البابور الموقع العربي

كأس العالم يرقص على أنغام التانغو الارجنتيني في قطر

311

ميسي ورفاقه انتصروا في النهائي وأعادوا الكأس العالمية للمرة الثالثة إلى بلاد “التانغو” بعد 36 عامًا من الانتظار

تقرير إخباري

بعد ملحمة ارجنتينية قادها الأسطورة ميسي في مباراة اكتنزت بالمفاجآت، نجح المنتخب الأرجنتيني بالظفر بكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه، بعد فوزه بنهائي مونديال قطر 2022 على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح (4-2).

انتصار راقصي التانغو جاء بعد سيناريو مُثير شهد تقدّم الأرجنتين أولًا بثنائية وقّعها ميسي ودي ماريا في الشوط الأول، قبل أن يُعادل كليان مبابي الكفتين بهدفين مُتتاليين في الدقائق الأخيرة من المباراة.

التعادل ذهب بالطرفين إلى خوض أشواط إضافية لم تخلُ من الإثارة هي الأخرى، حيث أعاد ميسي الأرجنتين إلى المقدمة بهدف ثالث في الدقيقة 108، غير أن مبابي رفض الهزيمة وعدّل النتيجة، ليأتي الحسم للكتيبة اللاتينية عن طريق ركلات الجزاء.

** “ملحمة أرجنتينية”!

عن فرحة التتويج باللقب العالمي، قال ليونيل ميسي لوسائل الإعلام التي رافقت الحدث في استاد “لوسيل”: “كنت أعلم أن الله سيمنحني إياها، كنت أشعر أنها ملكي”.

وأضاف: “لقد كان الفوز بكأس العالم بمثابة رغبة لديّ، إنه أمر رائع، لقد أردت ذلك كثيرًا”.

أما الخبر الذي جاء عكس التوقعات، فهو أن ميسي أعلن لمحبّيه أنه سيكمل المشوار مع منتخب بلاده وقال: “لن أعتزل دوليًا، أريد مواصلة اللعب كبطل”.

بدوره قال المدير الفني ليونيل سكالوني في تصريحات لشبكة قنوات “بي إن سبور”: “عشنا حالة من المتعة الكبيرة اليوم.. كان شعورًا فريدًا بعد أن حققنا هذا اللقب”.

وتابع: “لقد كنا دومًا موجودين ومتّحدين كأسرة واحدة في منتخب الأرجنتين في السرّاء والضرّاء، سواء في الأوقات الصعبة أو تلك السعيدة”.

وخص سكالوني الجماهير الأرجنتينية بكلمات اختتم بها حديثه: “أشكر كثيرًا جماهيرنا التي ساندتنا بكل قوة، وأهدي لهم هذا اللقب وهذا الانتصار الغالي”.

أما رودريغو دي باول الذي كان مقاتلا شرسًا في وسط الملعب، فقد وصف الفوز بكأس العالم بـ “الملحمة” التي جاءت بعد معاناة أمام البطل.

وقال دي باول: “اعتقد أننا فزنا عن استحقاق، ولكي نكون أبطالاً كان يجب أن نفوز على البطل الأخير وهو ما حدث، الفرحة التي أشعر بها لا يمكن وصفها”.

وأكمل: “لقد ولدنا لنعاني وسنعاني طوال حياتنا، ولكن لن أنسى ما حدث اليوم أبدًا، لقد كانت ملحمة بمعنى الكلمة”.

الفوز بكأس العالم ما كان ليتحقق لولا وجود الحارس المتألق إيميليانو مارتينيز الذي حصل أيضًا على جائزة أفضل حارس، علّق على فوز بلاده باللقب بأنه “حلم وقد تحقق” وأهدى النصر لعائلته وللشعب الأرجنتيني.

** خيبة فرنسية

سعادة المنتخب الأرجنتيني بحصد اللقب قابلتها حسرة وخيبة أمل فرنسية على ضياع تكرار إنجاز مونديال روسيا 2018 وعدم الاحتفاظ بالكأس الذهبية للمرة الثانية على التوالي.

وقال المدرب الفرنسي ديديه ديشامب في تصريحات نقلتها شبكة “RMC”: “لم نملك كلّ قوتنا لأسباب مختلفة، ولن أتحدث عن الأسباب، لقد عدنا في النتيجة بفضل الجودة والعقلية التي نملكها، ولكن ذلك لم يكن كافيًا لتحقيق الفوز”.

وأردف ديشامب: “نشعر بخيبة أمل كبيرة جدًا، سنحتاج للوقت لتجاوز هذه الهزيمة”.

وعن أسباب الهزيمة، قال حارس مرمى المنتخب الفرنسي هوغو لوريس عقب اللقاء: “منتخب الأرجنتين بدأ المباراة بشكل ناجح، أهدرنا الشوط الأول، لم نفز بالثنائيات، وكان من المنطقي أن يتقدم منتخب الأرجنتين في النتيجة”.

وأضاف: “في منتصف الشوط الثاني، كان لدينا موهبة كيليان مبابي لنعود في النتيجة، كانت مثل مباراة ملاكمة”.

وبخصوص ما تمّ تداوله حول عدم جاهزية بعض اللاعبين الفرنسيين بسبب المرض، أجاب قائد فريق الديوك: “الفيروس الذي أصابنا؟ لن نبحث عن أعذار، لقد قدّمنا كل ما لدينا، لم نستسلم أبدًا”.

واختتم حديثه بالقول: “إنها قصة مؤلمة تنتهي بطريقة مؤلمة”.

من جانبه، اعترف رافائيل فاران بالبداية السيئة للمنتخب الفرنسي التي منحت الأرجنتين الفرصة للابتعاد بالنتيجة، مؤكدًا أنه مع زملائه قدّموا كل ما بوسعهم لتحقيق الفوز.

وذكر المدافع الفرنسي في تصريحات لراديو “مونت كارلو”: “بالطبع نحن محبطون بشدة، لم نبخل بأي نقطة عرق في الميدان، لقد واجهنا صعوبات وعراقيل كثيرة طوال البطولة ولكن لم نستسلم أبدًا”.

وواصل فاران: “فرنسا لم تكن حاضرة في أول ساعة من المباراة، ولكن كان يمكننا الفوز، فخور بهذه المجموعة ولكوني فرنسي، ونترك البطولة ورؤوسنا مرفوعة”.

** النجمة الثالثة

اللقب هو الثالث للأرجنتين في تاريخ مشاركاتها المونديالية، حيث تُوّجت أول مرة بالكأس العالمية في مونديال 1978 على أرضها، بالفوز على هولندا بـ3 أهداف لهدف واحد، في مباراة انتهت أيضًا بالتعادل الإيجابي بهدفٍ لمثله، قبل أن يحسمها “التانغو” في الأشواط الإضافية بتسجيل هدفين آخرين.

ثم نالت الأرجنتين لقبها الثاني عام 1986 في مونديال المكسيك على حساب ألمانيا، في سيناريو مشابه لما حدث في ليلة “لوسيل”، حيث تقدم المنتخب اللاتيني بهدفين ثم عاد الخصم الأوروبي وعدّل النتيجة، غير أن اللقب ذهب في النهاية لرفاق الأسطورة الراحل دييغو أرماندو مارادونا (3-2).

أما فرنسا، فكانت أمام فرصة الفوز أيضًا بلقبها الثالث بعد أن توّجت في المونديال الذي استضافته على أرضها عام 1998 بفوزها على البرازيل بثلاثية نظيفة، قبل أن تُضيف لقبها الثاني في مونديال روسيا 2018 بانتصار كبير حققته على كرواتيا بـ4 أهداف مقابل هدفين.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار