تتعرّض كييف، اليوم السبت، منذ الصباح لقصف صاروخي روسي، فيما تدور معارك في العاصمة الأوكرانية، إذ دعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي شعبه إلى القتال ضد قوات موسكو.
وتدور مواجهات في كييف بين القوات الأوكرانية والروسية من أجل السيطرة على العاصمة في اليوم الثالث من الاجتياح الروسي للدولة المجاورة.
وجرت معارك في جادة النصر، أحد الشرايين الرئيسة في كييف بعد ساعات من توجيه زيلينسكي دعوة إلى التعبئة.
الحرب قد تطول
وأعلن زيلينسكي، السبت، أن شركاءه الغربيين سيرسلون أسلحة جديدة ومعدات لأوكرانيا، قائلاً إن “التحالف ضد الحرب فاعل”، وذلك بعد مكالمة مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي حذّر أن الحرب في أوكرانيا “ستطول”، و”يجب أن نستعد لها”.
وفي هذا الشأن، قالت الحكومة الهولندية، إنها ستقدم لأوكرانيا 200 صاروخ من صواريخ الدفاع الجوي في أسرع وقت ممكن. كما وافقت حكومة التشيك على إرسال أسلحة وذخيرة بـ 8.6 مليون دولار إلى أوكرانيا. مؤكدة أن “مساعداتها لم تنته بعد”.
وأعلن جهاز الاتصالات الخاصة الأوكراني قرابة الساعة 3,30 ت غ السبت “تتواصل معارك عنيفة في كييف. الجيش الأوكراني يصد المخربين الروس”.
وأفاد مراسلون في وكالة الصحافة الفرنسية، أن دوي نيران المدفعية والصواريخ تتردد بشكل متقطع في شمال غربي كييف. وأصيب مبنى سكني مرتفع في العاصمة بصاروخ، بحسب السلطات الأوكرانية.
معارك عنيفة
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزير الصحة الأوكراني قوله، إن ما لا يقل عن 198 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال، قتلوا نتيجة الغزو الروسي للبلاد. مضيفاً أن 1115 أصيبوا بينهم 33 طفلاً.
وكذلك أفاد الجيش الأوكراني عن معارك “عنيفة” على مسافة 30 كيلومتراً إلى جنوب غرب كييف، حيث قال إن الروس “يحاولون إنزال مظليين”.
ودعا فولوديمير زيلينسكي السكان إلى حمل السلاح، وأقسم أنه سيبقى في العاصمة.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذر ليل الجمعة – السبت، من أن القوات الروسية ستحاول هذه الليلة الاستيلاء على كييف، حيث تدور معارك ضارية.
وقال في رسالة مصورة نشرها الموقع الإلكتروني للرئاسة، “أتوجه إلى المدافعين عنا، رجالاً ونساءً في جميع الجبهات: الليلة، سيستخدم العدو كل قواته لسحق دفاعاتنا بأكثر الطرق خسّة وقسوة ولا إنسانية. هذه الليلة سيحاولون الاستيلاء” على كييف، مؤكداً أنه “لا يمكننا أن نخسر العاصمة”.
كما أعلنت القوات البرية الأوكرانية على “فيسبوك” أنها دمرت رتلاً روسياً من خمس آليات عسكرية بينها دبابة، قرب محطة بيريستيسكا للمترو على جادة النصر في شمال غربي العاصمة.
استهداف البنية التحتية العسكرية
من جهتها، لم تذكر وزارة الدفاع الروسية أي هجوم على كييف، واكتفت بالإبلاغ عن إطلاق صواريخ كروز على البنية التحتية العسكرية، وإحراز تقدم ميداني في الشرق، حيث يدعم الجيش الروسي الانفصاليين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وفي جنوب أوكرانيا حيث دخلت القوات الروسية الاثنين من شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.
وعلى الطريق بين كراماتورسك ودنيبرو الواقعتين في شرق أوكرانيا، لاحظ صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية، وجود عدد كبير من القوافل العسكرية الأوكرانية. وأقيمت حواجز عسكرية عند مداخل ومخارج كل مدينة رئيسية في هذه المنطقة.
ومن جانب آخر، طلبت الهيئة الناظمة الروسية للاتصالات، السبت، من وسائل إعلام وطنية حذف التقارير التي تصف هجوم موسكو على أوكرانيا بأنه “هجوم أو غزو أو إعلان حرب”.
وبلغ عدد النازحين نحو مئة ألف شخص فيما غادر 50 ألفاً أوكرانيا، بحسب أرقام الأمم المتحدة، باتجاه حدود الاتحاد الأوروبي، خصوصاً إلى بولندا والمجر ورومانيا.
وكما كان متوقعاً، استخدمت روسيا في مجلس الأمن الدولي الجمعة، حقّ النقض ضدّ مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة وألبانيا يستنكر “بأشدّ العبارات عدوانها على أوكرانيا”، ويدعوها إلى سحب قواتها من هذا البلد “فوراً”، رغم حصوله على تأييد غالبية البلدان.
نظام “سويفت”
وفي غضون ذلك، قالت كندا والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، الجمعة، إنهم قد يتحركون لاستبعاد روسيا من نظام “سويفت” للمدفوعات العالمية بين البنوك، في جولة أخرى من العقوبات التي تهدف إلى وقف الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن هذه الخطوة قد تحدث في الأيام المقبلة، بعد أن خفف مسؤولون في ألمانيا وإيطاليا من معارضتهم لها. ومن شأن هذا القرار إلحاق الضرر بالتجارة الروسية، إذ إن “سويفت” هو نظام مراسلة آمن تستخدمه البنوك لإجراء مدفوعات سريعة عبر الحدود، وهو الآلية الرئيسة لتمويل التجارة الدولية.
وسيمثل ذلك تصعيداً إضافياً للعقوبات المنسقة التي فرضتها القوى الغربية على روسيا، والتي شملت عقوبات نادرة تستهدف بصفة شخصية الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.
اندنبدنت