البابور الموقع العربي

ديوان “أغاني شيراز”.. جديد الشاعر اللبناني محمد حسين بزي

1٬470

بيروت – البابور

أصدر الشاعر اللبناني محمد حسين بزي ديوانه الشعري الرابع الذي حمل عنوان “أغاني شيراز” عن دار الأمير في بيروت ضمن سلسلة اصدارات الدار للموسم الأول من العام الحالي 2022. ويأتي “أغاني شيراز” بعد ثلاثة دواوين كانت صدرت للشاعر هي “الغزل والمُسلّح” (1995)، “مرايا الشمس” (2016)، “أغاني قونية” (2016).

يقع “أغاني شيراز” في 166 صفحة من القطع المتوسط تتوزع على 80 نصاً شعرياً ما بين العمودي والتفعيلة والشعر الحر. وسيطلق الديوان ضمن فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ 63 الشهر المقبل.

إهداء الديوان كان لافتًا، “إلى عمري الذي مضى بين الظلال والشمس.. “. ويبدأ محمد حسين بزي ديوانه بقصيدة “القدس”، ثم “عفّة الصنم”، ثم ينتقل إلى قصيدة “غادرني فيّ وإليّ لمولانا الرومي”، ويحاكي ابن عربي وشمس تبريز في عدة قصائد منها “قمر شيراز” و “أجدادي في الحب”، ثم يجنح الشاعر للغزل في عدة نصوص منها “المتسللة” و “أسرار حبيبتي” و”أحبك كلك” و “حبيبتي الشيوعية”، حيث حضور الثائر الأممي تشي غيفارا في أكثر من نص امتزج فيه الحب مع الثورة، ويختم بزي ديوانه الجديد بقصيدة مؤثرة أهداها إلى والدته.

الشاعر والكاتب الدكتور محمد حسين بزي

عمائمُ

قد طال ليلٌ في العذابِ نعيشه
في ذلك التّعتيم والإظلامِ

إنّ الشّعوبَ تعلَّمت وتحرّرتْ
وشعوبنا للخلفِ.. لا لأمامِ

ما زال حكمُ النّير فوقَ رقابِنا
فمتى نُحرّرُها من الآلامِ؟

ما طالَ حكمُ النّيرِ فوقَ رقابِنا
إلّا مـن التّقصير والإحجامِ

النّيرُ من فوق الرقابِ وليس من
فوق المُنى والعقلِ والأفهامِ

النّيـرُ يُكْسَـرُ بانتفاضةِ أمّةٍ
والذلُّ يُرفعُ بارتفاعِ الهامِ

فإلى متى الإرهابُ فوقَ رؤوسِنا
والموتُ في الأذهانِ والأحلامِ

ومتـى يطيـبُ الأمنُ في حرّيّةٍ
والعقلُ ينشرُ رأيَه بسلامِ

وبلادُنا أرضُ العطاءِ تعيلُنا
وشعـوبُنا تنجو نجاة كِرامِ

وإلى متى التّقليدُ في أفعالِنا
يزدادُ والتّلقينُ في الإفهامِ

إنّ الحياةَ وديعةٌ في عمرِنا
في الخلقِ والإعمارِ والأنسامِ

في الرّوحِ يرفلُ بالنّعيمِ عطاؤها
ويفيضُ بـالإحسانِ والإنعامِ

إنّ الحياةَ قصيرةٌ أيّامُها
والنّائباتُ طويلةُ الأعوامِ

كم “عَالِمٍ” رفعُوه ربًّا عاليًا
فوق العبيدِ البيضِ والأقزامِ

طاغٍ يجدّدُ في الخرافِ طموحَهُ
كي يمسخَ الإبداعَ في الأقوامِ

بالواعظ “الشرعيِّ” يبسـطُ حكمَهُ
ونفوذَهُ في عالمٍ مُتَعامِ

ظنَّ (العِمَامَة) صيَّرتهُ خالقًا
إذْ يقمعُ الأقوامَ بالأحكامِ

ينهي ويأمرُ بالعبادِ لسانُه
ويُعمِّمُ التّلقينَ في الأصنامِ

بمشيئةٍ من صُنعِ مخلوقٍ بِها
يملي إرادتَهُ على الإسلامِ

إنّ الحياةَ قصيرةٌ أيّامُها
والنّائباتُ طويلةُ الأعوامِ.

غريبة

بي ألفُ عاصفةٍ
وعاصفةٌ..
يُعَرّيني الشررْ
فوق الشفاهِ
شفاهِ وردِ
“غريبةٍ”
لا زلنَ تنتظرُ
افتنانَ القُبلةِ الأولى
يوزعُني كحباتٍ
من المكنونِ لؤلؤهُ
أفي عصرِ الجنونِ
أنا أتيهُ
أم الجنونُ
أراهُ في عصري استعرْ

يا ريحُ كمْ…
كمْ أنتِ ساذجةً
فبينَ يديَّ
ينبتُ ألفُ إعصارٍ
وفوقهُما
لكَمْ شاخَ المطرْ ..؟!

أنا آيةُ العشقِ التي
لم تُتلَ بعدُ
أنا هنا
وحدي
الجنونَ أوزِعُه
ويزحفُ لاهثًا
بعدي القدرْ.

أنا الوقتُ

أنا الوقتُ
حدِّثْ رؤى الغيبِ
لملَّم جراح المدى
ألفُ كأسٍ
هنا تنتشي
من دموع المطرْ ..

هنا، بين جَفنيَّ
ينشقُّ ألفُ قميصٍ
ويُهْرَعُ يوسفُ قبلي
لبابٍ ترنّحَ عشقًا
على دفّتيه
ارتعاشُ القمرْ ..

هنالك في الجُبِّ
منخلعًا عن حناياهُ
ينتظرُ الكونُ
يغفو بحِضني القدرْ ..
وبينهُما
بوحُ سرّي
بموتِ الجهاتِ
وبعثِ البشرْ.

لم أنطقْ إلّا خمرا

أنا لستُ هنا
فحبيبي ناداني
ولنارِ العشقِ
غدوتُ له جمرا
والشعرُ
على شفتي ثَمِلٌ
ولعَمري
لم أنطقْ إلّا خمرا.

أجدادي في الحبِّ

أجدادي في الحبِّ …
وُلِدوا من صلبي
كانوا عشاقًا
من بعدي
لكنّهمُ ..
ما عشقوا
بسوى قلبي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار