استبعدت القوات المسلحة السودانية إمكانية إجراء مفاوضات أو حوار مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية في البلاد. وقالت القوات المسلحة على صفحتها على فيسبوك “لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة”.
وفي بيان منفصل، دعا الجيش المواطنين إلى “المحافظة على أمنهم وعدم الاشتباك مع قوات الدعم السريع”. وأردف: “القوات المسلحة قادرة على الحسم السريع ولكنها تعمل على أمنكم من العمليات القتالية”.
وأكد الجيش أن “سلاح المهندسين بمنطقة أم درمان (غربي العاصمة) تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية ولا صحة لادعاءات القوات المتمردة، وقواتكم (الجيش) في طريقها إلى حسم التمرد”.
وجاء نفي الجيش بعد إعلان قوات الدعم السريع أنه تمت السيطرة على سلاح المهندسين في أم درمان. وعلى الصعيد ذاته، قال المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله إن “الموقف مستقر جدا في البلاد”.
وأضاف عبد الله، في بيان مقتضب، أن “القوات المسلحة تعمل بعزيمة وإصرار ليعود للسودان أمنه واستقراره قريبا جدا”. وتابع “ما كنا نريد أن تنحدر الأوضاع لهذه الدرجة ليوجه أبناء الشعب السوداني سلاحهم في وجه بعضهم البعض بهذه الطريقة المؤسفة”.
وفي وقت سابق، قال قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لقناة الجزيرة إن الجيش يسيطر على القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش والمطار. وجاء ذلك بعد مقابلة هاتفية بثتها القناة مع قائد قوات الدعم السريع، الذي قال إن قواته سيطرت على القصر الرئاسي ومقر سكن قائد الجيش ومطار الخرطوم الدولي.
الجيش السوداني يعلن انضمام قائد استخبارات “الدعم السريع” لقواته
وأعلن الجيش السوداني، السبت، انضمام قائد استخبارات قوات “الدعم السريع” اللواء الركن الخير أبو مريدات، إلى قواته.
وقال الجيش في بيان، إن “رئيس دائرة الاستخبارات بقوات الدعم السريع اللواء الركن الخير أبو مريدات، أعلن انضمامه للقوات المسلحة، ويقوم بتسليم دائرة الاستخبارات للجيش”.
في المقابل، أعلنت قوات “الدعم السريع”، في بيان مقتضب، أنه انضم إليها عدد من كبار الضباط بالجيش وعلى رأسهم المفتش العام للقوات المسلحة الفريق مبارك كوتي كمتور، فيما لم يعلق الجيش فوراً على ذلك.
وفي وقت سابق اليوم، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم وسط تبادل الطرفين الاتهامات ببدء أحدهما مهاجمة مقار تابعة للطرف الآخر.
ووصف الجيش السوداني قوات الدعم السريع بـ”المتمردة”، متهما إياها بـ”نشر الأكاذيب باعتداء قواتنا عليها للتغطية على سلوكها المتمرد”.
وأثرت خلافات الجيش وقوات الدعم السريع على توقيع الاتفاق النهائي للعملية السياسية في السودان، الذي كان مقررا في 5 أبريل/ نيسان الجاري، قبل إرجائه “إلى أجل غير مسمى”.
وانطلقت في 8 يناير/ كانون الثاني 2023، عملية سياسية بين الموقعين على “الاتفاق الإطاري” في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2022، وهم مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها “الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي”، بهدف التوصل إلى اتفاق يحل الأزمة السياسية.
وتهدف العملية لمعالجة أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين فرض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.
وقالت مجموعة من الوسطاء بينهم قادة لجماعات شبه عسكرية في بيان في وقت مبكر من يوم السبت إن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان مستعد “للإقدام على أية خطوة تعين على حلحلة الإشكال الطارئ بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وإعادة الأمور نصابها الطبيعي”.
تفاقم التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع يوم الخميس بعد أن حركت قوات الدعم السريع بعض قواتها قرب مطار عسكري في مدينة مروي الشمالية، وذلك بعد أسابيع من الانتشار، في تحركات قال الجيش إنها حدثت دون موافقته.
(وكالات) + القدس العربي