البابور الموقع العربي

كيف استغل الصعاليك جماعة الإخوان المسلمين ؟

360

مصطفى عاشور

لماذا نغضب من الحقيقة ؟لأنها مؤلمة أو لأنها صادمة أتفق معكم لكن كلنا يتقبل مشرط الجراح لازالة سبب العلة ونتقبل مرارة الدواء لاجتثاث اسباب المرض فلماذا لا نتقبل النقد طالما أنه جاء من طرف لا نية لديه للجور والظلم ولا مصلحة عنده في المبالغة؟ ..طرف مراقب منصف ينصح ولا يقيّم يوجّه ولا يٌلزم. وهنا ربما يرد طرف قائلاَ من أنت لتتحدث عن جماعة بحجم الاخوان؟ وآخر ليقول أنت مناصر لهم فقد تتعاطف معهم أو ثالث يقول لك اختلف المتحالفان فظهرت الأسراروربما يوجد طرف متطرف من المؤيدين والرافضين فيشتمونتي حتى قبل أن أتحدث أو أكتب.

مصطفى عاشور

لكن الحقيقة أنني أكتب هذا المقال بتجرد تام راجياَ أن يكون له صدى عند أصحاب المسؤولية في الجماعة وصانعي القرار يا جماعة : المؤسسات الكبيرة الخيرية والدعوية وحتى السياسية وطبعا هذا يحدث في الاقتصادية طالما وضعت لها أسس واضحة للمحاسبة الفردية والجامعية (على مستوى النظام ) من أجل استمرار العمل والبعد عن جوانب الفساد وضمان حيوية المؤسسة (أقصد بها هنا الجماعة جماعة الاخوان ) وربما يوجد نظام إداري ومالي ومحاسبي يشمل الثواب والعقاب وحتى الفصل والإبعاد لكنه ليس كبقية المؤسسات المستقلة (يبقى غير معلن )وعدم الاعلان قد لا يشمل فقط العوام وإنما افراد الجماعة ومن فضلك انتبه هنا قلت (قد )..وهذه هي المشكلة الكبرى في إدارة المؤسسة الكبيرة التي تجاوزت أدوارها الدعوية والتربوية والخيرية الى أعمال اقتصادية وسياسية (وإن كانت إسلامية ) وهنا يبقى أهم وأخطر القرارات هل يتم ابعاد المتجاوزين والفاسدين (ليسوا كثيرا لكنهم موجودون ) والوصوليين والانتهازيين وانهاء مسيرتهم في الجماعة من أجل تنقية الصفوف.

البعض سيقول لك نحن نقوم دائما بذلك ؟ أقول له نعم تقومون به لكنه يبقى داخل الصف ولا يعلم به الناس الذين ينخدعون في فلان الذي جمد وقد يهمش لكنه لا يفصل على العلن وهذا تفعله الجماعة حتى لا تتاثر القاعدة العريضة من المناصرين الذين يرون في افراد الجماعة نموذجا كبيرا للمسلم المخلص (ومن افراد الصف فعلا من يصل لمرتبة عالية في الاخلاص وخدمة الناس والتفاني في مساعدتهم لا ينكر أحد ذلك ) وبالتالي يبقى النموذج الفاسد متربحا من وجوده في منظومة خيرة صنعت له شعبية وشبكة علاقات وصورة ذهنية مرتبطة بالجماعة وبالخير بينما قد يكون الشخص وصوليا متسلقا لديه شعور بالنقص جائعا للمال والمادة كما هي الطبيعة البشرية التي تحمل الخبر والشر.

وقد يقول قائل ها أنت ذا اعترفت بأن الناس فيهم الخير والشر والجماعة جزء من الناس تعبر عن شرائح المجتمع لكن ما لم يذكر أن المجتمع يلفظ بنفسه الفاسدين ويفضحهم متى ما انكشف فسادهم ولصوصيتهم أما أنت في الجماعة فلم تعلن ولم تفصح ولم تحذر الخلق من هذا المخلوق وتركته لعل الله يتوب عليه فيؤوب ويهتدي ويعود للجماعة والخير؟؟؟ ..وهنا الاشكالية فماذا أنت فاعل إذا لم يعد مثلما حدث مع اشخاص كثر ؟؟ وبالمناسبة هذا المقال لا يتحدث عن الخلاف الفكري بين فرد والجماعة أو خلاف إداري وارد في كل المؤسسات خيرية أو حزبية أو دعوية أنا هنا أتحدث عن (خلاف الذمة المالية والافساد والفساد الاخلاقي والسلوكي ) فكيف تفسرلنا اكتشافك المتأخر لسلوك نائب المرشد ( النموذج الأسود ) الذي كان على بعد خطوات من أن يصبح مرشدا للجماعة وهورجل مذبذب ومتغير وباع مبادئه بعد أن فقد الفرصة في المنصب والمكانة. ( أين كنتم قبل ان يصل لهذه المكامة ولماذا لم تفصلوه مبكرا )وغيره كثيرون ولا أريد أن نتذرع دائما بقصة حقيقية ليس مجالها هنا وهي (هذه قلوب والله أعلم بها ولا نملك هدايتها او إمساكها من الانحراف ) لأنه هذا بالرغم من كونه حقيقيا والقلوب بين يدي الرحمن، لكنه ليس في مؤسسة أرادت وتريد الحكم من أجل التغيير للأصلح حسب منظورها (هذا حقها وهي حرة فيه ) لكنها لا بد ان تسلك مسلك المؤسساتية والحوكمة وتخضع نفسها لاسس المحاسبة للحفاظ على مصداقيتها ان إرادت المنافسة …

نعود للنموذج الرمادي الذي تتجاهله الجماعة دائما وهو الشخص الذي يكتشف مسؤولوه أنه صاحب مصلحة ومتسلق وربما يكون فاسداَ مالياَ ومسلكيا لكنهم ونظراَ لان هذا الشخص كان قد تم ترميزه ( تضخيمه اعلاميا واجتماعيا )من قبل واستثمرت الجماعة فيه وبالتالي يصعب الاعلان عن تحييده أو تجنيبه. أو حتى فصله علنا عكس ما حدث في النموذج الأسود الذي حكيت لكم عنه. وفيه يتم الاعلان عن فصله بدون حتى إبداء الأسباب ومازلنا في النموذج الرمادي الذي استغل اسم الجماعة وانطلق ليجني ثمار بقائه فيها وهو أساسا مختلف مع كوادرها فهم احيانا لا يريدون الظهور( أغلبهم يعتقد مخلصا أنه يعمل لله ) وهو يبحث عن ذلك وهم لا يريدون المصلحة الشخصية وهو ما دخل للجماعة الا بحثا عن مكتسبات، و قدتكون الجماعة كافحت عبر لجانها في اصلاح حاله لكنه في الاساس حرب وفاسد ولن يصلح معه الا البتر وعندما لم يبتر ظن كثيرون أن هذا المشروع المسخ هو النموذج الفعال ….وهنا ربما يقول احد الصابرين على مقالي وما الحل ؟ الحل بسيط جداَ وهو ان يكون لدى الجماعة شفافية في كشف الفاسدين ماليا ومسلكيا وأن تعلن على العلن ان فلانا قد أصبح خارج الجماعة مثلما تفعل الجماعة مع المخالفين لها فكريا وإداريا فمن غير المعقول أن تفصل شخصاَ لأنه خالفك الرأي في مسائل تنظيمية ولم يكون أخاَ مطيعاَ وتترك أخا اشتهرت به الجماعة وعرف بها يعيث في الارض فساداَ ماليا وأخلاقيا فقط لأن الجماعة رأت انه لا حاجة لاعلان فساد الاخ والافضل تهميشه !!!! وهذا هو المضحك المبكي لان الاستاذ كان قد تواصل وتقاطع مع شبكة مصالح وعلاقات محلية ودولية فما الذي سيمنعه من استغلالها بعد ان تحرر من الجماعة وقيودها وهنا يبدأ صناعة الفاسد الكبير على ارضية دينية وفي اغلب الاحيان تغض الجماعة الطرف ولا تتحدث الجماعة الا عندما تسأل عن فساد عضوها الكبير والمشهور بعد ان ظهرت اثار فساده لترد على استحياء (هذا الاخ قد اخذ جنب وربما يكون الكلام اكثر قسوة فتقول انه اخ لا يسمع الكلام او ربما تقول انه اخ عليه علامات استفهام).

المهم انه لن تجد من يقول لك انه تم عقد محاسبة (قد تعقد بالفعل داخل الجماعة ) لهذا الشخص وتم اكتشاف فساده وتريحه من الجماعة وانه تم ابعاده.

هل تعرف لماذا ؟لان العقلية مازالت تخشى من يعرف ان الاخ فلان المشهور لم يكن ربانيا وانما كان طوال السنوات الماضية دنيًويا فاسدا

وهنا اكبر خطأ قد يضر بالجماعة التي قدمت صعلوكا وتركته يتربح من اسمها وعلاقتها الدينية بالرغم من فساد سلوكه المالي والمسلكي

النصيحة ان تقوم الجماعة باعادة مراجعة الآليات بحيث يصبح من شروطها عدم تضارب المصالح واستغلال اسم الجماعة في تحقيق مآرب شخصية والمتاجرة باسمها واعتقد انه في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها الجماعة سيكون هذا أمرا مهما لاعادة بناء البيت على أسس مؤسساتية تضمن لها الاستمرار بنزاهة

لماذا الآن ؟

الحقيقة رأيت حالات فجة لم تشبع من استغلال مكانها واستغلال اسم الجماعة والاقبال على التربح مستغلين ترميز الجماعة لهم ورغم معرفة القاصي والداني بفسادهم إلا انهم مستمرون في لعب دور البطل التاريخي الذي يقود معركة الأمة رغم انه لا يهمه إلا ما يحققه من مكاسب

هل يحق لي أن أتحدث وأنتقد ؟

نعم يحق لي ولا اقصد من وراء ذلك تشهيراَ إنما توجيهاَ وتصويباَ ومن قبيل احترام المؤسسة الدعوية والتربوية والتي لا أدعي عضويتها وبذلك يبقى من حقي الانتقاد البناء بحرية

فمن العار أن يصبح الأخ الذي لم يكن يسمع الكلام منذ عشر سنوات عضوا في لجنة تتعامل مع الحكومة او خارجيا مع الدول والتجار والشركات والمتبرعين ……الخ

والأخ الذي وضعت تحت تصرفه مبالغ مالية في وقت خرج فأتلفها ولم يستطع أحد أن يفعل معه شىء وكان جزاؤه التهميش الصامت بينما من اختلفت معه الجماعة في قرارات تنظيمية وأراء سياسية تم تحريمه وتجريسه والإعلان عن فصله

وختاما رحم الله شهداء الأمة و شهداء الإخوان

و هذا رايي الخاص فإن أصبت فالحمد الله وإن أخطأت فأسأل الله ان يغفر ذلتي

وأذكركم وأذكر نفسي بالمقولة الخالدة “رَحِمَ الله امرَأً أهدى إلي عيوبي”

فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌۢ بِٱلْعِبَادِ ” صدق الله العظيم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار