البابور الموقع العربي

مآسي جديدة تعصف بفلسطينيي سوريا في تركيا

94

عمر القيصر
تعيش العوائل الفلسطينية المهجرة قسرا من المخيمات الفلسطينية في سوريا اوضاعا صعبة للغاية من الجوانب الصحية والتعليمية والمهنية والإنسانية، فقد انهكت الحياة الصعبة في تركيا معظمهم ومزقت الظروف المعيشية معظم العائلات.
طقس جديد من طقوس النزوح والنكبة عصف بنا بعد تهجيرنا من بيوتنا وما إن وصلنا للشمال السوري حيث كانت أنظار معظم المهجرين بإتجاه تركيا باعتبارها الملاذ الآمن ولن اخفيكم كم تكلفة العبور عبر تجار البشر باهظة الثمن لتبدأ بعدها أفق المجهول بين إكمال رحلة التهجير بإتجاه أوروبا عبر قوارب الموت لمن استطاع إليها سبيلا.
.ومن لا يملك المال للمهربين عاش في خيام لا تقي حر الشمس ولا برد الشتاء في الشمال السوري، وكما تتابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ظروفهم الصعبة في الخيام وعن حجم الاحتياجات اليومية.
أما من حالفه الحظ وتمكن من عبور الجدار الحدودي الفاصل فإعتبره البعض أنه من الناجين إلى الحياة في تركيا ومن تابع مسيرته بإتجاه أوروبا فيعتبر من الأثرياء حيث تكلفة العبور لليونان ثم دول أوروبا تصل إلى عشرة آلاف يورو للفرد الواحد هذا إن نجا من الموت.
بعد أحداث كورونا التي عصفت بالعالم ولم تستطع دولا أن تبقى صامدة أمام الوضع الاقتصادي المزري المستمر منذ ثلاثة أعوام بات من المستحيل البقاء في تركيا بسبب الاحتياجات الخاصة في تأمين الغذاء والدواء ودفع أجور المنازل الباهظة في ظل توقف معظم الأعمال والأشغال وارتفاع أسعار السلع عامة.

مؤخرا طالبت معظم العائلات الفلسطينية عبر سفارة دولة فلسطين إستصدار جوازات سفر بدون دفع الرسوم التي تصل إلى خمسين يورو للجواز الواحد وبعد طول انتظار مؤخرا أتى الرد من سلطة راما الله بالرفض لأي من العائلات وعدم منح اي شخص جواز سفر بدون رسوم وكأن سلطتنا ستمنحنا جواز السفر الكاريبي علما بأن جواز السفر لا يمنحنا حق الدخول أو فيز لمعظم الدول التي يحلم بالوصول لها أي لاجئ ضاقت به السبل. لك ان تتخيل بأن متوسط عدد أفراد الأسرة خمس أشخاص وهذا يعني بأنهم يحتاجون فقط 250 يورو رسوم للحصول على جواز سفر وأنهم يحتاجون مبلغ لا يقل عن 250 يورو أجور تنقل من ولايتهم إلى العاصمة أنقرة لتسليم الأوراق بيد أن سفارة السلطة طلبت أوراق ثبوتية من العاصمة دمشق مصدقة من الخارجية والسفارة هناك تكلفتها أيضا مشابهة حتى تصل إليهم في تركيا لان معظم اللاجئين ليس لديهم إثبات بسبب ظروف التهجير القسري التي عصفت بنا.
إذن تحتاج الأسرة ما يقارب ألف يورو للحصول على جواز سفر أقرب ما يمكن تشبيهه بهوية شخصية فقط لا يسمن ولا يغني من جوع
حدثني عدد كبير من اللاجئين عن ظروفهم الصعبة فقد تشابهت الظروف لدى معظم العوائل وبعضهم في صوته لوم كبير عن غياب تام لدور السلطة الفلسطينية من تقديم مساعدات إنسانية أو إجراء عمليات جراحية للحالات الصعبة جدا أو حتى على المستوى الدبلوماسي كأن يتم العمل مع السلطات التركية بإعطاء بطاقات الحماية المؤقتة للاجئين أسوة بإخوتهم من السوريين الذي دخلوا بنفس الطريقة وحصلوا على كيملك حماية مؤقتة ومنهم من رفع سقف أحلامه إلى الحصول على الجنسية التركية لو فعلا كان هناك تعاون دبلوماسي جاد لإنقاذ اللاجئين الفلسطينيين.
وعلى المستوى التعليمي يتسائل الكثير عن مِنح دراسية وعن علاقة السفارة الفلسطينية بالدول الأخرى حول إرسال الطلبة الفلسطينيين للدراسة في الدول العربية أو الشرقية أو الغربية كما عهدنا ذلك في السابق لابناء المسؤولين الفلسطينيين . فمعظم الاهالي يعانون من رسوم التسجيل في الجامعات التركية ودفع رسوم للحصول على مقعد دراسي لأبنائهم مما جعل الأبناء ضحايا للحرب والهجرة ليجدوا أنفسهم بلا علم ولا مستقبل علمي.
وعلى المستوى الصحي يتم بين ألحين والآخر نشر منشورات عن حالات صحية صعبة لأشخاص يحتاجون لإجراء عمليات جراحية في المشافي الخاصة لعدم امتلاكهم كيملك أو رفض دخولهم بالمشافي العامة لأسباب كثيرة فيتم جمع مبالغ مالية عن طريق المهجرين في الخارج وهذا الأمر تكرر كثيرآ مما زاد من غياب تام للسلطة التي يجب أن تكون أولى مهامها متابعة رعاياها وأي رعايا، الرعايا الذين قضوا حياتهم بلا وطن وبلا أي استقرار أو أدنى حياة يحلم بها أي إنسان.

الكثير من المغتربين يموت قهرا والسبب هو التفكير بأن يعيش حياة كريمة دون أن يكون عنده هموم متتابعة لا تنتهي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار