ما يجري في أوكرانيا ليس مسألة عابرة، لأنه أهم حدث منذ 500 عام، فالغزو الروسي لأوكرانيا يعني تغيير “البارادايم”، التي تشمل تغيير وحدات القياس والمعايير الجيوساسية، وإعادة تعريف المصالح والقوة والنظام السياسي والمجال الحيوي، لذلك ستكون عملية طويلة ومؤلمة ودامية ومفتوحة على كل الاحتمالات.. وايا كانت النتيجة فانها تؤسس لحرب كبرى على المدى القصير او المتوسط .. هناك مخاض عسير لتغيير النظام الدولي تريد روسيا استعادة امبراطوريتها من خلاله، ويريد الغرب ان يحافظ على مكاسبه، رغم افتقاره للمقومات الحضارية، وتترقب الصين لكي تقفز وتستولي على الحصة الاكبر، وتريد الهند استعادة السيطرة على كل أراضي الهند قبل تقسيمها .. نحن أمام حالة من السيولة غير المعقولة التي تعني بكل بساطة حربا عالمية اشد وأقسى وأعنف من الحربين الأولى والثانية .. اوكرانيا هي العنوان الجديد لإعادة تشكيل العالم .. إما حرب عاجلة تنتهي بحصول روسيا على ما تريد .. أو حرب آجلة لغزو روسيا وإخضاعها وهي حرب ستحرق الاخضر واليابس ستحدث فعلا ما لم يكن هناك معجزة لمنعها … سمير الحجاوي