البابور الموقع العربي

ماذا اختلف تكتيك المقاومة عن المواجهات السابقة؟

388

غزة – أحمد ابو قمر

لا تزال المواجهة الدائرة حاليا بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال (الإسرائيلي) جارية، في وقت لم تفُق دولة الكيان من مبادرة المقاومة بإطلاق الصواريخ نحو القدس المحتلة. 

وأثار توجيه كتائب القسام التي تقود المقاومة في قطاع غزة، لضربتها الأولى بعد التحذير الأخير لقائدها محمد الضيف حيرة الخبراء والمسؤولين لدى الكيان الصهيوني. 

وفي وقت كانت أعلى تقديرات الاحتلال، بأن القسام سيوجّه صواريخ محدودة لغلاف غزة، جاءت الضربة الأولى في قلب القدس لتُفسد على المستوطنين الاجتياح الكبير في الثامن والعشرين من شهر رمضان. 

 تكتيك المقاومة 

ولم تكن مبادرة القسام بتوجيه الصواريخ على غير العادة، التكتيك الوحيد في المعركة الدائرة والتي تدخل يومها العاشر، فنجد أن الاستنزاف سيد الموقف من المقاومة التي تتحكم في حجم الضربة بالزيادة أو التخفيف وفق الحاجة. 

ولعل كثافة الصواريخ التي تنطلق في نفس الوقت، كانت العلامة الأبرز خلال المواجهة الحالية، وهو ما لم نشهده خلال الحروب السابقة. 

وتتحكم المقاومة في الميدان، بزيادة مديات الصواريخ وتقليلها، وتستهدف التجمعات العسكرية بشكل كبير، في وقت فرضت الصواريخ كلمتها في هذه المعركة. 

ولجأ الاحتلال للكذب على جمهوره حول طبيعة العملية، وظهر متخبطا بشكل واضح من طبيعة الأهداف التي يسعى لها من تلك المعركة. 

بدوره، قال الخبير في الشأن الأمني رامي أبو زبيدة إن الأداء العسكري والنوعي للمقاومة والتطور اللافت في أسلحتها هي ما يميز التصعيد الحالي عما سبقه. 

وأكد أبو زبيدة في حديث لـ “الرسالة نت” أن المقاومة أخذت زمام المبادرة على عكس المرات السابقة، وتحديد توقيت للقصف وإعطاء المهل للاحتلال، وكذلك من حيث المسافات وضرب (تل أبيب) بعشرات الصواريخ. 

“كما أن ضرب الأماكن الاستراتيجية قيّد الاحتلال، وكثافة الاطلاق والقوة التدميرية العالية ووصول الصواريخ لمديات لم نشهدها من قبل كما شاهدنا في صاروخ مطار رامون يوم الخميس الماضي”. 

وأوضح أن المقاومة استطاعت فرض كلمتها وبقوة وتتقن المفاوضة تحت النار، “وهو ما نراه واضحا في حيثيات المعركة الدائرة”. 

وتطرق أبو زبيدة للحديث عن وحدة الموقف بين فصائل المقاومة بالضرب معا والتوقف في الوقت الذي تريده، “وكذلك ما يميز المعركة الحالية هو تحديد ساعة القصف وهو ما يمثل تحديا أمنيا استخباريا للاحتلال”. 

ولفت إلى أن المقاومة الفلسطينية استطاعت “كي الوعي” لدى المجتمع الصهيوني من خلال تحديد ساعات معينة لفك الحظر، “حتى أصبح الاعلام العبري يقول إن محمد الضيف يسيطر على (تل أبيب) وتحركاتها”. 

وفي سياق متصل، قالت الصحفية والكاتبة في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، شمريت مئير: “دفعنا ثمنا باهظا بسبب معاندة قائد كتائب القسام محمد الضيف”. 

وأضافت في مقال نشرته بالصحيفة: “إننا نحب أن نقول أشياء مثل: ستستغرق حماس نصف عام أو عام أو عامين، لإعادة تأهيل قدراتها التي دمرها الجيش”. 

وتساءلت: “لكن كم سنستغرق نحن من الوقت لإعادة تأهيل ما فعلته صواريخ حماس هنا؟ نحن ندفع ثمنا باهظا لما يحدث الآن في غزة”.

الرسالة نت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار