محلل اقتصادي: كل مؤشرات تقرير “اليونيسف” تشير إلى واقع حال مأزوم في لبنان
أجرت “اليونيسف” تقييمًا سريعًا حول مستوى عیش الأطفال في لبنان، معتبرة أن المشھد دراماتیكی، خصوصا لجھة الإجراءات الیائسة التي تتخذھا العائلات للتعامل مع الأزمة الاجتماعیة والاقتصادیة في لبنان.
وأشارت إلى أنه مع إستمرار تفاقم الأزمة في لبنان للعام الرابع على التوالي، تعمل الأسر جاھدة لتوفیر احتیاجاتھا الأساسیة، مجبرة في كثیر من الأحیان على إرسال أطفالھا إلى العمل للمساعدة في تغطیة النفقات.
ولفتت “اليونيسف” إلى أن 9 من كل 10 أسر، أي ما یناھز نسبة 86% من الأسر المشمولة بالتقییم، أقرت بعدم حیازتھا حالیا ما یكفي من المال لشراء الضروریات، مقارنة بنسبة 76% قبل عام واحد فقط، كذلك خفضت 75% من الأسر إنفاقھا على العلاج مقارنة بنسبة 60 في المئة في حزیران/ یونیو 2022، و15% من الأسر أوقفت تعلیم أطفالھا.
وأشار الخبير الاقتصادي محمد موسى إلى أن “تقرير اليونيسف يحز في القلب ويجعل الانسان يعتصر الألم أمام هذا الكلام الصادر عن مؤسسة دولية مرموقة، قرأنا بكل حزن هذا الكلام ولكن للأسف هذا واقع الحال، سمعنا عن التصرف من التعليم، وسمعنا كيف 52% من الأسر لم تعد تنفق على القطاع التربوي الذي هو الاستثمار الأساسي في لبنان عبر التاريخ، سمعنا عن 75% انكفؤوا عن تكاليف العلاج، وبالتالي كل مؤشرات التقرير تشير إلى واقع حال مأزوم للأسف”.
الأمن الاجتماعي في لبنان بات في خطر لا سيما على المستوى الاستشفائي وعلى المستوى التعليمي، و كلا الأمرين من الخطورة بمكان أن يستمر في هكذا بلد.
وأوضح أنه “نحن أمام تقارير تتوالى منذ ثورة تشرين 2019 وحتى الساعة مرورًا بالانتخابات النيابية وما أفرزت، ولكن للأسف لا الواقع السياسي يتغير ولا الواقع الاقتصادي ولا النقدي ولا النفسي يتغير للأسف نذهب كما نقول من جهنم لجهنم”.
لا شك عندما يتسرب التلاميذ بعيدًا عن العلم، نحن أمام مشاريع الجهل الذي لا يولد إلا المصائب وفي مقدمتها الإرهاب، عندما لا يكون لدينا جيل متعلم ومتحصن بالعلم ماذا سيكون وراء هذا الجيل، المزيد من الفقر والعوز والجريمة والمزيد من الإرهاب.
واعتبر موسى أن “المجتمع الدولي والدول الغنية التي كانت مجتمعة في باريس مدعوة لتقديم كما قال البنك الدولي لدعم هذه الدول بأقصى الطاقات، وبالتالي عندما نتحدث عن تسرب مدرسي وعودة أطفال الي العمل ألا يدفع ذالك الدول الغنية إلى التحرك، ألا يدفع ذلك الأمم المتحدة واليونيسف التي جعلت قرارها مدونًا والكل يعلم به، ماذا فعلت المفوضية الأوروبية، ماذا فعلت الأمم المتحدة، هنا السؤال الكبير ماذا فعلت الدول الغنية، وبالتالي نعم بكل بساطة أنت تعلم أنت تنتشل جيل من وحش اسمه الجهل والإرهاب، أنت لا تعلم أنت تزيد إرهابي وجاهل في هذا المجتمع وتزيد من الجريمة في هذا المجتمع”.
لا شك على المستوى اللبناني الأزمة متعددة الأبعاد إن بشقها السياسي عبر انتخاب رئيس للجمهورية قادر وإصلاحي، صاحب رؤية، مقبول من اللبنانيين، له قبول في الداخل والخارج على حد سواء، مضافًا إليها حكومة قادرة وفاعلة لا كحكومة تصريف الأعمال.
وأردف: “وبالتالي هذه الحكومة تكون ذات صلاحيات تشريعية استثنائية لمرة واحدة تواكبها ورشة تشريعية في المجلس النيابي لإقرار جملة قوانين ليس أقلها الكابيتال كونترول وخطة التعافي السرية المصرفية وتعديلها، هيكلة المصارف، وهيكلة القطاع المصرفي برمته هيكلة القطاع العام كل هذه الأمور أساسية، إضافة إلى إبرام اتفاق مع صندوق النقد ليس لأهمية الثلاثة مليارات إنما لأهمية الانتفاح لبعث الثقة أن الحكومة ذات شفافية ومصداقية عالية”.
وعلى المستوى الاقتصادي، شدد موسى على أنه “لا بد من اتخاذ خطوات اقتصادية أساسية يتعاون فيها ويتضاعف الجهود ضمن الجميع بإطار خطة تعافي حقيقية تشمل الدولة والمصارف والقطاعات الاقتصادية والمودعين، وعلى المستوى الاجتماعي خلق شبكة أمان اجتماعي حقيقية تكفل كل هؤلاء الذين تحدث عنهم تقرير الاسكوا من قبل واليونيسف اليوم، وبالتالي لا بد من شبكة أمان اجتماعي حقيقية ضمن مظلة دولية حقيقية تشمل لبنان بعين رعاية كافية”.
المصدر: وكالة سبوتنيك
