محمد أحمد بكري
لم يكن يعلم أن اللجوء هو طريقه إلى النجاح.
طرق الأبواب كلها وسلك الطرق أكثرها حتى وجد طريق النجاح وسار فيه من نجاح إلى آخر.
ياسين تيرو قصة نجاح حقيقية للاجئ سوري في الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة نوكسفيل, تينيسي.
وصل ياسين تيرو إلى الولايات المتحدة كلاجئ في عام 2011م, كافح كثيراً من أجل العثور على عمل لكنه لم يجد ما كان يبحث عنه وينتظره, فقرر الاستفادة من شغفه في الطهي وفتح عربة صغيرة لتقديم الفلافل في وسط مدينة نوكسفيل في عام 2014م، وعلى الرغم من مواجهة العديد من التحديات كوافد جديد إلى عالم الأعمال هناك إلا أنه سرعان ما اكتسب شعبية كبيرة من محيطة وأصبح لتلك العربة الصغيرة زبائن مخلصين بسبب ما يقدمه من طعام شهي وشخصيته الودوده. وأراد أن يستمر في طريق النجاح هذا حتى وصل به بالمطاف أن قام بتوسيع أعماله، وافتتح مطعما متكامل الخدمات في عام 2017م, والذي أصبح منذ ذلك الحين مؤسسة محلية محبوبة في نوكسفيل.
وبالإضافة إلى نجاحه في مجال الطهي وتقديم الطعام، أصبح ياسين أيضا مدافعا متحمسا عن حقوق اللاجئين والمهاجرين. وكثيراً ما يتحدث في المناسبات المجتمعية وحتى أنه أدلى بشهادته أمام الكونغرس حول أهمية دعم اللاجئين والمهاجرين, وتلقى دعما وترحيبا من محافظ المدينة آنذاك.
قصة ياسين هي مثال قوي على الدافع والتصميم الذي يمتلكه اللاجئين والمهاجرين في مواجهة الشدائد والظروف الصعبة. وأصبح صوتا مهما لمجتمعات اللاجئين والمهاجرين في الولايات المتحدة, وعلى الرغم من مواجهة تحديات كبيرة أيضا استطاع أن يصبح له بيتا بالتملك.
حظيت قصة ياسين ببعض الاهتمام الإعلامي بين المجتمع المحلي وتم عرضها في برنامج “ظلال أمريكا المتحدة” على شبكة سي إن إن في عام 2019م وتمت استضافته في البرنامج الشهير “صباح الخير أمريكا”. وحصل على جائزة شهيرة في أمريكا. ومع ذلك، لا تزال قصته غير معروفة على نطاق واسع.
بشكل عام، تعد قصة ياسين تذكيرا ملهما بأهمية دعم اللاجئين والمهاجرين، والمساهمات المذهلة التي يمكنهم تقديمها لمجتمعاتهم الجديدة. إنها قصة تستحق المزيد من الاهتمام وتسليط الضوء والاستفادة منها، ويجب أن تلهمنا جميعا لنكون أكثر تعاطفا وترحيبا بأولئك الذين يسعون إلى حياة أفضل بعيداً عن أوطانهم.
محمد أحمد بكري
كاتب سوري ومؤلف
