البابور الموقع العربي

رحلة التطبيع بين العراق ولبنان.. معلوف وهيفاء و زيدان نموذجاً

2٬707

ليست مصادفة أن ينبري منذ أعوام العديد من العرب في مجالات متعددة للترويج للتطبيع مع العدو الصهيوني، ولكسر المحرمات ولقلب المفاهيم وصولاً إلى تبرير الاحتلال والسطو على المقدسات والأراضي واغتصاب فلسطين وتهويد القدس، وليس انتهاءً بالرقص على جثث ودماء مئات الآلاف من الشهداء الذين حاربوا الاستعمار الفرنسي والإنكليزي و”الهاغانا” الصهيونية، واليوم قطعان المستوطنين المنضوين في الجيش وغيره.

“ماذا يعني تطبيع”..؟!، يعني بكل بساطة التبرير للعدو ومنحه شرعية، وقلب المفاهيم بطريقة خطيرة، أي تحويله من محتل وقاتل ومجرم إلى شخص معنوي طبيعي، يعني أن تتحدث معه وتعزف موسيقاه وتتعلم لغته وتقرأ في كتبه، وأن تظهر في وسائل إعلامه لتمجيد إنجازاته.

ما حدث أخيراً من ظهور لكل من اللبنانية ماريا معلوف على شاشة قناة “كان” الصهيونية، الناطقة باللغة العربية، وبعدها المذيعة السابقة في قناة “أورينت” هيفي بوظو التي أعلنت أنها في كيان العدو لتغطي مسابقة ملكة جمال الكون.

وقبلهما بأشواط الروائي المصري يوسف زيدان والذي يُنظّر على الحوار والانفتاح على العدو منذ عقد من الزمن، لن يكون الأول ولا الأخير؛ ولكنه يشكل سابقات خطيرة على طريق الغزو الثقافي والفكري والإعلامي للشباب العربي والفلسطيني لتبرير الهزيمة والتساهل والاعتراف بالعدو، خاصة زيارته الأخيرة لمعرض العراق الدولي للكتاب.

رفض عراقي لزيارة زيدان

لقد أثارت مشاركة زيدان في معرض العراق الدولي للكتاب جدلاً واسعاً بين الأطياف السياسية والثقافية العراقية. المعرض الذي انطلق بتاريخ ٨ كانون الأول ٢٠٢١، كان استضاف زيدان في محاضرتين، الأولى بتاريخ 10 كانون الأول حاوره فيها الدكتور سعدون محسن ضمد، والثانية بتاريخ 11 كانون الأول حاوره فيها الروائي علي بدر، الأمر أثار غضب الكثير من المثقفين والسياسيين وعلماء الدين العراقيين، ودفعهم للتساؤل عن سبب هذا الترحيب وتلك الحفاوة بشخصية تدعو بشكل سافر إلى السلام مع العدو والتطبيع الثقافي معه بشكل لم يعد يقبل الريب، وللقارئ أن يضع على محرك البحث “غوغل” اسم “يوسف زيدان” مع كلمة “التطبيع” ليعرف حقيقة هذا الرجل بالصوت والصورة، فخطورة زيدان ليست في آرائه ومواقفه فقط، بل في شهرته الواسعة أيضاً.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فهذه عينة من أسماء حضرتني لكونها برزت في الإعلام خلال الشهرين الماضيين، ولكن هذا لا يعني أن ما خفي ليس أعظم.

وبناء على كل ما تقدم، لا بد من خطاب إعلامي وثقافي وجماهيري وشعبي وعربي متطور وحضاري ومتماسك لتفويت الفرصة على هؤلاء المطبّعين، مع التذكير أنه بعد عقود على الاتفاقيات العربية مع العدو، فإن الشعوب العربية لم تطبّع، ولا تزال ترفض العدو رغم الحالات الشاذة التي تتوارد من بعض الدول.

ويجب على هذا الخطاب أن يكون انسيابياً ومتماسكاً ووطنياً بما فيه الكفاية لإثبات الحق والتمسك فيه والتشديد على الثوابت: لا صلح، لا مصافحة، لا اعتراف. وفلسطين والجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا عربية. والبندقية هي الحل الأول والأنصف والأخير، ولا تفاهم مع العدو مهما طال الزمان أو قصر!

الصحافي علي ضاحي

ناشر ورئيس تحرير موقع تقارير

تعليق 1
  1. ابن بطوطة يقول

    هههههه كلام جميل والله المستعان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار