البابور الموقع العربي

رئيس الوزراء القطري يلوح بوقف الوساطة القطرية ويتهم أطراف “لم يسمها” بالنفاق

252

محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: قطر تقيم وساطتها لإنهاء الحرب في غزة.. وترفض الإساءة لدورها

دور الوسيط هو دور محدود في النهاية، ولا يستطيع تقديم أشياء تتمنع عنها الأطراف نفسها”.

البابور العربي – متابعات

لوح الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري وقف الوساطة القطرية في المفاوضات بين حماس والعدو الاسرائيلي لوقف العدوان الصهيوني على غزة وتبادل الأسرى.

وأكد: رفض دولة قطر الإساءة إلى دورها فيما يتعلق بجهود الوساطة الجارية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، مشيرا إلى أنها تعمل على تقييم تلك الوساطة.

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع السيد هاكان فيدان وزير خارجية الجمهورية التركية اليوم (17 ابريل نيسان 2024) ، إن مفاوضات إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى والرهائن تمر بمرحلة حساسة ودقيقة، وأن دولة قطر تسعى منذ اليوم الأول للحرب لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن.. مضيفا “رأينا هناك إساءة لاستخدام هذه الوساطة وتوظيفها لمصالح سياسية ضيقة، الأمر الذي استدعى أن تقوم دولة قطر بعملية تقييم شاملة لهذا الدور”.

وتابع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية:” انخرطنا في عملية الوساطة من منطلق إنساني ووطني وقومي لحماية أشقائنا الفلسطينيين، ولكن للأسف نرى أن هناك مزايدات سياسية كبيرة من بعض السياسيين أصحاب المصالح الضيقة، وتسويق حملاتهم الانتخابية من خلال الإساءة لدور دولة قطر”.

وأضاف معاليه:” من غير المقبول أن يقال لنا شيء في الغرف المغلقة وخارجها يتم إطلاق تصريحات هدامة لا تسهم بشكل إيجابي، ونحن ملتزمون بدورنا من هذا المنطلق الإنساني، إلا أن هناك حدودا لهذا الدور، وحدودا للقدرة التي نستطيع أن نسهم فيها في هذه المفاوضات بشكل بناء.. ودولة قطر ستتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب حيال ذلك”.

وأشار الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، خلال المؤتمر الصحفي، إلى أن اللقاء الذي جمعه مع سعادة وزير خارجية الجمهورية التركية تطرق إلى الشراكة الاستراتيجية والعلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا أن هذه الزيارة تأتي في إطار التنسيق المستمر بينهما حول القضايا الإقليمية والدولية، كما أنها تأتي في ظل التصعيد والظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة.

وأضاف معاليه أن هذه الزيارة شكلت فرصة لعقد مشاورات مفصلة حول التصعيد في المنطقة، لافتا إلى أنه جرى التأكيد على ضرورة احتكام الأطراف إلى خفض التصعيد، وتغليب لغة العقل والحوار، وحل القضايا بالمنطق وليس بلغة السلاح والعنف.

وأوضح رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن دولة قطر قامت بإجراء اتصالات مكثفة خلال الفترة الأخيرة مع كافة الأطراف لمحاولة احتواء التصعيد، قائلا:” التنسيق بين قطر وتركيا قائم ومستمر، ونحن نقدر ونثمن المواقف التي تتبناها الجمهورية التركية الشقيقة، وخصوصا فيما يتعلق بدعم الأشقاء الفلسطينيين”.

وأضاف: أنه ناقش مع السيد هاكان فيدان آخر تطورات أوضاع الحرب في قطاع غزة، والأزمة الإنسانية التي تتفاقم يوما بعد يوم، والإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأشقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وشدد على ضرورة أن يرتقي المجتمع الدولي إلى مستوى مسؤولياته، ويضع حدا للتصعيد والاستفزازات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

وقال خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع السيد هاكان فيدان وزير خارجية الجمهورية التركية الشقيقة، إن هذه المسألة ستبقى مفتوحة طالما لا يوجد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، عبر إقامة الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ونوه رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن اللقاء مع وزير خارجية الجمهورية التركية تناول كذلك التشاور وتنسيق الجهود الإنسانية فيما يخص إغاثة الأشقاء في قطاع غزة، وتطورات مباحثات المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن، مؤكدا أن دولة قطر مستمرة في اتصالاتها وتنسيقها مع كافة الدول الشقيقة والصديقة في إطار وضع حد لهذه الأزمة وهذه المعاناة الإنسانية.

وأعرب معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني عن تقديره للدور الذي تقوم به الجمهورية التركية الشقيقة وأهميته في هذه المرحلة بالمنطقة، مضيفا:” بات لزاما علينا اليوم الاستمرار في هذا التنسيق، وأن يحقق نتائج إيجابية على الجميع”.

وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية “إن دولة قطر أكدت التزامها من البداية في الإسهام بشكل إيجابي وبناء تجاه عملية المفاوضات، وأن تحاول جسر الهوة بين الأطراف، إلا أن المسألة أخذت شهورا طويلة والخلافات كانت واسعة، وكنا نعمل بشكل وثيق مع شركائنا في هذه الوساطة ومنهم الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية، لجسر هذه الهوة وتقديم مقترحات على أساس بناء، ولكن دور الوسيط هو دور محدود في النهاية، ولا يستطيع تقديم أشياء تتمنع عنها الأطراف نفسها”.

وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين بشأن التصعيد الأخير في المنطقة، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن التواصل مع إيران والولايات المتحدة كان يجري باستمرار ولم يتوقف يوما، مشيرا إلى أنه قبل التصعيد الأخير أجرت دولة قطر اتصالات مكثفة مع الطرفين لحثهما على عدم التصعيد واحتواء هذا الوضع، خاصة وأن قطر حذرت منذ البداية من تأثير هذه الحرب على المنطقة.

وأضاف:” شاهدنا التوتر يأخذ منحى تصاعديا منذ الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق وقتل عدد من المسؤولين الإيرانيين”.. داعيا جميع الأطراف إلى احتواء هذا الوضع وعدم خروجه عن السيطرة.

وتابع خلال المؤتمر الصحفي:” ما نسمعه على الأقل حتى هذه اللحظة من الأطراف يفيد بعدم نية أي طرف بأن يتوسع هذا النزاع”.

كما نوه بالتواصل بين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية والعديد من دول المنطقة، مؤكدا أهمية التواصل في هذه الفترة الحساسة، خاصة أن ما يحصل الآن يحدث ضمن منطقتنا وبالقرب من بلادنا.

وشدد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على أهمية التنسيق المكثف بين القادة لتوحيد المواقف، خاصة أن هذه الحرب ستحمل مخاطر ومجازفات من الممكن أن تتوسع في المنطقة برمتها، ما يعني أن أفضل طريقة لخفض التصعيد يكمن في وقف الحرب.

من جانبه، أكد السيد هاكان فيدان وزير خارجية الجمهورية التركية، دعم بلاده للجهود الكبيرة التي تبذلها دولة قطر من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام في قطاع غزة.

وشدد هاكان فيدان، خلال المؤتمر الصحفي، على مواصلة دعم تركيا من أجل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية تقام على حدود عام 1967 والمساهمة في إحلال السلام وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه، مؤكدا أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة تعزز أهمية تحقيق الوحدة بين الفلسطينيين وإحلال السلام العادل والدائم.

وأضاف وزير الخارجية التركي أن هناك آلية تنسيق مشتركة بين دولة قطر وتركيا في الملف الفلسطيني على الصعيد السياسي والمؤسساتي، لا سيما ما يتعلق بجهود وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وتحقيق الاستقرار في قطاع غزة.

وأشار إلى أن زيارته الحالية لدولة قطر شكلت فرصة لتقييم الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها مستقبلا لدعم القضية الفلسطينية وتضميد جروح الشعب الفلسطيني، محذرا من أن استمرارية الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة قد تؤدي إلى صراع إقليمي في المنطقة. وأضاف أن التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة أثبت أن احتمالية الحرب الإقليمية ليست بعيدة.

وشدد وزير الخارجية التركي، خلال المؤتمر الصحفي، على ضرورة تنفيذ إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في غزة واتخاذ التدابير المؤقتة التي أقرتها محكمة العدل الدولية وتحقيق وقف إطلاق النار العاجل وإدخال المساعدات الإنسانية، تمهيدا للعمل على تنفيذ الخطوات الرامية لحل الدولتين.

وفيما يتعلق بالعلاقات القطرية التركية، قال السيد هاكان فيدان، إن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مستوى رفيع خلال الأعوام الماضية، منوها بالتطور المؤسسي للعلاقات القطرية والتركية. وقال:” هناك هدف استراتيجي لكلا الجانبين من أجل وصول حجم التبادل التجاري إلى 5 مليارات دولار، وجرى التباحث خلال الزيارة الحالية حول إمكانية زيادة التعاون المشترك بين البلدين في مجال الاستثمار والسياحة والطاقة بشكل أكبر”.

وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن مجلس الأمة التركي صادق في شهر فبراير الماضي على اتفاق الشراكة التجارية والاقتصادية بين دولة قطر وتركيا، موضحا أن ذلك من شأنه تسريع تحقيق الأهداف في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

ونوه السيد هاكان فيدان وزير خارجية الجمهورية التركية، خلال المؤتمر الصحفي، بحرص بلاده على تعزيز العلاقات التجارية والمؤسسية مع قطر ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

رئيس مجلس الوزراء القطري: ندين سياسة العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني والمفاوضات تمر بمرحلة حساسة

جدد الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إدانة دولة قطر استهداف وقتل المدنيين مهما كانت خلفياتهم واستمرار سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتصعيد المستمر في الضفة الغربية الذي يتزايد يوميا وخطورته على الأوضاع في المنطقة.

ونبه معاليه – في إحاطة عقدها اليوم مع مارسيل سيولاكو رئيس وزراء رومانيا – إلى أن دولة قطر حذرت بشكل واضح منذ بداية الأحداث في 7 أكتوبر الماضي من توسع دائرة الصراعات (التي نراها اليوم في جبهات مختلفة) وعلاقة ذلك المباشرة بالتصعيد والحرب على القطاع.

وطالب في هذا السياق المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والعمل على وقف هذه الحرب والاستهدافات المستمرة للشعب الفلسطيني وقتله بهذه الطريقة، فضلا عن سياسة الحصار والتجويع ضده واستخدام المساعدات الإنسانية كأداة للاستغلال السياسي.

ولفت الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني إلى تباين المواقف الدولية بشأن ما يجري في غزة، معربا عن أسفه لازدواجية المعايير لدى بعض الدول في تقييم الصراعات، وطالب المجتمع الدولي بأن تكون المعايير موحدة وأن تطبق على الجميع وألا تصنف على أساس من هو المعتدي ومن الضحية.

وشدد على أنه لن يكون هناك حل دائم وسلام مستدام دون إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967 ووفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وفيما يخص ملف مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، أوضح معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أنها تمر بمرحلة حساسة وتشهد بعض التعثر، قائلا “للأسف تتراوح المفاوضات ما بين السير قدما والتعثر ونحاول قدر الإمكان معالجة هذا الأمر والمضي قدما لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني واستعادة الرهائن في الوقت نفسه”.

ومضى إلى القول “نحن دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، ونطالب بأن تكون هناك مواقف متشابهة ومتوافقة معنا من الجانب الإسرائيلي حتى نرى في النهاية حلا ينعم به الشعب الفلسطيني للعيش في أمان”.

وتحدث خلال الإحاطة عن العلاقات القطرية الرومانية، وأكد أنها تتسم بالثقة والحرص على تبادل الآراء في مختلف القضايا في الشرق الأوسط وأوروبا، مشيرا في هذا الخصوص إلى التبادل المستمر والمشاورات السياسية الدائمة بين البلدين على مدار السنوات الماضية.

وأوضح أن السنوات الماضية شهدت التوقيع بين البلدين على مجموعة من الاتفاقيات في عدة مجالات منها الشباب والرياضة والتعاون الاقتصادي والصحي والطبي والثقافي والتجارة والصناعة والتعليم، كما تم اليوم التوقيع على مذكرة تفاهم فيما يخص الثروة الحيوانية والأمن الغذائي تجسيدا لطموحات البلدين في تعزيز وتطوير العلاقة إلى آفاق أرحب.

وأضاف قائلا “كانت لدينا اليوم فرصة لبحث التطورات الإقليمية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن المنطقة تمر بظروف حساسة وتشهد تصعيدا خطيرا”، داعيا جميع الأطراف لخفض التصعيد وتجنيب المنطقة الانزلاق في دائرة جديدة من الصراعات.

من جانبه قال السيد مارسيل سيولاكو رئيس وزراء رومانيا إن زيارته للدوحة تنطوي على رسالة قوية مفادها أن بلاده تقف إلى جوار قطر وأمريكا والشركاء في الاتحاد الأوروبي لدعم جهود السلام واستعادة الأمن في الشرق الأوسط.

وأكد ضرورة تبني جميع الدول موقفا متوازنا والعمل على تشجيع الحوار وضبط النفس لتفادي وقوع أحداث خطيرة بالمنطقة، وأن تكون الدبلوماسية والحوار أقوى من السلاح.

وأشاد في هذا الصدد بدور الوساطة القطرية على مدى سنوات في ملفات دولية معقدة، ما أسهم في خفض التصعيد في المنطقة وخارجها، مؤكدا أن رومانيا على استعداد للانضمام للجهود الإقليمية والدولية ذات الصلة لتصبح جزءا في حل بناء لتفادي توسيع رقعة النزاع في الشرق الأوسط.

وثمن رئيس وزراء رومانيا جهود قطر التي أثبتت دورها المهم في المنطقة، لاسيما ما يتعلق بالإفراج عن الرهائن في قطاع غزة بمن فيهم مواطنون رومانيون، معربا عن تقديره لهذه الجهود التي أفضت لعودتهم إلى ديارهم بسلام فضلا عن دعم دولة قطر لرومانيا أثناء جائحة كورونا ما يعزز علاقات الصداقة بين البلدين وقدرتهما على بناء شراكة معمقة تتمحور حول مشاريع استراتيجية ذات اهتمام مشترك مثل النقل والطاقة والاقتصاد والزراعة والرقمنة.

وأعرب عن أمله أن تكون رومانيا بوابة الاستثمار القطري في الاتحاد الأوروبي، وأن يستمر مثل هذا التعاون لمصلحة البلدين وشعبيهما الصديقين.

المصدر: وكالة الانباء القطرية “قنا”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار