محمد حسين بزي
غنَّى على غصنِ الكفاحِ هزارُهُ
والسّاجعاتُ، وغرَّدتْ أطيارُهُ
هتفـتْ تُحيّي طيفَ وجهكَ عاليًا
مرحى لمنْ غمرَ الجهادَ غمارُهُ
وشـدا بـه القمرانِ واحتفيا به
والخافقانِ يمينـُهُ ويسارُهُ
يا صانعَ النّصرِ المشعِّ بوجههِ
وضيائِه، قـد أينعـَتْ أثمارُهُ
يا قائدًا رفعَ الحقيقةَ رايةً
فتألَّقـتْ من فـوقِها أنوارُهُ
أعطيتَها قلبًا رحيمًا صافيًا
فـي ودِّه، وترنَّمتْ أوتارُهُ
فلكَ البوادرُ في المساعي كلِّها
والنّصرُ حيـن تتابعـَتْ أخبارُهُ
وبكَ السّحابُ يفيضُ فوقَ ربيعِهِ
والغيثُ حين تدفَّقـتْ أنهارُهُ
العزُّ أنتَ جناحُه وحياتُه
فانهضْ بهِ، والكونُ أنت فخارُهُ
واللّيلُ أنت نجومُهُ، والشّمسُ أنـْـ
ــتَ ضياؤُهـا، والفجرُ أنت نهارهُ
بيمينـِك المجدُ الكبيرُ أمانةٌ
فاحتْ على كفِّ الندَى أزهارُهُ
مُقـَلُ الفَخارِ تلألأتْ فـي هـالَةٍ
من حولِ وجهِكَ، فانتشتْ أقمارُهُ
وتجاوبتْ في كلّ قُطرٍ صيحةٌ
هذا رسـولُ الصّبح بلْ مختارُهُ
الحقُّ أنتَ غِمادهُ وحسامُهُ
وعلى جبينِكَ قدْ تتوّجَ غارُهُ
والمجدُ مجدُك، حلَّقتْ أصداؤُه
والنّصرُ نصرُك هلَّلت أسوارُهُ
يا أيّها الطاغوت يلهو لاهثًا
كمُتاجِرٍ يحتثُـّه سمسارُه
أحقوقُ إنسانٍ تُباع وتشترى
كحقوقنا يجتَرُّها تجـّارُهُ
يستضعفُ الإنسانَ كلُّ مُسلَّطٍ
وذِمارهُ يبتـزَّها فُجّارُهُ
“لا تنهَ عـن خُلُقٍ وتأتيَ مثلـَهُ”
يا من تمرَّغَ بالدّماءِ شِعـارُهُ
إنّ الشهيدَ على التّرابِ مجندَلٌ
كالزّهرِ تعبقُ في الثّرى أطمارُهُ
والقاتلُ السّفّاحُ غيرُ مروَّعٍ
غربٌ، حمتْهُ من الرَّدَى أسوارُهُ
وصَّى بقتلِ الثّائريـنَ شُريحَهُ
ومضى يٌطبِّعُ فوقَهُ أسفارُهُ
يبقى الخلودُ وأنتَ درعٌ دونَه
وعلى دمائكَ يستقيـمُ مدارُهُ
الخالدانِ على الزمان كلاكما
قد خلَّدتْ أنوارَه أنوارُهُ.
محمد حسين بزي