غازي الذيبة
وأخيرا، فعلها الأطفال المسلحون في مستشفى الشفاء، فعلها هؤلاء القتلة الصغار، وضعوا “عبوة العمل الفدائي” من المسافة صفر على جسم مدرعة الميركافا، أحد أعظم قطع البسكوت الهشة، وفخر صناعة جيش الحفاظات. وللحقيقة فإن هذه المدرعة المدهشة التي تستخدم في مدن الملاهي للأطفال في غزة، “يدمرها أطفال من غزة أيضا.. يا للهول”، يصرح الناطق الرسمي باسم جيش الحفاظات.
ويضيف “إنه لأمر مروع، أن ترى مدرعة كهذه، هدفها منح الأطفال أوقاتا ممتعة، للاستمتاع برؤيتها وركوبها، وقضم بعض أجزائها البسكوتية اللذيذة عندما يجوعون”.
“إن مشهد وضع طفل من أطفال مستشفى الشفاء لتلك العبوة اللعينة، سيظل عالقا في رأسي إذا بقيت حيا”، يقول أحد اللطيفين جدا من نخبة هذا الجيش الخرافي، ويتساءل “كيف يمكن لطفل أن يقترب من الميركافا الطيبة بكل هذه السهولة.. لم نتوقع من طفل، تدمير قطعة البسكويت اللذيذة بهذه الوحشية”، ويضيف “كنا نختبئ في مدرعاتنا ونراقب المشهد عن كثب ونحن نبول في ملابسنا من القلق عليه، خشية أن تنفجر القذيفة فيه قبل الابتعاد عنها. لم يعلمونا في الجيش بأن طفلا يستطيع تهشيم مثل هذه الدبابة، طفل يخرج من نفق مسلح من تحت مستشفى الشفاء، فيدمر فخر صناعتنا الإنسانية. هذا مرعب.. مرعب”.
وهم أيضا، الأطفال المقاتلون المجرمون، من يقتنصوا آليات نخبة مقاتلينا ودباباتهم، تلك التي تحاول دخول قطاع غزة، لتوزيع الطعام والماء والشوكولاتة والوجبات الدسمة على أهالي غزة المساكين، أولئك الذين يستخدمهم أطفال مستشفى الشفاء كدروع بشرية، ويضيف الناطق الرسمي لنخبة جيش الحفاظات، إن “أطفال الشفاء، تسببوا بقتل 51 ضابطا من وحدات النخبة في جيشنا اللطيف حتى اليوم (16/ 11/ 2023)”. وقبل إعلانه عن مقتل نخب جيشه بأيدي هؤلاء الاطفال المجرمون، كانت قنوات البث التلفزيوني الموضوعية والصادقة في بلاد العرب والعجم، تبث الخبر المروع، وتطالب بوقف جرائم اطفال مستشفى الشفاء بحق جيش الحفاظات.
يا للمساكين من هذا الجيش الذين قتلهم اطفال متوحشون. هذه جريمة يجب على منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان والصليب الأحمر المذهلة بإنسانيتها، إدانة هذه المجموعة التي تختبئ في مستشفى، وتحتجز مرضاه وعامليه رهائن تحت تهديد السلاح.
يقول أحد مقاتلي جيش الحفاظات رابع أقوى جيش في العالم، إنه عندما دخل غرفة الأطفال الخدج في مستشفى الشفاء، وجد أطفالا يخلعون ملابسهم العسكرية: بدلات رياضية وأحذية قديمة، ويرتدون الأقمطة، ويلقون أجسادهم الضخمة على الاسرة، بانتظار أن يأتي أحد الممرضين الرهائن، لتوصيل بعض الأسلاك في حاضناتهم التي دمرت منذ أيام بقذائف الحلوى والحليب التي كان يهديهم إياها مقاتلو الحفاظات الطيبين وأبناء العم سام ودام.
ويؤكد هذا الجندي اللطيف، بوجنتيه الحمراويين، وقلبه العطوف، إنه لم يصدق ما يفعله هؤلاء الأطفال، وأنه التقط صورا لهم بعد مساعدة ممرض بوضعهم في الحاضنات، وتقديم الحليب لهم، ثم التقط صورة جميلة معهم بهاتفه النقال، وأرسلها إلى قنوات الإعلام، ليروا بأم أعينهم كيف يتعاملون مع هؤلاء القتلة.
وفي تصريح لرئيس رابع أقوى عصابة في العالم، أفاد بأن هؤلاء الأطفال، هم من حاصروا المستشفى واحتجزوا عامليه رهائن، واستخدموا مرضاه دروعا بشرية، ومارسوا كل أنواع الجرائم، ووجدوا تحت أسرتهم أسلحة وقنابل وحقائب وكتب دينية، وبقايا سندويشات فلافل وشطة، وأوراق عليها رسوم غير واضحة، تشير إلى خطط عسكرية كبرى، هدفها تدمير العالم، وحرمان الاطفال من اللعب مع دبابات الميركافا البسكوتية.