البابور الموقع العربي

أمريكا تنفجر من الداخل.. عودة شبح الاحتجاجات الطلابية المناهضة لحرب فيتنام عام 1968

46

البابور العربي – متابعات

استعادت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست ذكرى الاحتجاجات الطلابية المناهضة لحرب فيتنام عام 1968، في ظل الاحتجاجات الحالية في الجامعات الأميركية على حرب غزة، خاصة مع استدعاء الشرطة لتفريق المعتصمين في كلتا الحالتين.

ومع أن الصحيفتين أبدتا تركيزا على سرد أحداث عام 1968، فإن تشابه الظروف ساقهما إلى المقارنة بين جيلين غاضبين من الحرب في ظروف سياسية متشابهة، قبيل انعقاد المؤتمر الوطني الديمقراطي، وفي وجه انتخابات مهمة بالنسبة للمرشح الديمقراطي الرئيس الحالي جو بايدن.

وإذا كانت صحيفة واشنطن بوست اكتفت بالإشارة إلى الاحتجاجات في جامعة كولومبيا في نيويورك اليوم باعتبارها ردا للاعتبار لاحتجاجات عام 1968، فإن نيويورك تايمز، ذهبت في المقارنة بين اللحظة إلى أبعد من ذلك.

اعتقال طلاب ومدرسين مؤيدين لغزة في الجامعات الامريكية

جيل مستعد للاحتجاج

رأت نيويورك تايمز -في عمود الكاتب تشارلز م. بلو- أن هناك جيلين من الشباب في كلتا اللحظتين مستعدان للاحتجاج، أولهما أنضجته حركة الحقوق المدنية والحداد الوطني بعد اغتيال الرئيس جون كينيدي والسيناتور روبرت كينيدي والقس الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور، والثاني نشأ مع الحركات الاحتجاجية، مثل “احتلوا وول ستريت” و”حياة السود مهمة” وحملة باركلاند بولاية فلوريدا، وحملة السيطرة على الأسلحة الطلابية.

انساق جيل 1968 في حركة بدأت في حرم الجامعات ونمت، وراء قناعة أخلاقية كأساس لغضبه بشأن حرب فيتنام، الحرب التلفزيونية الأولى التي تمكن الأميركيون من رؤية أهوالها في الوقت الحقيقي تقريبا، والتي جند لها خلال عامين مليون أميركي.

أما الجيل الحالي -حسب تشارلز م. بلو- فهو يتابع الحرب الإسرائيلية على غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويشعر الكثيرون منهم بالرعب مما يرونه، ليبدأ انتشار الاحتجاجات المناهضة للحرب من حرم الجامعات.

وفي هذا السياق دعا أكثر من ألف قس أسود الرئيس بايدن إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة، كما كان مارتن لوثر كينغ جونيور، قد أعلن معارضته للحرب في فيتنام، قائلا إنه “مضطر إلى رؤية الحرب كعدو للفقراء ومهاجمتها على نحو ما”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه كما حدث عام 1968 ستنتهي الفصول الدراسية ويعود الطلاب إلى منازلهم لفصل الصيف، ولكن معارضتهم لن تنتهي كما لم تنته في ذلك الوقت، إذ تخطط الجماعات المناهضة للحرب لتنظيم احتجاجات كبيرة أثناء المؤتمر الوطني الديمقراطي.

وقال حاتم أبودية، من شبكة الجالية الفلسطينية الأميركية، “سننظم مسيرة بتصاريح أو من دونها، وسيكون هذا الاحتجاج هو الأهم منذ عام 1968 في شيكاغو، عندما نظم المتظاهرون ضد حرب فيتنام وحركة تحرير السود مظاهرات حاشدة تم قمعها بعنف.

ونبه الكاتب إلى أن هناك دعما كبيرا لقضية الطلاب، إذ وجد استطلاع للرأي أن الشباب الأميركيين يدعمون سياسة جديدة، وأن 5 من كل 6 منهم يدعمون وقفا دائما لإطلاق النار في غزة، كما وجد استطلاع آخر أجرته جامعة كوينيبياك أن 53% من الديمقراطيين يعارضون إرسال المزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل.

مقامرة متهورة

ومع ذلك يبدو أن هناك شعورا لدى حملة بايدن -حسب الكاتب- بأنها تستطيع ببساطة انتظار خروج المتظاهرين، وأن المشاعر ستتلاشى في النهاية وأن الناخبين الديمقراطيين سوف يصطفون عندما يقترب يوم الانتخابات ويصبح الاختيار بين بايدن والمرشح الجمهوري دونالد ترامب أكثر وضوحا.

ليس من السهل بالنسبة لهؤلاء تجاهل جثة طفل ميت بين ذراعي أمه، ليس من السهل تجاهل الجياع وهم يتدافعون بحثا عن غطاء عندما يتعرضون لإطلاق النار، ليس من السهل إزالة الحطام بعد تعرض قافلة من شاحنات المساعدات الغذائية لإطلاق النار ومقتل العديد من عمال الإغاثة

غير أن هذه مقامرة متهورة -حسب نيويورك تايمز- لأن المتظاهرين والعديد من الناخبين يشعرون بالاستياء من شيء أكثر من مجرد مسألة عادية تتعلق بالسياسة الخارجية.

فكثير منهم يعتقد أنهم إنما يتفرجون على إبادة جماعية بمساعدة وتحريض من رئيس أميركي دعموه، وهم بالتالي يشعرون بأنهم متورطون بصفة شخصية في صراع يتزايد فيه القتل دون نهاية في الأفق، وهذه مسألة أخلاقية بالنسبة لهم، ولن يتغير موقفهم بسهولة.

إعلان

وليس من السهل بالنسبة لهؤلاء تجاهل جثة طفل ميت بين ذراعي أمه، ليس من السهل تجاهل الجياع وهم يتدافعون بحثا عن غطاء عندما يتعرضون لإطلاق النار، ليس من السهل إزالة الحطام بعد تعرض قافلة من شاحنات المساعدات الغذائية لإطلاق النار ومقتل العديد من عمال الإغاثة.

لقد شاهد الناس كل هذه الأشياء على أجهزة التلفاز والهواتف الخاصة.

وذكر الكاتب أن أعداد القتلى والجرحى تجاوزت كثيرا 100 ألف، وهذه أرقام كبيرة يرافقها مستوى من المعاناة غير مقبول، وسوف يوضح الشباب هذه النقطة هذا الصيف في شيكاغو، وفق قوله.

المصدر : نيويورك تايمز + واشنطن بوست

خريطة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد إسرائيل بجامعات أميركا

A protester holds a sign as students and others demonstrate at a protest encampment at University Yard in support of Palestinians in Gaza, during the ongoing conflict between Israel and the Palestinian Islamist group Hamas, at George Washington University in Washington, U.S., April 25, 2024. REUTERS/Leah Millis
المحتجون استنكروا دعم الإدارة الأميركية الكامل لإسرائيل رغم مجازرها المستمرة

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن عدد الطلاب المعتقلين بسبب الاحتجاجات المؤيدة لغزة تجاوز 400 معتقل، مضيفة أن تدخلات الشرطة ضد طلاب جامعة كولومبيا جعل الاحتجاجات تنتشر انتشار النار في الهشيم بالجامعات الأميركية الشهيرة.

ويحتج الطلاب على مجازر إسرائيل المستمرة في غزة بدعم أميركي، وعلى استمرار العلاقات المالية والأكاديمية التي تربط جامعاتهم بإسرائيل وبشركات صنع الأسلحة.

وجردت نيويورك تايمز الجامعات التي انتشرت فيها الاحتجاجات، وتفاصيل الصدام مع الشرطة وأجهزة الأمن، وجاءت على الشكل التالي:

– جامعة كولومبيا بمانهاتن: اعتقال 108 متظاهرين يوم 18 أبريل/نيسان الجاري وتفكيك خيم الاحتجاج.

– جامعة إيموري في أتلانتا: اعتقال أكثر من 28 طالبا، وتفكيك الخيام وتفريق المحتجين.

– جامعة جنوب كاليفورنيا بلوس أنجلوس: اعتقال 93 طالبا، والجامعة تعلن إلغاء حفل التخرج الرئيسي لهذا العام.

– كلية إيمرسون في بوسطن: القبض على 108 طلاب، وتفكيك خيم المحتجين.

– جامعة تكساس في أوستن: القبض على 57 طالبا، والشرطة أطلقت سراح جلهم.

– جامعة إنديانا: اعتقال 33 طالبا نقلوا إلى سجن المقاطعة، وتفكيك مخيمهم بالجامعة.

– جامعة برينستون في نيوجيرسي: اعتقال طلاب، وتفكيك خيم احتجاجهم.

– جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية: ظل الحرم الجامعي مغلقا منذ يوم الاثنين، وازداد الوضع سوءا بعد تدخل الشرطة، التي بادرت باعتقال عدد من الطلاب.

– جامعة مينيسوتا: احتجاز 9 طلاب، وتفكيك مخيم المحتجين.

-جامعة ولاية أوهايو: أقام المحتجون مخيم احتجاج داخل الحرم الجامعي، فتدخلت الشرطة وفككت المخيم واعتقلت عدة متظاهرين.

– جامعة نورث ويسترن في إيفانستون بإيلينوي: احتج أكثر من 200 طالب، وأقاموا مخيما داخل الحرم الجامعي الخميس، ثم ما لبثت الشرطة أن تدخلت واعتقلت بعضهم، وفككت مخيمهم.

– جامعة واشنطن في سانت لويس: تدخلت الشرطة وفككت اعتصاما للطلاب يوم الأربعاء.

– جامعة كونيتيكت: اعتقال طالب واحد على الأقل يوم الخميس.

– جامعة نيويورك في مانهاتن: اعتقال عشرات الطلاب يوم الاثنين.

– جامعة ييل: اعتقال أكثر من 40 طالبا بعد احتجاج المئات من الطلاب ضد مجازر إسرائيل.

– هارفارد بماساشوستس: أقام الغاضبون مخيم احتجاج.

– جامعة براون يف رود آيلاند: احتجاجات طلابية يوم الأربعاء، والسلطات تهدد بعقوبات.

– جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس: أقام الطلاب خيم احتجاج بداخل الحرم الجامعي.

– جامعة كورنيل بنيويورك: إقامة مخيم احتجاج بالحرم الجامعي، ومسؤولو الجامعة يهددون المحتجين بعقوبات في حال استمرار نصب الخيام.

– جامعة جورج واشنطن: أقام الطلاب مخيم احتجاج، وإدارة الجامعة تستنجد بشرطة العاصمة لتفكيك المخيم.

– جامعة بنسلفانيا: احتجاجات طلاب وإعلانهم نيتهم إقامة مخيم اعتصام داخل حرم الجامعة.

– معهد ماساشوستس للتكنولوجيا: محاصرة الشرطة لمخيم الطلبة المحتجين.

وإلى جانب هذه الجامعات البارزة، أكدت نيويورك تايمز أن جامعات ومعاهد وكليات أخرى شهدت احتجاجات طلابية ضد مجازر إسرائيل، ومن بينها المدرسة الجديدة في مانهاتن، جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وجامعة ميشيغان، وجامعة كارولينا الشمالية في شارلوت، وجامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل، وجامعة رايس في هيوستن، وجامعة بيتسبرغ، وكلية سوارثمور في بنسلفانيا.

بالإضافة إلى كل من جامعة فلوريدا في غينزفيل، وجامعة ميريلاند في كوليدج بارك، والجامعة الأميركية بواشنطن، وجامعة تكساس في دالاس، وجامعة تكساس في سان أنطونيو، وجامعة نيو مكسيكو، وكذلك جامعة تكساس في أرلينغتون، وجامعة جنوب ماين في بورتلاند، وجامعة بوردو في غرب لافاييت بولاية إنديانا، وجامعة لويولا في شيكاغو، وجامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا.

كما عمت الاحتجاجات جامعة تافتس في ميدفورد، وجامعة ولاية ميشيغان في إيست لانسينغ، وجامعة ديلاوير، وسيتي كوليدج أوف نيويورك في مانهاتن، وجامعة ولاية فلوريدا.

المصدر : نيويورك تايمز + الجزيرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار