدة الأهرام كما يدّعي الحساب”، لكن الأرشيف يتبع في الأساس منصة إيست فيو الأمريكية. لكنها قالت كذلك بأن الصفقة بين الأهرام وتلك المنصة يشوبها فساد.

ونقلت عن منشور لعضو مجلس نقابة الصحفيين محمود كامل توصله إلى معلومات كارثية تستدعي التحقيق العاجل في حال صحتها. وأوضح كمال حسب ذات المصدر أن: “القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام قبل 8 سنوات عمر سامي باع أرشيف الأهرام للشركة الأمريكية إيست فيو مقابل 185 ألف دولار، وأن العقد وُقع من طرف واحد ولم يوقّع عليه ممثل الشركة الأمريكية، وأن قيمة الصفقة المشبوهة لم تدخل خزينة الأهرام حتى الآن” وفق قوله.

دخول القضاء على الخط

هذا واستنكر عدد من الصحفيين المصريين خبر بيع أرشيف جريدة الأهرام. وكتب يحيى قلاش نقيب الصحفيين المصريين الأسبق على صفحته أنه “اعتداء صارخ على حقوق الملكية الفكرية وعلى المهنة، بل وعلى تاريخ هذا الوطن” ودعا لأن تحقق الهيئة الوطنية للصحافة، باعتبارها المسئولة عن إدارة ملكية الصحف القومية بحكم الدستور، في هذه الواقعة وأن تتخذ كل ما يلزم قانوناً وأن تعلن للرأي العام حقائق الموضوع”.

وتحرَّكت النيابة العامة المصرية الأربعاء أول ديسمبر/كانون الأول الجاري للتحقيق في ملابسات القضية. ونقلاً عن عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين محمود كامل صدر قرار بإحالة حاتم هزاع، الموظف في الأهرام، وعمر محمود سامي الذي شغل منصب القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة عام 2014 إلى النيابة العامة، بالإضافة إلى فصل حاتم هزاع ومنعه من دخول الأهرام، ويتبقى أن تسفر تحقيقات النيابة عن ظهور أي متورط آخر في هذه القضية وأن ينال جزاءه.

وجرت تحقيقات داخلية في جريدة الأهرام بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للصحافة، خلصت إلى اتهام حاتم هزاع بالاختلاس والاستيلاء على أرشيف الجريدة في الفترة من 1976 إلى 2013، وأخْذ نسخة كاملة منه على قرص صلب رقمي خاص به. كما اتهمت التحقيقات عمر سامي مدير عام المؤسسة الأسبق الذي كان يشغل منصب المدير العام لإدارة أماك، الإدارة المسؤولة عن أرشيف الأهرام الميكروفيلمي، بتسهيل الاستيلاء على أموال المؤسسة من خلال إعطاء تفويض دون سند قانوني أو مالي لشركة أردنية لاستغلال المحتوى التحريري، وأرشيف المؤسسة، وهو الذي كان يشغل حينها منصب القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة لمدة 4 أشهر. حسبما كتبت جريدة القدس العربي.

فيما تعد جريدة “الأهرام” إحدى أعرق المنصات الصحفية المصرية والعربية، إذ يعود تاريخ تدشينها إلى ديسمبر/كانون الأول 1875، على يد الأخوين اللبنانيين بشارة وسليم تقلا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار