البابور الموقع العربي

“كابوس” الحرب الأهلية في السودان

422

تحدثت تقارير عن سيناريو “كابوس السودان” الذي يوشك أن يحصل جراء القتال بين “الجنرالين المتعطشين للسلطة”، وفق نيويورك تايمز، التي رأت في تقرير لها أن ما يحصل في الخرطوم يدفع البلاد نحو حرب أهلية.

إلا أن خبراء استطلعت آراؤهم لم يتوافقوا على صحة الفرضية بأن تنشب دوامة عنف مستقبلية في السودان وتجر البلاد نحو حرب أهلية.

ففي حين يحكى عن فارق في القوة والعتاد وغياب الأموال اللازمة لسيناريو “الكابوس” الذي تحدثت عنه نيويورك تايمز، لا يستبعد خبراء أن يستعين “الدعم السريع” بـ”إمداداته” من بعض الدول المجاورة.

“يجب أن يتوقف على الفور”

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الاثنين: إن الحلفاء يشعرون “بقلق عميق” حيال القتال في السودان ويرون أن القتال يجب أن يتوقف على الفور وأن يعود الطرفان إلى المحادثات.

واندلع القتال في السودان يوم السبت بين وحدات من الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية مما أدى إلى مقتل 100 مدني على الأقل.

وقال بلينكن، الذي كان يتحدث على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع باليابان، إن مشاورات وثيقة جرت حول القتال سواء مع شركاء في العالم العربي وأفريقيا أو مع منظمات دولية.

وأضاف: “يوجد قلق عميق مشترك حيال القتال والعنف الدائر في السودان، والتهديد الذي يمثله ذلك للمدنيين والشعب السوداني وما قد يمثله حتى للمنطقة”. وأشار إلى وجود رأي مشترك بضرورة اتخاذ خطوات لحماية المدنيين وغير المنخرطين في القتال والأجانب.

وأردف: “توجد أيضا وجهة نظر راسخة بقوة لدى جميع شركائنا بوجود حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المحادثات، وهي محادثات كانت واعدة جدا في ما يخص وضع السودان على طريق الانتقال الكامل إلى حكومة يقودها مدنيون”.

“ضربة مدمرة”

يشير تقرير نيويورك تايمز إلى أن الفوضى هي ضربة مدمرة للسودان، وإلى أن “الجنرالان المتحاربان في السودان”، (رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي الذي يقود قوات الدعم السريع)، لا يستمعان لنداءات المجتمع الدولي في وقف التصعيد.

وأضاف تقرير الصحيفة أن القتال في دارفور أضاف عنصرا لتفجير الوضع، كون هذه المنطقة موطن العديد من الجماعات المعارضة التي يمكن أن تنخرط في القتال

أمام هذا الواقع قال المحلل السياسي والصحافي السوداني، خالد الفكي: إن من خلال وقائع الأحداث والتفاوت بين القوتين المتحاربتين نجد أن التفوق لصالح الجيش السوداني، خصوصا أن سلاح الطيران والوحدات المدرعة هي ميزات إضافية للقوات المسلحة تجعل إمكانية حسم المعركة أكبر وأوسع بجانب الخبرة المتوفرة لدى الجيش.

ومن جانب آخر، أوضح الفكي أن قوات الدعم السريع تمتاز بسرعة الحركة والآليات الحديثة، ولكن الخبرة التراكمية الطويلة للقوات المسلحة والتأييد الشعبي والمطالبة بأن يكون هناك جيش وطني واحد، كل هذه العوامل تعد نقاط قوة لصالح حسم الجيش السوداني لهذه المعركة التي تدور في الخرطوم.

حرب أهلية طويلة المدى

من جانبه، قال المحلل السياسي السوداني، طاهر المعتصم: إنه يصعب التكهن بالسيناريوات المقبلة في السودان، فمعركة واحد تحدد مصير الحرب.

وتابع المعتصم أن خطورة الحرب تكمن في أنها تدور في العاصمة والمناطق الحيوية، مثل القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش، ومطار الخرطوم.

وأوضح أن هذه المعركة يمكن أن تحسم في أي وقت لصالح الجيش السوداني، ولكنها لا تعني نهاية الحرب، فالدعم السريع لديه أعداد كبيرة من الجنود، وإمكانيات كبيرة، ويملك امتدادات في بعض الدول المجاورة، مثل أفريقيا الوسطى وليبيا.

واعتبر المعتصم أن ما يحصل ربما يتحول إلى حرب أهلية طويلة المدى. لكن المعركة الجارية الآن لا يمكن حسمها في أيام.

هل انتهت مساعي الديمقراطية؟

شدد الفكي على أن في لحظات الحرب تضعف فرص المناداة بالحكم الديمقراطي والمدني، ولكن السودان اختبر الكثير من العهود الشمولية، واستطاع أن يهزمها.

أما المعتصم فقال إن الديمقراطية والدولة المدنية تبقيان من أحلام الشعب السوداني والقوى السياسية، ولكن يبدو أن الأوضاع الأمنية والاضطرابات العسكرية ستؤدي إلى إعادة النظر بالموضوع لأن الوضع الآن هو وضع حرب.

“الجميع يتحدث عن ضرورة إيقاف الحرب ثم النظر بالمسارات السياسية أو نيل الديمقراطية أو الحقوق الأخرى، لأنه إذا استمرت الحرب فما جدوى الديمقراطية، وما جدوى المطالبة بالقضايا الحقوقية من دون سلام وأمن واستقرار؟”، يسأل المعتصم.

نحو مئة قتيل مدني

وقتل ما لا يقل عن 100 مدني على ما أفادت صباح الإثنين نقابة أطباء السودان المستقلة والمؤيدة للديموقراطية، سقط 56 منهم السبت و41 الأحد، نصفهم تقريبا في العاصمة السودانية.

وأوضحت النقابة في بيان أن “1000 شخصا أصيبوا” أيضا.

وسبق للنقابة أن أشارت إلى أن حصيلة القتلى في صفوف المقاتلين تعد بـ”العشرات” لكن أيا من الطرفين لم يعلن خسائره البشرية.

الحرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار