البابور الموقع العربي

الجنرال نادر العفوري .. رجل جعل من “لا” سلاحا يهزم العدو الإسرائيلي (فيديو)

557

الجنرال جيّاب… رجل ال”لا”.. عندما تغلب قوة الإرادة ضعف الجسد

ابنُ مدينة نابلس، ابن جبل النّار، رياضيٌ ذو بنية جسديّة قويّة وإرادة حديديّة جبّارة، أسطورةٌ من أساطير العمل الوطني المسلّح، الخلوق النّزيه، الصّديق المعطاء والأب الحنون المتفاني، جميع هذه الصّفات اجتمعت بالقائد المناضل نادر العفوري أبو نضال، أو “الجنرال جيّاب” كما كان يحب أن يناديه جورج حبش أو رجل ال “لا” كما لقبه رفاقه في الزنازين والمعتقلات.

شهاداتٌ لامست رغم غزارتها جزءًا يسيراً من جبروت هذا الرجل المعجزة، تناولها فيلم رجل ال”لا” الذي أنتجه مركز حنظلة، والذي تناول خلاله محطات مفصليّة في حياة العفوري الذي تحدى بقدرته الأسطوريّة على التحمل وعدم الاعتراف أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنّفسي التي مارستها أجهزة المخابرات الصهيونيّة “خائبة” لدفعه على الاعتراف.

كان يستخدم جسده كسلاح يقاوم به المحقّق ، عطّل جميع حواسه فلم يبدي أية ردة فعلٍ على أساليب التعذيب الوحشيّة التي وصلت إلى حد تعليقه بحبال متصلة بطائرة حلّقت به جواً، ليفاجئ الجنرال سجانه باستمتاعه بجولة أطل بها على ربوع الوطن من السماء.

اعتُقل العفوري لأول مرة عام ١٩٦٧ بتهمة تنفيذ عمليات ضد العدو وتم الإفراج عنه عام ١٩٧١، ليعاد اعتقاله عام ١٩٧٣ ويحكم لثلاثة سنوات بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفي العام ١٩٧٨ اعتقل مجدّدًا بتهمة تصفية الحاكم العسكري في نابلس، كما قضى أربعة اعتقالات حكم إداري وصل مجموعها إلى ١٣ عام ونصف.

سنواتٌ طويلةٌ ومريرةٌ من الاعتقال لم يقدّم خلالها أبو نضال اعترافاً واحداً، كان يترك لساعاتٍ طويلة في ساحة المعتقل فيذوب جسده ويفقد عشرات “الكيلوات” من وزنه، وعقب انتهاء جولة التعذيب يعود إلى زنزانته ليطمئن رفاقه ” مش مهم القلعة- يقصد الجسد- طول ما الملك موجود بيرجع يبني”، ويبني بالفعل جسده مجدّدًا محضراً نفسه لجولة جديدة من التعذيب.

وبحسب شهادات رفاقه الذين عايشوه بالأسر، تعرّض الجنرال لصنوفٍ -لا يستوعبها العقل البشري- من التعذيب والتنكيل، حيث كان يقيد بكرسي متحرك ويلقى به من أعلى السلالم ما أدى لكسور في الحوض وفي مفاصل القدمين، كما كان أشباه الرّجال من المحقّقين الصهاينة يطفئون نيران سجائرهم في فمه وأماكن متفرقة من جسده، علاوةً على اقتلاع أظافره وشبحه وجلده.

ووفقاً للشهادات التي تناولها فيلم رجل ال “لا”، رغم الوضع الصحي السيء لأبو نضال والحروق المتفرقة والتسلّخات في جسده، كان إيمان بطلنا بقدرة الجسد الناتجة عن تحكم العقل المتسلّح بالإيمان بالفكرة، يضع العدو في حالة من العجز لعدم تمكنه من الحصول على “اعتراف” يكظم غيظه، فبدأ منتقماً بالعمل على شل قدرته البدنيّة والعقليّة، وتكثيف جولات التعذيب الوحشيّة.

هذا المناضل الذي لم يستطع السجان كسر عزيمته رغم تكسير عظامه، شكّل بصموده في أقبية التحقيق رمزاً ملهماً للفصائل وحكايةً تدرّسُ للمناضلين والثوّار، وصخرةً تحطمت عليها كافة مؤامرات الشاباك وأجهزة المخابرات الصهيونيّة، ورمزاً للانتصار الفلسطيني القادم لا محالة.
 لقد كان أبو نضال كما وصفه أحد رفاقه الذين عايشوه، الرّمز الصادق لمسيرة العذاب الفلسطيني في الماضي والحاضر والدم الفلسطيني الذي انتصر على سيف الجلّاد.

رجلٌ سلك نهج الكفاح المسلّح، ختم حياته بتاريخٍ مشرف، فأصبح حكاية وعنوان، حمل شعاراً واحداً “نكون أو لا نكون” فكان ولازال خنجراً في خاصرة الاحتلال ولعنة تطارد الصهاينة وأعوانهم.

المصدر: بوابة الهدف الإخبارية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار