البابور الموقع العربي

56 قتيلا مدنيا و 600 جريح في حرب البرهان وحميدتي.. والمستشفيات تحذر من كارثة إنسانية

309

قالت لجنة أطباء السودان المركزية في ساعة مبكرة من صباح الأحد إن 56 مدنيا قتلوا وأصيب 595 آخرون في الاشتباكات التي عصفت بالسودان، وذلك غداة اندلاع معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

ونشرت اللجنة “الحصر المبدئي لأحداث يوم 15 أبريل من المستشفيات والمرافق الصحية وأظهر إجمالي عدد القتلى والمصابين”.

وأضافت “بلغ إجمالي القتلى المدنيين 56، وهناك عشرات الوفيات بين العسكريين، بعضهم عولج في المستشفيات النظامية وبعضهم خارج نطاق حصرنا”.

وتابعت “بلغ إجمالي الإصابات 595 حالة إصابة من بينها إصابات لعسكريين، منهم عشرات من الحالات الحرجة”.

ولفتت إلى أنه “يوجد إصابات ووفيات بين المدنيين لم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات والمرافق الصحية نسبة لصعوبة الحركة واعتراض القوات النظامية لعربات الإسعاف والمسعفين”.

وشن الجيش السوداني ضربات جوية على معسكر لقوات الدعم السريع شبه العسكرية بالقرب من العاصمة في محاولة لإعادة تأكيد السيطرة على البلاد.

وقال شهود لرويترز في ساعة متأخرة من مساء السبت، إن الجيش قصف في نهاية يوم من القتال العنيف معسكرا تابعا لقوات الدعم السريع شبه العسكرية التابعة للحكومة في مدينة أم درمان القريبة من العاصمة الخرطوم.

ولا يزال بإمكانهم سماع أصوات مدفعية ثقيلة في الخرطوم وأم درمان وبحري القريبة في الساعات الأولى من صباح الأحد. وسمع شهود أصوات إطلاق نار في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، والتي لم ترد تقارير سابقة عن اندلاع قتال فيها.

وقالت نقابة أطباء السودان في وقت سابق إن 25 قتلوا وأصيب 183 في الاشتباكات التي اندلعت، السبت، بين الجانبين.

وقالت إنها سجلت وفيات في مطار الخرطوم وفي مدينة أم درمان القريبة وأيضا في مدن نيالا والأبيض والفاشر غرب الخرطوم.

وزعمت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على القصر الرئاسي ومقر إقامة قائد الجيش ومطارات في الخرطوم ومدينة مروي في الشمال وفي الفاشر وولاية غرب دارفور، ونفى الجيش هذه التأكيدات.

ودعت القوات الجوية السودانية في وقت متأخر من يوم السبت المواطنين إلى البقاء في منازلهم لأنها ستقوم بعملية مسح كامل لأماكن وجود قوات الدعم السريع، وأعلنت ولاية الخرطوم يوم الأحد عطلة تغلق فيها المدارس والبنوك والمكاتب الحكومية.

المستشفيات تعاني ونداءات استغاثة لإنقاذ الجرحى

على صعيد متصل حذر أطباء من أن استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع “سيدخل البلاد في كارثة إنسانية وطبية كبيرة”، في ظل النقص الكبير للأدوية والمعدات الذي تعاني منه المستشفيات.

وقال الطبيب السوداني، علاء الدين عوض محمد لموقع “الحرة” إنه من الصعب معرفة الحصيلة الدقيقة لعدد القتلى والجرحى، لأن المصابين من المدنيين ينقلون إلى المستشفيات العامة، فيما ينقل العسكريون إلى المستشفيات العسكرية التي لا توفر معلومات عن الحصيلة.

وعن حصيلة الضحايا من المدنيين، أشار الطبيب الذي يعمل استشاري جراحة، إلى تقرير ميداني يكشف أن الحصيلة بلغت 63 قتيلا مدنيا، فيما بلغ عدد الإصابات 594 إصابة منها حالات حرجة.

وبلغت حصيلة الوفيات في العاصمة الخرطوم 16 قتيلا و 302 إصابة منها 13 حالة حرجة، فيما حصيلة القتلى في بحري 7 وفيات و 86 إصابة، أما في أم درمان فقتل 4 أشخاص وأصيب 42 شخصا.

وعن الإصابات التي تصل إلى المستشفيات في مختلف مدن السودان يقول الطبيب محمد إن الإصابات تتفاوت بين الخطيرة والخفيفة، مشيرا إلى أن هناك إصابات خطيرة، ونجح الأطباء في إجراء عمليات جراحية مستعجلة ناجحة لها، لكن بعض حالات الأخرى انتهت بالوفاة.

وترجع خطورة بعض الإصابات بأنها نتيحة رصاص طائش أصاب مناطق حساسة في الجسم مثل الصدر والبطن، وفق الطبيب.

وعن ظروف المستشفيات يقول الطبيب محمد إن وصول المصابين إليها بات صعبا في ظل اشتداد القتال الذي تسبب في إغلاق الطرق.

وخاطبت نقابة الأطباء السودانية المنظمات الدولية بما فيها منظمة الصحة والصليب الأحمر للمساعدة في توفير المعدات والأدوية، لأن المستشفيات تعاني نقصا كبيرا، وفق الطبيب محمد، الذي أشار إلى أنه في حال استمر القتال لأيام متواصلة فإن مخزون المستشفيات سينفذ ما يهدد بكارثة إنسانية.

ويصر الأطباء السودانيون على الاستمرار في العمل وتقديم الخدمات الإسعافية للمصابين رغم الظروف والمعيقات، وأهمها قطع الطرق ما قد يوقف وصول الإمدادت إلى المستشفيات، بحسب الطبيب محمد.

ويؤكد الطبيب محمد على أن المستشفيات ليست مؤمنة بما يكفي، لكن مع ذلك فإنها “ربما بأفضل حال” عن أيام الاحتجاجات حيث كان يتم اقتحامها، أما الآن فالصراع عسكري عسكري ما يقلل من استهداف الأطباء، بحسب قوله.

وتوفيت طبيبة سودانية بسبب رصاص المتقاتلين، ونعت نقابة الأطباء السودانية الطبيبة آلاء فوزي المرضي في بيان على صفحتها الرسمية.

ولم تكشف نقابة الأطباء ظروف وفاة فوزي لكن الطبيبة العضوة في نقابة الأطباء، صفاء محمد، أكدت لموقع “الحرة” إن الطبيبة توفيت في بيتها بعد أن طالها رصاص طائش من الاشتباكات.

وقالت الطبيبة، التي تحدتث لموقع “الحرة” أثناء عمليات الإخلاء، إن هناك صعوبة كبيرة جدا لتحرك الأطباء للقيام بعملهم، وهناك نقص كبير في المعدات إذ لا توجد سيارات إسعاف لنقل المصابين، ونقص حاد في أكياس الدم لإسعاف الجرحى.

وأشارت الطبية إلى أن المستشفيات تشهد أيضا نقصا كبيرا في الأدوية المنقذة للحياة، لذلك راسلت نقابة الأطباء بعض المنظمات لتوفير ذلك لكن لم يصلها شيء حتى الآن بعد كون الطرق مقطوعة خاصة من العاصمة الخرطوم.

وأكدت الطبيبة بدورها أن إصابات الجرحى في مناطق مختلفة من الجسم، لكن أغلبها في الصدر والبطن.

وأوضحت أن المستشفيات غير مؤمنة أمنيا فيما تنتشر عناصر قوات الدعم السريع في كل المناطق.، بحسب قولها.

ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وفي مطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه.

وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية الى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.

المصدر: الحرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار