مسؤولون أمريكيون: واشنطن أعدت خيارات لضرب الحوثيين
قالت تقارير صحفية غربية إن هناك تحضيرات أميركية بريطانية لشن ضربات ضد جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن، قد تستهدف مواقع في محيط الحديدة وحجة وربما صنعاء.
في الوقت نفسه، قال متحدث باسم البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) إن هجوم الحوثيين “المتهور” في جنوب البحر الأحمر الثلاثاء، يبرهن على أهمية العملية البحرية “حارس الازدهار”.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الشرق الأوسط يستعد لضربات من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد مواقع الحوثيين، بعد هجومهم الواسع في البحر الأحمر -الثلاثاء- بالصواريخ والمسيّرات.
ونقلت الصحيفة عن مديرين في شركات بمجال الشحن البحري أن دبلوماسيين غربيين أخبروهم أن هذه الضربات ستستهدف على الأرجح مواقع لإطلاق الصواريخ والمسيّرات وكذلك رادارات ومخازن أسلحة وذلك في محيط مدينتي الحديدة وحجة في اليمن، وربما تستهدف أيضا مواقع في العاصمة صنعاء.
في السياق نفسه، قالت صحيفة تايمز إن الحكومة البريطانية تعقد اجتماعا بالتزامن مع تحضيرات بريطانية أميركية لشن ضربات ضد الحوثيين.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن من المتوقع أن يستهدف التحالف الذي تقوده واشنطن قواعد رئيسية للحوثيين.
وأشارت إلى أن الخارجية البريطانية قلقة من خروج الأوضاع عن السيطرة لذا يتوقع أن يكون أي عمل ضد الحوثيين محدودا، وفقا لما نقلته الصحيفة.
ويستهدف الحوثيون السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها عند مرورها بمضيق باب المندب، نصرة للفلسطينيين في غزة. ودفع ذلك العديد من شركات الشحن الكبرى إلى تجنب الإبحار عبر البحر الأحمر.
وأعلنت الولايات المتحدة في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري تشكيل قوة بحرية مشتركة من دول عدة باسم “حارس الازدهار” بهدف ردع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن القيادة الأميركية الوسطى أن 24 هجوما نفذه الحوثيون على سفن تجارية منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كما نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن من أهم تحديات ضرب الأهداف التابعة للحوثيين أن كثيرا من أنظمة أسلحتهم متحركة.
من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن على الحوثيين وقف هجماتهم “المزعزعة للاستقرار”، متعهدا باتخاذ إجراءات للدفاع عن حرية الملاحة في البحر الأحمر.
كما صرح وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس بأن بلاده لن تتردد في القيام بما يلزم إذا استمر الحوثيون بتعريض حياة الأبرياء للخطر وتهديد اقتصاد العالم، وفق تعبيره.
على صعيد آخر أبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي الأربعاء بأن هجمات الحوثيين في اليمن على السفن التجارية تهدد “الحقوق والحريات الملاحية” في البحر الأحمر وتشكل “تحديا عالميا” يتطلب “ردا عالميا”.
وقال كريس لو، ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، للمجلس في أول اجتماع له في 2024، إن الولايات المتحدة تعتقد بأن الوضع في البحر الأحمر “يمر بنقطة تحول”.
يشار إلى أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن كان قد أعلن في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري تشكيل قوة عمل بحرية باسم “حارس الازدهار” تضم 10 دول، بينها دولة عربية واحدة هي البحرين، بهدف مواجهة الهجمات في البحر الأحمر.
وأعلن الحوثيون في إطار موقفهم التضامني مع أهل غزة ضد العدوان الإسرائيلي أنهم سيستهدفون بالصواريخ والمسيّرات كل سفن الشحن التجارية التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها.
بوليتيكو: الجيش الأميركي يخطط للرد على هجمات الحوثيين ضد سفن تجارية بالبحر الأحمر
قال مسؤولون أميركيون إن الجيش يخطط للرد على الهجمات التي يقوم بها مسلحون تابعون لجماعة الحوثي في اليمن ضد سفن تجارية في البحر الأحمر.
ونقل موقع بوليتيكو الأميركي عن هؤلاء المسؤولين قولهم إن الخطط تشمل ضرب أهداف للحوثيين في اليمن، للرد على احتمال تحول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى صراع إقليمي طويل الأمد، مشيرين إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تجري محادثات بشأن السيناريوهات التي يمكن أن تجر واشنطن إلى حرب في الشرق الأوسط.
وأكد المسؤولون الأميركيون أن بلادهم تحث إيران، خلف الكواليس منذ اندلاع الحرب في غزة، على إقناع وكلائها بتقليص هجماتهم دون وجود مؤشرات على تقليص هذه الجماعات للهجمات، لافتين إلى احتمال توسع نطاق الصراع بعد المواجهات في العراق ولبنان وإيران خلال الأيام الأخيرة.
زورق مسيّر
وكانت البحرية الأميركية أوضحت أن زورقا مسيّرا للحوثيين محملا بالمواد الناسفة انفجر في البحر الأحمر الخميس الماضي، لكنه لم يتسبب في وقوع أي أضرار أو إصابات.
وقال قائد البحرية الأميركية بالشرق الأوسط الأميرال براد كوبر إن هذا الزورق المحمل بالمواد المتفجرة التابع للحوثيين انطلق مسافة 80 كيلومترا تقريبا بالبحر الأحمر، ثم انفجر في ممرات ملاحية مزدحمة.
وكشف كوبر أن الحوثيين نفذوا 25 هجوما في البحر الأحمر منذ 18 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأنهم استخدموا أمس لأول مرة زورقا حربيا مسيراً.
وأكد أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تتواصل، ولا مؤشرات على أن ما وصفه بسلوكهم غير المسؤول يتراجع، مشيرا إلى أن الحوثيين هاجموا 12 سفينة لا علاقة لها بإسرائيل.
ويطلق الحوثيون موجة تلو الأخرى من المُسيرات والصواريخ على سفن إسرائيل التجارية أو المتوجهة إليها، منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، احتجاجا على العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 3 أشهر على قطاع غزة.
تعطيل وتعليق
وتسببت هجمات الحوثيين في تعطيل حركة الشحن الدولي، ودفع بعض الشركات إلى تعليق عمليات العبور من البحر الأحمر، واستبدالها برحلة أطول وأكثر كلفة حول أفريقيا.
ووفقا لوكالة رويترز، فقد أدت هجمات الحوثيين المتكررة إلى زيادة الضغط على الرئيس الأميركي للرد عسكريا، وهو أمر تتردد إدارته في الإقدام عليه خوفا من تصاعد التوتر الإقليمي المتفاقم بالفعل.
وأطلقت الولايات المتحدة ودول أخرى، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عملية “حارس الازدهار” لحماية السفن التي يستهدفها الحوثيون في البحر الأحمر.
المصدر : وكالات + بوليتيكو + الجزيرة + تايمز + وول ستريت جورنال