محمد حسين بزي
عملية طوفان الأقصى أذلّت أمريكا أكثر ممّا أذلّت الصهاينة، فقد ذهبت بأحلام التطبيع والشرق الأوسط الجديد إلى مزابل التاريخ، وصورة المقاومة التي صرفت أمريكا على تشويها مليارات الدولارات فقد صارت أشد سطوعًا وأكثر إلحاحًا في وعي الشعوب، كما أنّ حركات أمريكا التكفيرية (الجهادية)الذين كانوا يُفجِّرون أجسادهم بالناس ويتغدون مع النبي، ولم نسمع لهم صوتًا في العدوان على غزّة، قد انكشفوا أيضًا، خاصة بعدما اختلط الدم الشيعي في جنوب لبنان مع الدم السني في غزّة. وأيًا تكن نتائج الهمجية الصهيونية على غزّة وأهلها، فإنّ الثابت الذي سيبقى متحركًا في المقبل من الأيام هو : أنّ أسطورة تفوّق وحتمية بقاء الكيان الصهيوني قد سقطت في 7 أكتوبر 2023، وأنّ المقاومة ضرورة وجودية لإزالة الاحتلال من جذوره.
والأعلى من هذا كلّه؛ كان افتضاح الكثيرين من حكام العرب أمام شعوبهم، فضلًا عن الفضيحة القيمية والأخلاقية للغرب وحقوق الإنسان والتي برزت في تضامنه ودعمه للمجازر الصهيونية في غزّة.