البابور الموقع العربي

الهجوم الحوثي على الإمارات يهدد بتحويل الحرب في اليمن إلى خطر إقليمي

173

تؤكد الهجمات الأخيرة التي شنتها جماعة أنصار الله (الحوثيين) على أبوظبي، أن الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من سبع سنوات قادرة على التحول إلى خطر إقليمي يهدد دول المنطقة، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس. 

خلال الأسبوع الماضي، تعرضت الإمارات لأول هجوم مُعلن من الحوثيين على أراضيها، عندما استهدفت طائرات مسيرة وصواريخ مواقع حيوية في منطقة المصفح بالعاصمة أبوظبي موقعة ثلاثة قتلى.

كما أطلق المتمردون الحوثيون هذا الأسبوع صواريخ بالستية باتجاه قاعدة الظفرة الجوية بأبوظبي اعترضتها الدفاعات عبر باستخدام منظومة “باتريوت” الأميركية، فيما توعدوا بهجمات إضافية.

ومنذ العام 2015، تشارك الإمارات في تحالف عسكري بقيادة السعودية يدعم القوات الحكومية في اليمن في مواجهة المتمردين الحوثيين.

وعن السبب وراء وصول الهجمات الصاروخية إلى الإمارات، بعدما كانت في غالبيتها تستهدف السعودية، يوضح التقرير أن الحوثيون يلقون باللوم على الإمارات في الخسائر الكبيرة الأخيرة في ساحة المعركة داخل اليمن، والتي أنهت فعليا جهودهم لاستكمال السيطرة على شمال البلاد.

وكان الحوثيون قد شنوا مرارا هجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة على السعودية لكنهم لم يعلنوا مسؤوليتهم سوى عن عدد قليل من هذه الهجمات على الإمارات التي نفت وقوع معظمها. 

وأضاف التقرير: “يتطلع الحوثيون إلى الانتقام بعد تعثر هجومهم الذي كان يهدف إلى الاستيلاء على مدينة مأرب المركزية اليمنية”.

وكان من شأن استيلاء المتمردين على مأرب أن يساعدهم في فرض سيطرتهم على شمال اليمن بأكمله.

وأوضح بيتر سالزبوري، الخبير في شؤون اليمن بمجموعة الأزمات الدولية، أن القوات المدعومة من الإمارات والمعروفة باسم لواء العمالقة قامت بهجمات منسقة في محافظة شبوة الجنوبية الشهر الجاري، الأمر الذي أسفر عن طرد الحوثيين وقطع الطريق أمام تمددهم نحو مأرب، فضلا عن استعادة شبوة. 

وفي وقت سابق من هذا الشهر، استولى الحوثيون على سفينة إماراتية في البحر الأحمر، قبالة ساحل الحديدة، وهو ميناء يسيطر عليه المتمردون ويقاتل الجانبان منذ فترة طويلة من أجله، وذلك بحجة وجود حمولة من الأسلحة على متنها. 

في المقابل، قال التحالف العربي حينها إنه نقل معدات طبية من مستشفى ميداني سعودي مفكك في جزيرة سقطرى اليمنية. وهدد بمهاجمة الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون إذا لم يفرجوا عن السفينة.

وفي رد انتقامي على ما تعرضت له أبوظبي، يشن التحالف غارات جوية مكثفة على صنعاء وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. 

وقتلت الغارات عشرات المدنيين ، بينهم أكثر من 80 شخصا في مركز اعتقال بمحافظة صعدة الشمالية، بحسب الوكالة.

وتسببت غارة جوية أخرى للتحالف على مبنى اتصالات في قطع الإنترنت عن اليمن لعدة أيام قبل أن يتم إصلاحه الثلاثاء الماضي.

بدورها، اعتبرت ريمان الحمداني، الزميلة الزائرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن الحوثيين يحاولون إعادة الإمارات إلى الصراع الذي كانت تحاول الخروج منه.

وعام 2019، أعلنت الإمارات أنها ستخفض قواتها في مناطق عدة في اليمن ضمن خطة “إعادة انتشار” لأسباب “استراتيجية وتكتيكية”.

وأدى التصعيد من الجانبين إلى إدانة القوى الغربية التي سئمت محاولة التوسط لإحلال السلام في اليمن. 

وتدرس إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، التراجع عن قرار صدر العام الماضي برفع تصنيف الحوثيين كإرهابيين.

والأسبوع الماضي، دعت الولايات المتحدة، إلى “وقف التصعيد” في اليمن، متحدثة عن سقوط “أكثر من 100 قتيل في الأيام الأخيرة” بينهم ما لا يقل عن 70 قتيلا في غارة جوّية على سجن في صعدة، بحسب بيان صادر عن الخارجية الأميركية.

ونقل البيان عن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، قوله إن “الولايات المتحدة قلقة جدا (…) من التصعيد في اليمن”، داعيا “جميع أطراف النزاع إلى وقف التصعيد والامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والمشاركة الكاملة في عمليّة سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة”.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في بيان، الجمعة، بـ”الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية والتي استهدفت سجنا في صعدة”.

كما دانت الخارجية الإيرانية “الغارات الجوية الأخيرة لتحالف العدوان على مناطق سكنية باليمن”، في بيان للمتحدث باسمها سعيد خطيب زاده.

الحرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار