حارب بالفلوجة.. من هو القائد الأميركي الذي تستشيره إسرائيل؟
ارتباك إسرائيلى وقلق أمريكي يحكمان مشهد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ( الحرب السابعة التي تقودها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة)، وتقترب من دخول أسبوعها الرابع، فما بين استهداف ممتد للمدنيين والأطفال في القطاع، وارتفاع حصيلة الشهداء لأكثر من 7 آلاف شهيد، لا تزال حكومة رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيش حالة من الغموض بشأن الاجتياح البري للقطاع، وهو ما دفع واشنطن لزيادة المساعدات المقدمة إلى إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية، فى دعم لم يقتصر على المال والسلاح، وإنما أيضاً تقديم الخدمات اللوجستية والخبراء.
ومؤخراً، وصل تل أبيب جنرال من مشاة البحرية الأمريكية والعديد من الضباط العسكريين الأمريكيين الآخرين إلى الكيان الاسرائيلي للمساعدة في تقديم المشورة لقيادة الجيش الإسرائيلي في عمليته في غزة، وتعكس هذه الخطوة مدى الدعم والمشاركة العميقة لإدارة بايدن في الحرب في غزة ودورها في التخطيط العسكري الإسرائيلى.
ووفقا لموقع أكسيوس من بين ضباط مشاة البحرية الذين تم إرسالهم جنرال يدعى جيمس جلين، الذي كان يرأس سابقًا العمليات الخاصة لمشاة البحرية وشارك في العمليات ضد داعش في العراق، وقالت مصادر مطلعة أنه من غير المتوقع أن يبقى جلين في الكيان الاسرائيلي لمتابعة الغزو البري لجيش العدو الصهيوني.
وأكد المسئولون الأمريكيون، أن جلين والضباط العسكريين الأمريكيين الآخرين لا يقومون بتوجيه العمليات، لكنهم يقدمون المشورة العسكرية لجيش العدو الإسرائيلي حول خططه في غزة، وقد ركز هذا في المقام الأول على الغزو البري الإسرائيلي المتوقع وتبادل الضباط الأمريكيون الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من قتال داعش في الموصل.
وقررت وزارة الدفاع الأمريكية إرسال أنظمة دفاع جوي متطورة متعددة إلى الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها اشارت الى ان المستشارين الموفدين للكيان الاسرائيلي هم خبراء في حرب الشوارع
ووفقا لشبكة سي ان ان، فإن المستشارين العسكريين الأمريكيين في الكيان الاسرائيلي يستشهدون بالدروس المستفادة على وجه التحديد من معركة الفلوجة في عام 2004 من خلال مساعدة قوات الاحتلال في وضع عدد من الاستراتيجيات المختلفة لهزيمة حركات المقاومة الفلسطينية وحماس واجتياح غزة بريا.
ويحث المستشارون الأمريكيون الإسرائيليين على استخدام مزيج من الضربات الجوية الدقيقة والعمليات الخاصة، بدلا من شن هجوم برى واسع النطاق على غزة، وهو الهجوم الذي قد يعرض الرهائن والمدنيين للخطر، ويزيد من تأجيج التوترات في المنطقة.
كما يعتمد المستشارون الأمريكيون على الاستراتيجيات التي تم تطويرها خلال المعركة التي شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل العراقية من سيطرة داعش الارهابي، والتي اعتمدت بشكل أكبر على قوات العمليات الخاصة.
وقال مسؤولون إن الجنرال جيمس جلين، القائد السابق لقيادة العمليات الخاصة للقوات البحرية، يتمتع بخبرة كبيرة في حرب المدن في العراق، وخاصة في الفلوجة، حيث قاد القوات خلال بعض المعارك التى تعتبر من الأكثر دموية هناك.
من هو سفاح العراق جيمس جلين؟
جيمس إف جلين المعروف بسفاح العراق هو قائد في مشاة البحرية الأمريكية ويشغل منصب نائب القائد لشؤون القوى العاملة والاحتياط في مشاة البحرية منذ أكتوبر 2022، وتولى قيادة العمليات الخاصة لقوات مشاة البحرية الأمريكية من يونيو 2020 إلى مايو 2022.
تخرج جلين بدرجة بكالوريوس العلوم عام 1989 من الأكاديمية البحرية الأمريكية وحصل على درجة الماجستير في العلوم في شؤون الأمن القومي من الكلية الحربية للجيش الأمريكي، ودرجة الماجستير في العلوم في الدراسات العسكرية من كلية القيادة والأركان لسلاح مشاة البحرية، وهو خريج مدرسة الحرب البرمائية لسلاح مشاة البحرية.

وتضمنت المهام التي تولاها جلين منصب، مساعد عسكري لمساعد قائد مشاة البحرية من يوليو 2013 إلى أغسطس 2015 ثم كمدير لمكتب اتصالات مشاة البحرية الأمريكية من سبتمبر 2015 إلى يونيو 2017، ونائب القائد العام لفرقة العمل المشتركة للعمليات الخاصة.
كما تولي منصب القائد العام لمستودع تجنيد مشاة البحرية في جزيرة باريس ومنطقة التجنيد الشرقية وتولى مهامه كضابط آمر لقيادة العمليات الخاصة للقوات البحرية الأمريكية في 26 يونيو 2020. بعد ذلك، أصبح نائب القائد العام لقيادة التدريب والتعليم لقوات مشاة البحرية الأمريكية.
في 6 سبتمبر 2022، تم ترشيح جلين للترقية إلى جنرال وتعيينه نائبًا للقائد لشؤون القوى العاملة والاحتياط في قوات مشاة البحرية الأمريكية، وتم تأكيد ترشيحه بالتصويت الصوتي لمجلس الشيوخ في 29 سبتمبر 2022.
وأعلن جيش العدو الإسرائيلي، أن خبراء أميركيين لهم تجربة في حرب العراق وصلوا إلى إسرائيل لنقل خبراتهم، قبل هجوم بري وشيك على قطاع غزة.
وكشفت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية أن إدارة الرئيس جو بايدن أرسلت جنرالا من مشاة البحرية، لتقديم المشورة للجيش الإسرائيلي بشأن التخطيط لهجومه المرتقب. والعسكري المقصود هو القائد السابق لقيادة العمليات الخاصة للقوات البحرية الجنرال جيمس غلين، الذي يتمتع بخبرة كبيرة في حرب المدن في العراق، خاصة في الفلوجة.
وقاد غلين بعضا من أكثر المعارك دموية في الفلوجة، بين القوات الأميركية والمقاتلين العراقيين.
درس الفلوجة
- حسب المعلومات التي كشفتها “سي إن إن”، يحاول المسؤولون العسكريون الأميركيون إبعاد إسرائيل عن القتال في المناطق الحضرية، الذي يشبه ما خاضته الولايات المتحدة خلال حرب العراق.
- يستنبط المستشارون العسكريون الأميركيون الموجودون في إسرائيل الدروس المستفادة من معركة الفلوجة في عام 2004 على وجه التحديد، وهي واحدة من أكثر المعارك دموية في حرب العراق، ويحاولون مساعدة القوات الإسرائيلية على وضع عدد من الاستراتيجيات المختلفة لمواجهة حماس على الأرض.
- يحث المستشارون العسكريون الأميركيون الإسرائيليين على استخدام مزيج من الضربات الجوية الدقيقة وغارات العمليات الخاصة المستهدفة، بدلا من شن هجوم بري واسع النطاق على غزة، وهو الهجوم الذي قد يعرض الرهائن والمدنيين للخطر، ويزيد من خطر تأجيج التوترات في المنطقة.
- يعتمد العسكريون الأميركيون على الاستراتيجيات التي تم تطويرها خلال المعركة التي شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل العراقية من تنظيم “داعش”، التي اعتمدت بشكل أكبر على قوات العمليات الخاصة.
- يتزايد قلق الولايات المتحدة من أن الاستراتيجية الإسرائيلية المتمثلة في التحرك إلى غزة بعدد كبير من القوات البرية لم تكتمل بعد، ويمكن أن تؤدي إلى “احتلال دموي” من قبل القوات الإسرائيلية للقطاع.
تكتيك القتال في المدن
الخبير العسكري حاتم صابر يقول إن الهجوم البري سيخضع لما يسمى “تكتيك الحرب في المدن”، مقسم إلى 3 اتجاهات: قتال في المدن وقتال في مناطق مأهولة وقتال في مناطق مبنية، والمحور الرئيسي لعمليات القتال هذه هو “المد الاستخباراتي الدقيق”.
وأضاف صابر، أن “إسرائيل حتى الآن ليست لديها معلومات كافية تمكنها من شن الهجوم بطريقة صحيحة. غياب هذه المعلومات سيجعلها معرضة لكمائن حماس التي يجري العمل عليها، ومنها التحصين والحرق، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة لديها”. وتابع أن هذه الخسائر ستؤثر سياسيا ومعنويا على إسرائيل، وربما يؤدي إلى هجرة عكسية وحركة نزوح كبيرة من إسرائيل.

تحديد الهدف
من جهة أخرى، حذر الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني سفير المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة جون ساور، إسرائيل من مغبة التورط في اجتياح غزة بريا.
وقال في ساور مقال بصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن “القتال الحضري صعب، وشهدنا في حلب وماريوبول كيف تمت تسوية مدن بأكملها لهزيمة قوة متحصنة بها/ واستغرق استعادة الموصل من (داعش)، المحاولة الوحيدة الأخيرة لتنفيذ مثل هذه الحملة ضمن قواعد الحرب بقوات تقودها الولايات المتحدة، 9 أشهر وبتكلفة وصلت إلى آلاف الوفيات المدنية”.
وأشار إلى أن “كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل يعرفون أن هدف تدمير حماس نهائيا غير متاح على الأرجح، وإسرائيل ليس لديها الوقت اللازم، وتعلم قواتها العسكرية أنها ستواجه مطالب بوقف إطلاق النار في وقت مبكر من الحرب”.
وكشف ساور أن “إحدى الخيارات التي تدرسها إسرائيل هي عزل غزة بأكملها بحاجز مزدوج، ببناء حاجز جديد داخل القطاع على مسافة من الجدار الحالي، وإغلاق جميع المعابر إلى إسرائيل”.
المصدر: مواقع + وكالات