البابور الموقع العربي

ضياء الآغا.. 30 عاما في الأسر الإسرائيلي.. عميد أسرى غزة

1٬303

يتعمق جرح والدة الأسير ضياء الأغا في شهر رمضان المبارك، الذي يمر عليه للعام الثلاثين على التوالي وهو خلف قضبان الاحتلال، وهي تتمنى تواجده معها على مائدة الإفطار، لتحتضنه وتصنع له ما يجب.

ولم تستطع المسنّة نجاة الأغا (72 عامًا) أن تحبس دموعها وهي تتحدث عن ولدها ضياء الذي تفتقده في الشهر الفضيل، حيث يتجمّع إخوته حول سفرة الإفطار؛ لكن حضورهم ومواساتهم لا يسد غياب ابنها الأسير، الذي اعتقله الاحتلال طفلًا بعمر الـ16.

ويعتبر الأسير ضياء الأغا عميد الأسرى في قطاع غزة وأقدمهم حكمًا- مدى الحياة- وذلك بعد أن اعتقلته قوات الاحتلال في شهر أكتوبر من عام 1992 على خلفية عملية فدائية قتل خلالها ضابطًا إسرائيليًّا بمحررة “غوش قطيف” في خانيونس جنوبي القطاع.

ويُحيي الشعب الفلسطيني في 17 أبريل/ نيسان من كل عام “يوم الأسير الفلسطيني”، وتنظّم عشرات الفعاليات الداعمة للأسرى في الوطن والشتات.

وما يهدئ حنين أم ضياء- ولو نسبيًا- أنها التقت بولدها لأول مرة منذ 5 أعوام جراء المنع الإسرائيلي وبسبب وباء كورونا، حيث التقت به قبل شهر رمضان المبارك بأيام قليلة، لكن ذلك زاد النار المتقدة في صدرها، كما تقول لمراسل وكالة “صفا”.

وتؤكّد الأغا أن “مُضي شهر رمضان المبارك على عوائل الأسرى ليس بالهيّن، فنحن لا نذوق للفرح طعمًا، وأبناؤنا بعيدون عنّا، فلم يتوقف قلبي ولساني عن الدعاء لهم ولولدي بالفرج القريب العاجل إن شاء الله”.

وتستذكر الأغا المأكولات التي كان يحبها ضياء خلال شهر رمضان، إذ كان يعشق دومًا تناول “المقلوبة” وجميع المطبوخات، وعلى صعيد الحلويات فكانت القطائف والكعك أكثر ما يحب.

وتوضح أن ولدها لم يكن يُعيب طعامًا قط، ويساعدها في إعداد وجبتي الإفطار والسحور.

وتضيف “كل شيء في رمضان يذكرني بولدي؛ طاولة السفرة ودموعي عليها يومًا، أتذكّر المأكولات التي كان يعشقها، وأحرص على إحضارها في أول أيام الشهر الفضيل، أتذكر كل شيء يحبه، وكل عيد كنت أحضر له ملابسه الخاصة”.

وبتنهيدة عميقة تعرب الأغا عن أملها بلقاء ولدها قبل أن تفارق الحياة، وأن تجتمع به في شهر رمضان وجميع المناسبات، وتؤكد أن ذلك أملها في الله أولاً، وبفصائل المقاومة ثانيًا، عبر صفقة مشرّفة تفرح قلبها وجميع أمهات الأسرى.

اعتصام متواصل

وبرغم مشقّة شهر رمضان والأمراض المزمنة التي تعاني منها المسنة الأغا إلا أنها تصر على المشاركة في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر غربي مدينة غزة.

وتوضح في حديثها لمراسل وكالة “صفا” أنها تشارك بالاعتصام بالرغم من خروجها من عملية جراحية في عينيها مؤخرًا، مؤكدةً أنها تشعر أن الاعتصام طريقة التواصل مع ابنها الأسير.

وتعتبر الأغا كل يوم اثنين “مقدسًا”، حيث تأتي من محافظة خانيونس جنوبي القطاع للمشاركة في الاعتصام الأسبوعي للتضامن مع الأسرى.

وتقول: “مشاركتي محاولة لتفعيل قضية ابني محليًّا ودوليًّا؛ وكي أقول للعالم إن هناك أسرى في السجون، ولهم أهل يطالبوا بإطلاق سراحهم”.

وتضيف “بعد منع دام 5 أعوام بحمد الله زرته في تاريخ 29-3-2022 وكنت خلالها مريضة بالمشفى وخرجت مضطرّة. قلت في نفسي حتى لو زحفًا سأزور ضياء، فهو يقبع حاليًّا بسجن نفحة، والحمد لله أنني تمكّنت من زيارته”.

وفي 19 إبريل الجاري سيدخل الأسير ضياء الأغا عامه الـ47، وتقول والدته: “ولدي قدّم طفولته وشبابه داخل الأسر، اللهم اجمعني به عاجلاً غير آجل”.

وكابدت المسنة الأغا الأمرّين في حياتها، حيث اعتقل الاحتلال زوجها زكريا عام 1973 وحكم عليه بالسجن 3 سنوات وأطلق سراحه، في حين أن اثنين من أبنائها أسرى محررين، إذ قضى عزام 4 سنوات في الأسر، ومحمد 12 عامًا.

وتوجه رسالة لأهالي الأسرى قائلةً: “شدو حيلكم خلوا معنوياتكم عالية، خلوا أملكم بالله كبير، سيفرج عن أبنائكم قريبًا إن شاء الله”.

وتؤكد الأغا ضرورة الوحدة وحشد الجهود من أجل قضية الأسرى، مضيفةً “كما توحد الأسرى داخل السجون وشكلوا لجنة وطنية تمثلهم، إن شاء الله فصائلنا ستتوحد أسوةً بهم أو على الأقل لأجلهم؛ فهم من قدموا الغالي والنفيس”.

وكالة صفا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار