تمثل صادرات الهند حوالي 40% من تجارة الأرز العالمية
فرضت الهند ضريبة 40% على تصدير البصل بينما يصعّد رئيس الوزراء ناريندرا مودي جهوده لكبح جماح التضخم قبل الانتخابات العامة.
ضريبة الصادرات ستسري بأثر فوري وتستمر حتى نهاية العام، وفق إخطار من وزارة المالية الهندية اليوم السبت. يتوقع أن يعزز هذا الإجراء من توافر البصل محلياً.
ارتفع التضخم في الهند إلى أعلى مستوى في 15 شهراً، مما زاد من إلحاح اتخاذ الحكومة إجراءات لاحتواء أسعار المواد الغذائية المتصاعدة. تعهد مودي في خطاب ألقاه إلى الأمة يوم 15 أغسطس بمحاربة التضخم، بينما يستعد للعودة إلى منصبه لولاية ثالثة في الانتخابات الوطنية العام المقبل.
تقع أسعار البصل، المستخدم على نطاق واسع في المطبخ الهندي شأنه شأن التوابل، في قلب السياسة الوطنية، إذ كانت سبب إسقاط حكومات سابقة، ويمكن أن تضع مودي في مأزق.
بلغت أسعار التجزئة للبصل 35 روبية (42 سنتاً) للكيلوغرام في دلهي أمس الجمعة، بزيادة 17% تقريباً عن أول يناير، وفق بيانات جمعتها وزارة الغذاء. وكان المتوسط الوطني 30.5 روبية في ذلك اليوم.
اتخذت الحكومة بالفعل خطوات لاحتواء ارتفاع أسعار المواد الغذائية. فبعد أن فرضت حظراً على صادرات القمح في 2022؛ قلصت الحكومة صادرات بعض أصناف الأرز الشهر الماضي. كما تدرس إلغاء ضريبة استيراد 40% على القمح لتهدئة الأسعار المحلية.

وكان الهند، أكبر مُصدِّر للأرز في العالم، قد حظرت شحنات الأرز الأبيض غير البسمتي للحفاظ على الأسعار المحلية عند مستويات ميسورة قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في أوائل 2024.
أوقفت الحكومة تصدير الحبوب بأثر فوري، وفق إخطار صدر عن المديرية العامة للتجارة الخارجية، يؤكد تقرير نشرته بلومبرغ في 13 يوليو. سيتم السماح بالشحنات على أساس الإذن الممنوح من الحكومة الهندية إلى البلدان الأخرى لتلبية احتياجات الأمن الغذائي الخاصة بهم وبناءً على طلبهم، على حد قولها.
تأثير عالمي
الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الهند، والتي فرضت بالفعل قيوداً على صادرات القمح والسكر، ستؤثر على جزء كبير من شحناتها من الأرز. وتعتبر الحبوب غذاءً أساسياً لنحو نصف سكان العالم، حيث تستهلك آسيا نحو 90% من الإمدادات العالمية.

وحظرت الهند، التي تمثل حوالي 40% من تجارة الأرز العالمية، شحنات الأرز المكسور العام الماضي وفرضت رسوماً 20% على صادرات الأرز الأبيض والبني بعد أن رفع الغزو الروسي لأوكرانيا أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والذرة. توفر الدولة الأرز لأكثر من 100 دولة.
تكافح الهند مع ارتفاع أسعار الحبوب والفواكه والخضروات. صعدت أسعار التجزئة للأرز في دلهي بنحو 15% هذا العام بينما زاد متوسط السعر على مستوى البلاد بأكثر من 8%، وفقاً لبيانات من وزارة الغذاء.
ارتفعت أسعار الطماطم (البندورة) في بعض مناطق دلهي بأكثر من خمسة أضعافها منذ بداية 2023، بعدما أتلفت الأمطار الغزيرة في العديد من المناطق المحاصيل وأثرت على حركة الشاحنات.
تدرس الهند التي تُعتبر أكبر مصدّر للأرز في العالم، فرض مزيد من القيود على شحناتها، في وقت تواجه فيه ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى زيادة تقييد العرض العالمي.
تدرس الحكومة فرض ضريبة على شحنات الأرز المسلوق وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لسرية المعلومات. وأضافوا أنه لم يُتّخَذ أي قرار بعد، ولا يقين بأن المداولات ستؤدي إلى تنفيذ هذه القيود.
ارتفعت أسعار الأرز في آسيا إلى أعلى مستوى منذ 15 عاماً تقريباً هذا الشهر، بعد أن أعلنت الدولة الواقعة في جنوب آسيا حظراً على بعض الصادرات، وبسبب المخاوف بشأن توقعات إنتاج تايلندا.

تضخم جامح
كثفت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي جهودها لتهدئة أسعار المواد الغذائية المحلية قبل الانتخابات المقررة في أوائل العام المقبل، واستهدفت في الآونة الأخيرة ارتفاع سعر البصل. ولم يردّ المتحدث باسم وزارة المالية على الفور على طلب التعليق.
حظرت الهند بالفعل صادرات الأرز المكسور والأرز الأبيض غير البسمتي، وقيّدت شحنات القمح والسكر، وتخزين بعض المحاصيل. وتدرس البلاد أيضاً إلغاء ضريبة استيراد القمح التي تبلغ 40%، وبيع الطماطم والحبوب من احتياطيات الدولة لتحسين الإمدادات.
انخفضت نسبة هطول الأمطار في ولايات رئيسية لزراعة الأرز مثل البنغال الغربية وأوتار براديش وجهارخاند وبيهار وتشاتيسجغره وأندرا براديش، بنسبة 15% عن المعتاد هذا الموسم، وهو ما أثار مخاوف بشأن العرض المحلي لأكبر محصول من الحبوب الغذائية في البلاد، الذي يُزرَع خلال موسم الأمطار.
الشرق بلومبيرغ
