البابور الموقع العربي

القضاء الألماني يقضي بالسجن المؤبد على ضابط مخابرات سوري قتل 58 شخصا وعذب 4000 ومارس الاغتصاب

658

أصدر القضاء الألماني أمس حكماً بالسجن مدى الحياة على ضابط سابق في مخابرات النظام السوري لإدانته بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية، في قرار وصف بأنه “تاريخي” يأتي في سياق أوّل قضية في العالم مرتبطة بفظائع منسوبة إلى نظام الرئيس بشار الأسد.
وقضت المحكمة العليا الإقليمية في كوبلنز (غرب ألمانيا) بأن السوري أنور رسلان (58 عاماً) مسؤول عن مقتل معتقلين وتعذيب آلاف آخرين في معتقل سرّي للنظام في دمشق، وذلك بين 2011 و2012. وهو ثاني حكم يصدره القضاء الألماني في هذه المحاكمة بعد إدانة ضابط آخر من المخابرات السورية أدنى رتبة في شباط/فبراير 2021.

وقد أقرّ القضاة بذنب رسلان في مقتل 27 شخصاً في هذا المركز الذي أشير إليه على أنه تابع لقسم التحقيقات – الفرع 251 ومعروف باسم “أمن الدولة – فرع الخطيب” في دمشق. والتزم أنور رسلان الذي كان يرأس شعبة التحقيقات في الفرع 251 من جهاز أمن الدولة الواسع الانتشار الصمت طوال جلسات هذه المحاكمة التي بدأت في 23 نيسان/أبريل 2020. واستمع صباح الخميس إلى حكم المحكمة الذي تُرجم ترجمة فورية إلى العربية، من دون أن يبدو عليه الانفعال، وفق مراسلة وكالة فرانس برس.

وأشادت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه بالحكم، معتبرة أنه يشكل “قفزة تاريخية إلى الأمام” نحو المزيد من العدالة. وأضافت أن هذا الحكم “سيشكل رادعاً قوياً وسيساهم في منع فظاعات في المستقبل”.
وأشادت منظمتا “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” بهذا الحكم، ووصفتاه بـ “التاريخي”. وقال وسيم مقداد أحد المدّعين بالحقّ المدني في هذه القضية في تصريحات لوكالة فرانس برس “آمل أن نكون قد أعطينا صوتاً لمن لا صوت لهم” في سوريا، مؤكّداً أن “جلّ ما أريده هو إحقاق الحقّ وليس الأخذ بالثأر أو الانتقام”.
وكان رسلان قد اتهم بالإشراف على قتل 58 شخصًا، وتعذيب 4000 آخرين في فرع المخابرات المعروف باسم “فرع الخطيب” بدمشق. وافتضح أمر هذا الضابط السابق حين تعرّف عليه في أحد شوارع العاصمة الألمانية المحامي والمعارض السوري أنور البنّي، الذي يقوم الآن بمتابعة ملفات المتعاونين السابقين مع النظام اللاجئين في أوروبا. ووفق المحامي أنور البني المطلع على سير التحقيقات لـ “القدس العربي” فقد اعتقل رسلان من قبل الشرطة الألمانية بناء على قرار من المدعي العام المختص بالجرائم الدولية بتاريخ فبراير/ شباط 2019، ووجّه إليه الادعاء العام تهماً بتعذيب أكثر من أربعة آلاف معتقل، والتسبب بموت 58 معتقلاً تحت التعذيب، بالإضافة لتهم أخرى تتعلّق بالاغتصاب والعنف الجنسي.
ولاقى القرار ترحيباً واسعاً من قبل معارضين سوريين، حيث كتب الباحث السياسي محمد منير الخطيب “الحكم اليوم على الضابط السابق في جهاز أمن الدولة أنور رسلان بالسجن مدى الحياة، نقطة ضوء على طريق المحاسبة والعدالة الطويل”.

القدس العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار