البابور الموقع العربي

كوشنر يفضح المستور ويكشف أسرار السيسي وابن سلمان وابن زايد

734

“السيسي تراجع عن قرار إدانة إسرائيل في الأمم المتحدة”.. كوشنر يكشف تفاصيل مكالمة مهمة

نشر جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مذكرات بعنوان “breaking History” تطرّق فيها لمكالمة من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.

حيث كتب كوشنر، حسبما نشرت وكالة ” سي إن إن ” الإخبارية الأمريكية، السبت، 27 أغسطس/آب 2022: “أخبرني ديرمر أنه، وفي مقر الأمم المتحدة، كانت عدة دول بقيادة مصر، تستعد لتقديم قرار للتنديد بالمطالبات القضائية الإسرائيلية في الضفة الغربية، باعتبارها ‘بلا شرعية قانونية وانتهاك صارخ للقانون الدولي’ كان ديرمر يسمع أن إدارة أوباما تعتزم الامتناع عن التصويت. إذا امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، فسيكون ذلك تخلياً غير مسبوق عن إسرائيل. كما أنه سيهدد جهودنا المستقبلية لتحقيق السلام من خلال إمالة المفاوضات تجاه الفلسطينيين، وثنيهم عن التفاوض مباشرة مع الإسرائيليين”.

كوشنر كذلك قال في مذكراته: “رن هاتفي مرة أخرى. كان مايك بنس.. سمع بنس شائعات مماثلة عن القرار. بعد إنهاء المكالمة، اتصلت بدينيس ماكدونو، الذي أعطاني رقمه عندما زرنا البيت الأبيض، وأخبرني بالتواصل إذا كنت بحاجة إلى أي شيء. قال إنه ليس لديه علم بالقرار، لكنه سيطلعني على آخر المستجدات. كان هذا آخر ما سمعته منه.. غير متأكد مما ستفعله إدارة أوباما، اعتقدت أنه من المهم أن يوضح ترامب أنه يعارض القرار. رغم أنه من النادر أن يعلق الرئيس المنتخب على سياسة الرئيس المنتهية ولايته”.

اضاف كوشنر: “إلا أن ترامب وافق على أن الأمر يستحق كسر البروتوكول في قضية بهذه الأهمية. من خلال العمل مع ديفيد فريدمان وجيسون جرينبلات، من كبار مسؤولي الاتصال في حملتنا مع الجالية الموالية لإسرائيل واليهود، قمنا بصياغة بيان، وعدله ترامب ودفعه على تويتر وفيسبوك: ‘لن يتحقق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وليس من خلال فرض شروط من قبل الأمم المتحدة. هذا يضع إسرائيل في موقف تفاوض سيئ للغاية، وهو غير عادل للغاية لجميع الإسرائيليين'”.

كما قال كوشنر: “في اليوم التالي، اتصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإبلاغنا بأن فريقه لم يكن يعمل تحت إشرافه، وأن مصر ستلغي القرار” بحسب ما ادعى كوشنر في الكتاب، وعلق كوشنر في كتابه: “للحظة، بدا الأمر وكأننا نجحنا وكان لنا تأثير بالفعل”.

الأمن منع محمد بن سلمان من دخول البيت الأبيض! كوشنر يكشف تفاصيل موقف “محرج” لولي عهد السعودية

ولي العهد السعودي يرافق جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق ترامب/ رويترز

كشف جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خبايا جديدة دارت في البيت الأبيض خلال اضطلاعه بمنصب مستشار الرئيس، كشفت عن حادثتين؛ الأولى حينما منع الحرس الرئاسي الأميرَ محمد بن سلمان من دخول البيت الأبيض، أما الثانية فكانت عن صفقة بيع الإمارات طائرات إف-35 الأمريكية.

ونقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية تفاصيل الحادثتين، بين العديد من القصص الأخرى التي يسردها كوشنر في مذكراته “كسر التاريخ”، كان آخرها حديثه عن الأزمة الخليجية بين قطر من جهة والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى.

منعوا محمد بن سلمان من دخول البيت الأبيض

وكشف كوشنر عن حادثة جرت مطلع 2017، حينما كان محمد بن سلمان، الذي كان في ذلك الوقت ولياً لولي العهد السعودي السابق، محمد بن نايف، متواجداً في الولايات المتحدة، وكيف منعه الحرس الرئاسي من دخول البيت الأبيض بسبب “مشكلة في الأوراق”، حسب “سي إن إن”.

يقول كوشنر: “بالعودة إلى يناير/كانون الثاني (2017)، خلال أول اتصال هاتفي بين ترامب والملك سلمان بن عبد العزيز، أخبرنا الحاكم السعودي أن ننسق الرحلة المحتملة مع نجله محمد بن سلمان، نائب ولي العهد ووزير الدفاع، ذي الشخصية الكاريزمية، البالغ من العمر 31 عاماً، والمعروف باسم MBS”.

يلفت كوشنر إلى أنه تولى مهمة التنسيق في الجانب الأمريكي، حيث اختاره ترامب واعتبره “الشخص المناسب”، مضيفاً: “عندما عدت إلى مكتبي تلقيت بالفعل بريداً إلكترونياً من محمد بن سلمان يطلب إجراء مكالمة”. 

وتابع: “في مارس/آذار بينما كان محمد بن سلمان في واشنطن للتفاوض على التفاصيل (زيارة ترامب للسعودية)، ضربت عاصفة ثلجية الشمال الشرقي. ما دفع المستشارة الألمانية (السابقة) أنجيلا ميركل، التي كان من المقرر أن تتناول الغداء مع الرئيس، لإلغاء زيارتها في اللحظة الأخيرة، لأن طائرتها لم تستطع الإقلاع من ألمانيا”.

غداء بين محمد بن سلمان وترامب

في تلك الأثناء يقول كوشنر إنه سأل ترامب عما إذا كان سيتناول الغداء مع محمد بن سلمان، لأن ولي ولي العهد كان بالفعل في المدينة آنذاك، ويضيف: “اعتقد ترامب أنها كانت فكرة رائعة، رغم إصرار موظفي مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض على أن الرؤساء لا يتناولون الغداء مع المسؤولين الأجانب الذين ليسوا رؤساء للدولة”. 

ومع ذلك “رفض ترامب هذا البروتوكول البيروقراطي، وقرر استكشاف شراكة محتملة يمكن أن تعزز مصالح أمريكا في الشرق الأوسط”.

لكن رفض ترامب لتلك الإجراءات لم يشفع لمحمد بن سلمان عند موظفي مجلس الأمن القومي “فلم يسمحوا له بتخطي نقطة التفتيش الأمنية والقيادة مباشرة إلى الجناح الغربي (البيت الأبيض)، كما يسمحون لرؤساء الدول”.

يضيف كوشنر: “لذلك انتظر نائبي والموظف الوحيد في ذلك الوقت، آفي بيركوفيتش، في الثلج خارج نقطة التفتيش الأمنية لمقابلة محمد بن سلمان. عندما وصل ولي ولي العهد كانت هناك مشكلة في الأوراق، ومنعه الحرس الرئاسي من الدخول. ركضت إلى البوابة وأقنعتهم بالسماح له بالمرور”. 

وأضاف: “رغم البداية الصعبة للزيارة كان الغداء ناجحاً. أخبر ترامب محمد بن سلمان مباشرة أنه يريد تعاوناً أقوى في مكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف وإنهاء تمويل الإرهاب”. 

حسب مذكرات كوشنر، فإن ترامب “توقع أن تتحمل السعودية المزيد من العبء الدفاعي في المنطقة. فلن تستمر أمريكا في إنفاق دماء ثمينة وتريليونات الدولارات على حروب خارجية لا نهاية لها”. ويلفت كوشنر إلى أنها “كانت رسالة صعبة، لكن ترامب لم يخجل”. 

رداً على ذلك، كشف محمد بن سلمان عن “خطة طموحة وشاملة لمكافحة الإرهاب. عزز هذا الاجتماع المخصص حدسي بأن علينا المخاطرة والذهاب للمملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية للرئيس.. أعطاني ترامب الضوء الأخضر لمواصلة التخطيط”.

صفقة إف-35 بين الإمارات وأمريكا

على صعيد آخر، كشفت المذكرات نفسها عن مشكلة تخللت المحادثات حول بيع مقاتلات من طراز إف-35 الأمريكية لأبوظبي، حيث قدم السيناتور الجمهوري راند بول والسيناتور الديمقراطي بوب مينينديز وكريس مورفي تشريعات لمنع بيع الأسلحة”، حسب شبكة “سي إن إن”.

يقول كوشنر: “كان لبول تاريخ من الاعتراض على المبيعات العسكرية الخارجية للولايات المتحدة، لكن كان لمينديز ومورفي سبب مختلف. زعما أننا ارتكبنا عملية كريهة بعدم إبراء الصفقة بشكل غير رسمي مع لجنة العلاقات الخارجية قبل الإعلان عنها”. 

وتابع: “في حين أن الرئيس كان سيستخدم حق النقض ضد أي قرار للكونغرس يمنع البيع -ولن يكون لدى مجلس الشيوخ أغلبية الثلثين اللازمة لتجاوز حق النقض- ​​فإن العرض العلني للمعارضة سيحرج الإماراتيين ويثير مخاوف بشأن علاقتهم بالزعماء الديمقراطيين قبل تولي بايدن الرئاسة”. 

جهود كوشنر وسفيرا الإمارات وإسرائيل

يصف كوشنر في مذكراته ذلك بأنه “كان تطوراً غير مرغوب فيه، ويمكن أن يعرض اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية للخطر في مهدها”، مضيفاً: “عملت أنا وآفي مع بومبيو، والسفير الإماراتي يوسف العتيبة، والسفير الإسرائيلي رون ديرمر للاتصال بكل عضو في مجلس الشيوخ تقريباً، وشرح أهمية البيع العسكري، والإجابة عن أسئلتهم”. 

حسب كوشنر، فإن السفير الإسرائيلي ديرمر قال للصحفيين “إن إسرائيل مرتاحة للغاية لعملية البيع ووصف الإمارات بأنها حليفة في مواجهة إيران”.

يضيف كوشنر: “في النهاية، قرر معظم أعضاء مجلس الشيوخ أن الصفقة ستقلب ميزان القوى الإقليمي ضد إيران دون المساس بأمن إسرائيل. لقد فهموا أيضاً أنه في حالة عدم وجود صفقتنا، فمن المرجح أن تشتري الإمارات أسلحة من الصين أو روسيا”.

وتابع: “من الواضح أنه كان من مصلحتنا إبقاء الإماراتيين بقرب أمريكا”. مشيراً إلى أنه “بعد انخراط مكثف رفض مجلس الشيوخ التشريع. وباستثناء بول صوت معنا جميع الجمهوريين، بعد التصويت اتصل يوسف للتعبير عن شكره، وأشار إلى أن السفير ديرمر كان موهوباً جداً، وأن العمل معه كان تجربة مختلفة كثيراً عندما كان حليفاً”.

كوشنر يكشف ما دار بالغرف المغلقة خلال وساطته بين قطر والسعودية.. نقل رسالة من محمد بن سلمان للأمير تميم

ولي العهد السعودي يرافق جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق ترامب/ رويترز

نقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، الجمعة 26 أغسطس /آب 2022، أن جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تطرق في مذكراته التي نشرها تحت عنوان “breaking History” للأزمة الخليجية بين قطر من جهة والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى.

حيث قال كوشنر في مذكراته: “كنت أخطط لزيارة قطر وأميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في اليوم التالي. لذا قبل انتهاء اجتماعي مع محمد بن سلمان، سألته عما إذا كان قد أحرز أي تقدم مع قطر، والتي كانت محور الحصار الذي تقوده السعودية لأكثر من ثلاث سنوات.. قال محمد بن سلمان إنهم أعدوا مقترحاً سيرسلونه إلى القطريين عبر الكويت، التي كانت تعمل كوسيط لهم”.

كوشنر يكشف كواليس الوساطة بين قطر والسعودية 

مستشار ترامب قال كذلك في مذكراته: “قلت (لمحمد بن سلمان) سأسافر إلى قطر صباح الغد لرؤية الشيخ تميم.. يمكنني إحضار العرض معي وحفظ الطابع البريدي لك (توفير الوقت). قال محمد بن سلمان إنه سيفعل ذلك قبل أن أصعد على متن الطائرة.. طرحت سؤالًا آخر: إذا كان يريد التحدث، فهل ستكون منفتحاً على إجراء مكالمة معه (يقصد الشيخ تميم بن حمد؟) دون تردد، أشار محمد بن سلمان إلى أنه سيكون كذلك. هو معجب بالأمير تميم. وأراد حل المسألة والمضي قدماً”.

كوشنر ذكر أيضاً في مذكراته حسبما نشرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية: “في اليوم التالي، قبل أن نصعد على متن طائرتنا، استقبلنا فيصل على المدرج بعلبة من التمر السعودي كهدية وسلمني ظرفاً يحتوي على عرض سعودي لقطر.. عند وصولي إلى قطر، توجهت أنا وآفي وبريان هوك والجنرال كوريا إلى القصر للقاء الأمير تميم والعديد من مستشاريه الموثوق بهم. بدأت علاقتنا بشروط صعبة بسبب اقتراح تيلرسون غير الدقيق بأنني مسؤول عن الخلاف الخليجي. لقد تحسنت بشكل مطرد على مر السنين حيث التقينا وانخرطنا في حوارات استراتيجية. عندما شاركت معه خطة السلام من أجل الازدهار الاقتصادي، توقع الأمير تميم أننا كنا نركز على الخطة: إذا حققنا السلام في المنطقة، فإن الانفجار في النشاط الاقتصادي سيكون أكبر مما كنا نتخيله”.

تفاصيل اقتراح محمد بن سلمان 

فيما استطرد كوشنر قائلاً: “قلت (للأمير تميم بن حمد) لدي اقتراح من محمد بن سلمان.. اطلعت عليه مع فريقي، ورغم أنه ليس مثالياً، أعتقد أنها بداية جيدة.. قال الأمير تميم إنهم إذا قاموا بحل الخلاف، فلن تكون الورقة مهمة. المهم هو نية المملكة العربية السعودية. لقد استثمرت قطر وقتاً طويلاً في محاولة الوصول إلى حل وسط، لكن يبدو أنها لم تحرز أي تقدم.. سألني عما إذا كنت أعتقد أن السعوديين مستعدون حقاً لحل النزاع؟.. قلت ليس الجميع. لكن محمد بن سلمان جاهز. عليك أن تثق بي عندما أقول إنني أعتقد أنه يريد حقاً حلها”.

كوشنر قال كذلك: “سلمت الوثيقة إلى الأمير تميم، وبدأ في قراءتها.. بعد أن ناقشنا بعض القضايا العالقة، سألته عما إذا كان مستعداً لإجراء مكالمة سريعة مع محمد بن سلمان للاستماع مباشرة من ولي العهد السعودي حول صدق هذا العرض. كان الأمير تميم متردداً، وذكرني أن المكالمة الأخيرة بينهما كانت لطيفة، لكن بعد ذلك أصبحت إشكالية عندما نشر كلا البلدين ملخصات متضاربة للمكالمة، مما أدى إلى زيادة التوترات. وأضاف أنه حتى إذا كان لديهم مكالمة جيدة، فسيحتاجون إلى إصلاح العملية المعطلة والتوصل إلى آلية جديدة للوصول إلى حل..”.

إنشاء قناة تواصل

في حين ذكر أيضاً كوشنر: “اقترحت إنشاء قناة اتصال بين وزير خارجيته الماهر الشيخ محمد بن عبد الرحمن ونائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان. يمكنني العمل مع وزير خارجية الكويت، الدكتور أحمد، للتوسط في المناقشات.. سأل الأمير تميم عما إذا كان السعوديون سيوافقون على اقتراحي.. إذا وضعنا جانباً كل الإجراءات الشكلية لوجودي في قصر الأمير، فقد أخذت صفحة من كتابي القديم في إبرام الصفقات التجارية: دعني أسأله. هل لديك غرفة اجتماعات يمكنني استخدامها للاتصال بـ MBS (محمد بن سلمان)؟”.

كوشنر تابع: “أطلعني مساعده على غرفة الاجتماعات المجاورة. سرعان ما كنت على الهاتف مع محمد بن سلمان، وأطلعه على حديثي مع الأمير تميم. أكد لي محمد بن سلمان أنه إذا كان الأمير تميم صادقاً في رغبته في حل الخلاف، فسوف يقابله أكثر من نصف الطريق.. سألت هل أنتم منفتحون على إنشاء قناة بين الأمير خالد والشيخ محمد، والتي أود أن أتوسط فيها شخصياً، لمحاولة حل القضايا العالقة في الوثائق؟ وافق محمد بن سلمان على الفور.. قلت هل تمانع في الانتظار لمدة دقيقة واحدة؟ سلمت الهاتف إلى آفي، الذي كان محمد بن سلمان يستمتع دائماً بالحديث معه، وسرت في الردهة القصيرة إلى مكتب الأمير تميم.. قلت: لقد وافق محمد بن سلمان على القناة كطريقة لحل القضايا المفتوحة.. معي على الهاتف.. أعتقد أنه سيساعد في بناء الثقة، لك أن تسمع من بعضكما البعض. هل أنت على استعداد للتحدث معه؟.. ثم وافق”.

في كواليس التفاهم حول المفاوضات، كتب كوشنر كذلك: “عدت إلى غرفة الاجتماعات.. (انتظر ثانية واحدة. سأجمعك مع الأمير تميم. إنه مستعد للتحدث).. دخلت مكتب الأمير تميم ووضعت الهاتف على مكبر الصوت. استقبل الأمير تميم محمد بن سلمان باللغة العربية، وتحدث الزعيمان لمدة عشر دقائق تقريباً بينما كان الجميع في الغرفة يستمعون”.

أضاف كوشنر: “لم أتحدث العربية بطلاقة، وقفت بعصبية، محاولاً قراءة تعابير وجه الأمير تميم ومستشاريه، حيث لم يكن لدي أي فكرة عما كانوا يقولون. عندما أغلق تميم الخط، توقف للحظة لينظر إلى الهاتف ثم سلمه إليّ. كانت الغرفة صامتة.. كسرت الصمت وسألت هل كانت تلك مكالمة جيدة أم سيئة؟ انفجر الجميع في ضحك.. شكرني تميم وقال إنها كانت مكالمة رائعة وإنه منفتح على استئناف المحادثات إذا تمكنوا من إحراز تقدم. وأعرب عن حزنه؛ لأن الخلاف أدى إلى الكثير من المرارة بين مواطني بلدانهم..”

علاقة كوشنر بحصار قطر

بينما ينظر الآن إلى غاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره على أنه عراب المصالحة الخليجية التي أُبرمت في قمة العلا بالسعودية، فإنه قد يكون أيضاً طرفاً رئيسياً في الحصار الذي فُرض على قطر فجأة في 5 يونيو/حزيران 2017.

وحسب تقارير وجهات أمريكية رسمية فإن هناك شكوكاً بأن الضوء الأخضر الذي منحه كوشنر لبدء الحصار على قطر له علاقة بفشل صفقة بين شركته وعائلته وبين الدوحة، وهي صفقة بدأ التفاوض عليها قبل وصول ترامب للرئاسة، وهي ترتبط بعقار باهظ تسبب في أزمة مالية لآل كوشنر منذ أكثر من عقد.

إليك أبرز المحطات المرتبطة بالأزمة المالية وغاريد كوشنر

يناير/كانون الثاني 2007: اشترت شركات كوشنر العقار الفخم رقم 666 الجادة الخامسة بنيويورك بسعر 1.8 مليار دولار، في ذروة سوق العقارات استثمروا 500 مليون دولار في المبنى، وغطوا المبلغ المتبقي بالديون قبيل الأزمة المالية.

حتى قبل أن تضرب الأزمة المالية أمريكا، هناك دلائل على أنهم دفعوا ثمناً باهظاً وأخذوا الكثير من الديون، في ذلك الوقت كان هذا أعلى سعر شراء تم دفعه مقابل برج مكاتب في نيويورك، حسبما ورد في تقرير لموقع تقرير Just Security.

وبعد الأزمة المالية العالمية 2007، بدأت تظهر المشاكل المبكرة لهذا العقار، وباع آل كوشنر حصة 49% في مساحة البيع بالتجزئة للمبنى لمجموعة كارلايل وكراون قابل 525 مليون دولار، لتغطية الديون على المبنى.

2015 -2016 الانتقال للبيت الأبيض: آل كوشنر يتفاوضون مع القطريين

في يونيو/حزيران 2015: أعلن دونالد ترامب رسمياً ترشحه لمنصب رئيس الولايات المتحدة.

خلال عامي 2015 و2016، تفاوض جاريد وتشارلز كوشنر مع الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر السابق والذي يدير صندوق الثروة السيادي.

وافق الشيخ حمد على استثمار 500 مليون دولار على الأقل، ولكن تعثرت الصفقة عندما فشل آل كوشنر في جمع بقية التمويل من مصادر أخرى، ويقال إن المستثمرين المحتملين قلقون بشأن التدقيق العام من دور كوشنر في البيت الأبيض في عهد ترامب.

أواخر أكتوبر/تشرين الأول/ أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2016: السعوديون يتواصلون

قبل أسبوع من الانتخابات، التقى المرشح ترامب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في منزل ترامب الخاص، وفقاً لمقدم مكتب التحقيقات الفيدرالي ريك جيتس وكان كوشنر هو نقطة الاتصال الرئيسية للحكومات الأجنبية خلال الحملة.

ما بعد الانتخابات: التقييم السعودي لفريق ترامب-كوشنر

بعد فترة وجيزة من الانتخابات، أرسل الأمير محمد بن سلمان وفداً من المسؤولين السعوديين للقاء كوشنر ومستشاري ترامب الآخرين.

كتب الوفد تقييماً لاذعاً تسرب لاحقًا.

يقول التقييم إن “الدائرة المقربة من ترامب هم في الغالب صانعو الصفقات الذين يفتقرون إلى الإلمام بالعادات السياسية والمؤسسات العميقة، وهم يدعمون جاريد كوشنر”.

وأشار الوفد إلى أن “كوشنر جلب إلى الوظيفة معرفة قليلة عن المنطقة، وعقلية معاملات وتركيزاً مكثفاً على التوصل إلى صفقة مع الفلسطينيين تلبي مطالب إسرائيل”.

يناير/ كانون الثاني 2017: انضم جاريد كوشنر إلى إدارة ترامب كمستشار كبير، واستقال رسمياً من منصب الرئيس التنفيذي لشركات كوشنر، ومع ذلك فقد احتفظ بالغالبية العظمى من حصته في شركات كوشنر.

من أوائل عام 2017 فصاعداً: أصبحت هناك اتصالات خاصة ووثيقة بين كوشنر ومحمد بن سلمان

منذ الأشهر الأولى للإدارة كان كبار المسؤولين قلقين بشأن إجراء جاريد كوشنر محادثات خاصة وغير رسمية مع الأمير السعودي محمد بن سلمان، وهي ممارسة واصلها حتى بعد أن فرض رئيس الأركان جون كيلي بروتوكولات جديدة، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز (ديسمبر/كانون الأول). تقرير 2018.

قال مسؤول سابق في البيت الأبيض: “كان هناك خطر من أن السعوديين يلعبون معه”.

أعرب وزير الخارجية ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي إتش آر ماكماستر عن قلقهما المبكر من أن كوشنر كان يعمل بالقطعة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

كان ماكماستر قلقاً من عدم الاحتفاظ بسجلات رسمية لما قيل في المكالمات، كما أن كوشنر كان على اتصال بمسؤولين أجانب دون تنسيق من خلال مجلس الأمن القومي أو يقدم تقريراً رسمياً.

مارس/آذار 2017: آل كوشنر يتفاوضون مع ممولين صينيين

بعد أن أصبحت المحادثات المالية بين آل كوشنر ومجموعة أنبانج للتأمين الصينية، التي تربطها علاقات وثيقة بالحكومة الصينية، علنية، أثار المشرعون الديمقراطيون مخاوفهم إلى مستشار البيت الأبيض ووزير الخزانة من أن الصفقة قد تنتهك لوائح الأخلاق الفيدرالية بعد عدة أيام، انتهت المفاوضات دون اتفاق لتمويل المبنى.

يعتقد أن الصينيين تخوفوا من احتمال تعارض المصالح.

إبريل/نيسان 2017: اقترب كوشنر مباشرة من الحكومة القطرية للتمويل

تشارلز كوشنر وشركاؤه يلتقون بوزير المالية القطري شريف العمادي ومساعديه في نيويورك للبحث عن استثمار في 666 الجادة الخامسة من صندوق الثروة السيادي القطري.

لم يتم التوصل إلى اتفاق.

 في البداية، نفت المتحدثة باسم شركات كوشنر، حدوث مثل هذه المفاوضات قائلة: “للتوضيح، لم نلتقِ بأي شخص من الحكومة القطرية لطلب الأموال لأي من مشاريعنا”.

ولكن بعد أسبوعين أقرت شركات كوشنر بالاجتماع، وأخبر تشارلز والد كوشنر صحيفة واشنطن بوست أنه رفض الاقتراح لتجنب تضارب مصالح ابنه.

هل كان فشل الصفقة سبباً للحصار؟

وأفاد ديكستر فيلكينز الصحفي في صحيفة New Yorker أن تفسير تشارلز كوشنر كان خاطئاً، وفقاً لمحلل مالي مطلع على الاجتماع: قدم كوشنر عرضاً تضمن عملية تجديد ضخمة للعقار  666، والتي تضمنت جلب متاجر البيع بالتجزئة وتحويل المكاتب إلى مساكن، واستضاف اجتماع متابعة في اليوم التالي.

قال “لقد طلب أقل من مليار دولار بقليل”. ورفض القطريون متذرعين بمنطق أن  هذا عمل مشكوك في نجاحه.

قال المحلل: “كان بإمكانهم شراء المبنى،  لديهم المال”. “هم فقط لم يعتقدوا أن ذلك سيؤتي ثماره”.

ويتساءل المحلل عما إذا كان لرفض الصفقة تكلفة سياسية. “هذا سؤال لك: إذا كانوا قد منحوا كوشنر المال، فهل كان سيحدث هناك حصار؟ لا أعتقد ذلك”.

أكدت فيكي في كتابها Kushner، Inc:. رواية فيلكينز نقلاً عن شخص كان في الاجتماع.

20 مايو/أيار 2017: لقاء “الظل” لكوشنر قبل حصار قطر

قام الرئيس ترامب بأول رحلة خارجية له إلى المملكة العربية السعودية.

شارك كوشنر وبانون في عشاء خاص مع كبار قادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الذين وضعوا خطتهم لفرض حصار على قطر.

لم يحضر وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت ريكس تيلرسون الاجتماع ولم يتم إبلاغه به.

ولم يعلم تيلرسون أبداً بالاجتماع خلال فترة وجوده في منصبه (غادر في مارس/آذار 2018). بعد مغادرته منصبه، أدلى تيلرسون بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، وقال إنه “غضب” عندما علم باجتماع كوشنر:

5 يونيو/حزيران 2017: بدء حصار قطر

قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر. واتهمت قطر بتمويل الإرهاب ودعم الجماعات الإسلامية وتقويض جهود عزل إيران ثم فرضت حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على قطر.

وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتيس فوجئا بالحصار، وفقاً لشهادة تيلرسون أمام الكونغرس، ودعا كل من تيلرسون وماتيس علناً إلى الهدوء لتهدئة الموقف.

في صدمة لقطر، أعرب ترامب في البداية عن دعمه للحصار، في تناقض مع موقف الحياد الرسمي للحكومة الأمريكية.

وأيد كوشنر الحصار بحسب شهادة تيلرسون.

قال مساعد لتيلرسون لكاتبي تقرير Just Security: “لم يكن السعوديون يخاطرون بالمضي قدماً دون إذن من أحد. الآن إذا تلقيت مكالمة هاتفية تقول “مرحباً، نحن نفكر في القيام بذلك”، فقد لا تكون لديك الخبرة والقدرة والنضج لمعرفة مدى صعوبة الرد.

يونيو/حزيران 2017: دعا تيلرسون إلى تخفيف فوري للحصار وترامب يقوض جهوده.

نوفمبر/تشرين الثاني 2017: حصلت شركات كوشنر على قرض من شركة أبولو التي تساهم بها قطر لشراء عقارات في شيكاغو.

قال بيتر ميريغانيان، المتحدث باسم محامي كوشنر آبي لويل، في بيان إن كوشنر “لم يكن له دور في شركات كوشنر منذ انضمامه إلى الحكومة ولم يشارك في أي عمل أو قروض أو مشاريع مع الشركات أو لصالحها بعد ذلك”.

يناير/ كانون الثاني – فبراير/ شباط 2018: معلومات قطرية عن تنسيق كوشنر مع السعودية

“مسؤولون حكوميون قطريون يزورون الولايات المتحدة في أواخر يناير/كانون الأول وأوائل فبراير/شباط نظروا في تسليم مولر ما يعتقدون أنه دليل على جهود من جيران بلادهم في الخليج بالتنسيق مع كوشنر لإيذاء بلدهم”، وفقاً لتقارير شبكة إن بي سي بالاعتماد على أربعة مصادر. قررت قطر عدم متابعتها خشية أن تقوض علاقاتها مع البيت الأبيض.

فبراير/شباط 2018: كوشنر يفقد تصريحه الأمني وتحقيقات في علاقته بحصار قطر

وسع المحقق الأمريكي المكلف من قبل وزارة العدل الأمريكية روبرت مولر، تحقيقاته لتشمل مساعداً بارزاً في البيت الأبيض لصهر الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنر، ما كشف عن تفاصيل تربط بين رفض القطريين تمويل صفقة آل كوشنر بدور غاريد في الحصار على قطر.

وتم تقليص التصريح الأمني ​​المؤقت لكوشنر من سري للغاية إلى سري.

في 27 فبراير/شباط 2018: ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن مسؤولين في أربع دول على الأقل- بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والصين- ناقشوا طرق التلاعب بجاريد كوشنر، من خلال ترتيبات عمله، والصعوبات المالية التي تواجه شركاته، وقلة الخبرة في السياسة الخارجية.

وذكرت أيضاً أنه من وجهة نظر مسؤولي البيت الأبيض “كان يُنظر إلى افتقار كوشنر إلى الخبرة الحكومية وديونه التجارية منذ بداية ولايته كنقاط ضغط محتملة يمكن أن تستخدمها الحكومات الأجنبية للتأثير عليه”.

مارس/آذار 2018: خروج تيلرسون من وزارة الخارجية الأمريكية

تمت الإطاحة بريكس تيلرسون من منصب وزير الخارجية، وترامب يعين مايك بومبيو كبديل.

ودعا السناتور ريتشارد بلومنتال إلى إجراء تحقيق من قبل مكتب الأخلاقيات الحكومية في سلوك كوشنر المتعلق بقروض أبولو وسيتي بنك.

مايو/آيار 2018: شركات آل كوشنر تتفاوض بشأن  صفقة إنقاذ للعقار 666 مع مؤسسة Brookfield Asset Management وصندوق الثروة السيادية القطري.

وترامب يستعيد التصريح السري للغاية لكوشنر متجاوزاً لاعتراضات المخابرات الأمريكية ومسؤولي البيت الأبيض.

يونيو/حزيران 2018: والد كوشنر يقر بخطأ عقده لقاء مع وزير المالية القطري

علق تشارلز كوشنر، والد مستشار الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، لأول مرة على اللقاء الذي جمعه مع وزير مالية قطر، علي شريف العمادي، في إبريل/نيسان 2017 قبل أسابيع من اندلاع الأزمة الخليجية.

اعترف كوشنر الأب بأن لقاء وزير مالية قطر، علي شريف العمادي، في إبريل/نيسان 2017 قبل أسابيع من اندلاع الأزمة الخليجية، كان خطأ.

وأضاف “اكتشفنا أن حضورنا هذا الاجتماع كان خطأ، وبناء عليه إذا أراد أي كيان مرتبط بأي حكومة خارجية الاجتماع بنا فسوف نعتذر عن عدم الحضور، كان يجب علينا أن نعتذر عن هذا اللقاء من البداية”.

يناير/كانون الأول 2019 : لجنة الرقابة والإصلاح بالبيت الأبيض تناقش كيفية سماح ترامب بإعادة التصريح الأمني “سري للغاية” لكوشنر متجاوزاً القواعد المهنية.

المصالحة

نوفمبر/تشرين الثاني 2020: جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووفد من المسؤولين يزورون السعودية وقطر، في محاولة لحل النزاع بين البلدين.

ديسمبر/كانون الأول 2020: فتح مشرِّعون ديمقراطيون من لجنتي المالية والشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي تحقيقاً فيما إذا كانت رغبة جاريد كوشنر في تأمين مليار دولار لإنقاذ ناطحة سحاب تملكها عائلته، قد لعبت دوراً في قرار الرئيس دونالد ترامب بدعم الحصار الذي تقوده السعودية ضد قطر.

5 يناير/كانون الثاني 2021: كوشنر يحضر القمة الخليجية التي عقدت بالعلا في المملكة العربية السعودية بمشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والتي تمخض عنها مصالحة خليجية بمشاركة مصرية تتضمن رفع الحصار وعدم التدخل في الشؤون الخارجية.

عربي بوست

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار