قلبت المقاومة الإسلامية الفلسطينية الموازين، وحشرت العدو الاسرائيلي وحلفاءه في الزاوية، ونقلت القضية الفلسطينية من مربع الأزمة الإنسانية، إلى مربع التحرير والاستقلال والهوية والتخلص من الاستعمار والاحتلال الإسرائيلي الصهيوني.
سمير الحجاوي
باختصار .. استطاعت المقاومة الإسلامية الفلسطينية أن تقلب الموازين رأسا على عقب، وأن تحشر العدو الإسرائيلي وحلفاءه في الزاوية، وتمكنت من نقل القضية الفلسطينية من مربع الأزمة الإنسانية، إلى مربع التحرير والاستقلال والهوية والتخلص من الاستعمار والاحتلال الإسرائيلي الصهيوني.
فرضت حركات المقاومة الاسلامية الفلسطينية، من حركة حماس وذراعها العسكري “كتائب القسام”، الى حركة الجهاد الاسلامي وذراعها العسكري “سرايا القدس” وبعض الكتائب المقاتلة الاخرى، معادلة جديدة في فلسطين والعالم العربي والاقليم والعالم، وفرضت، من خلالها، على الغرب والانظمة العربية الحليفة للعدو الاسرائيلي ان تعيد حساباتها من جديد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وان العالم لن يهنأ بالسلام مالم يهنأ به الشعب الفلسطيني، وان الشرط الاول لهذا السلام هو زوال الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني المدعوم من الغرب وخاصة، امريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا والمانيا والنمسا وتشيكيا ورومانيا، وهي الدول التي اعلنت مساندتها العسكرية للعدو الاسرائيلي الصهيوني.
الغرب، كيان براغماتي، يتعامل مع الواقع اذا فشل بتغييره بالحيلة او القوة، وهو تعامل مع المقاومة الاسلامية الفلسطينية في غزة بكل قوة وعنف وفتح مخازن السلاح للعدو الصهيوني، وامدوه بمليارات الدولارات، وحاملات الطائرات والغواصات النووية والطائرات المسيرة وكل انواع الاسلحة والذخائر، وصب العدو الصهيوني على غزة ما لايقل عن 100 الف طن من القنابل والقذائف وهي تعادل 8 قنابل نووية من حجم القنبلة النووية الامريكية التي القيت على مدينة هيروشيما اليابانية، ومع ذلك لم يستطع الكيان الاسرائيلي المصطنع ان يفعل شيئا سوى قتل وجرح ما يزيد عن 100 الف فلسطيني غالبيتهم من النساء والاطفال.
لم يكن الاحتلال الاسرائيلي وحيدا في معركته، فقد حالفته انظمة عربية، مثل مصر والامارات والبحرين، وسمحت انظمة اخرى، مثل الاردن والسعودية، باقامة جسر بري من الشاحنات لامداده بالغذاء، وسمحت السلطات الاردنية بتصدير المنتجات الزراعية الاردنية الى الكيان الاسرائيلي.. مما وضعها في سلة واحدة مع العدو الاسرائيلي، وهي تهمة لا يستطيعون نفيها.
هذه الانظمة العربية تشعر بالخوف من التحركات الشعبية وتقمعها بشدة، وتخشى ان تتحول الى حالة عامة، ولذلك فهي تعيش حالة من القلق والاستنفار الامني الدائم، رعم محاولتها عدم تحويل ذلك الى صدامات علنية في الشارع.
هذه الانظمة تدفع ثمنا غاليا من استقرارها بسبب العدو الاسرائيلي الصهيوني، وهو الشعور الدائم بالخوف والاستنفار والخشية من المظاهرات او التمرد او حتى الثورة، وربما يرغب بعضها بتوقف الحرب، رغم انها كانت تتمنى ان لا تقف الحرب الا باقتلاع حماس والجهاد والمقاومة الفلسطينية كلها، وهو ما ثبت انه فوق قدرة الكيان الاسرائيل وانه لا يستطيع ذلك، ولن يستطيع ذلك.
بعض هذه الانظمة مثل، الاردن والسعودية، ربما تفكر باعادة ترتيب اوراقها في المرحلة المقبلة، والتعامل المباشر مع حماس والجهاد، اما دول اخرى مثل الامارات فهي ترغب بان تستمر الحرب الى الابد حتى اقتلاع حماس والجهاد من الساحة الفلسطينية، اما النظام المصري فهو يعمل على اقتلاع المقاومة الاسلامية الفلسطينية، وفي نفس الوقت يبقى الباب مواربا لاستخدام المقاومة الفلسطينية ورقة لتسويق نفسه، في امريكا واوروبا، بوصفه يحمي حدود الكيان الاسرائيلي، وانه يمنع انتقال “جائحة” المقاومة الفلسطينية الاسلامية الى دول اخرى في المنطقة، وهي ورقة يريدها الغرب لانه لا يملك بدائل كثيرة.
لا شك ان المقاومة الاسلامية الفلسطينية وضعت الانظمة العربية الحليفة لاسرائيل في مأزق “وجودي” حقيقي، ووضعت الغرب في مأزق اخلاقي، رغم ان الغرب بلا اخلاق اصلا، مما ادى الى وقف عجلة التطبيع “الى حين”،
المقاومة الاسلامية الفلسطينية كشفت الوجه القبيح للغرب وللانظمة العربية الحليفة للكيان الاسرائيلي، وكشفت ان العدو الصهيوني اضعف بكثير مما وانه لولا الدعم الغربي المباشر والمفتوح لكان المجاهدون الفلسطينيون الان في تل ابيب.
على اية حالة .. لقد تغيرت المعادلة وباتت حماس قادرة على فرض شروطها على العدو الاسرائيلي والغرب والانظمة العربية الحليفة للكيان الصهيوني المحتل.