البابور الموقع العربي

(فيديوهات) بطون الصّامدين تقرع.. المجاعة تتعمق شمال القطاع والعالم يتفرّج

177

غزة – تقرير إخباري

بطون الصامدين في غزة وشمال القطاع عادت تُقرع من جديد في ظل حصار خانق يفرضه الاحتلال الذي يسعى لتحقيق أهداف الحرب الإجرامية التي فشل بتحقيقها عبر الآلة العسكرية ويريد أخذها عبر الحصار والتجويع.

“مش ملاقين شيء نوكله”، نداء من ضمن مجموعة من النداءات التي يطلقها المحاصرين في ظل اشتداد المجاعة عليهم، حيث تعمد الاحتلال منع ادخال أصناف المواد الأساسية ليزيد عذاباتهم.

وكالة شهاب تجولت في شوارع مدينة غزة، ورصدت هموم الناس ومعاناتهم المتمثلة بعودة المجاعة وسط تكتم إعلامي كبير. 

 لا يوجد طعام

الحاجة أم محمد شمال قطاع غزة، قالت إنه لا يوجد طعام في شمال قطاع غزة مطلقًا في ظل استمرار حرب الإبادة المستمرة حتى الآن. وأكدت، أنها قامت بشراء ورق توت لعدم توفر أي نوع من أنواع الطعام شمال القطاع.

وتابعت “لا يوجد في منازل المواطنين المدمرة غير الطحين فقط، وهذا يؤثر على الكبار والصغار ويجعلهم يعانون من أمراض، فهم يحتاجون لعناصر غذائية أخرى”.  

وأوضحت الحاجة أم محمد أن ابنها في الجنوب كان يصرف عليها، ولكن الأمور طالت عليها ما دفعها للعمل على بسطة، مبينة أنه لا يوجد طعام تقوم بشرائه ولا أحد من الدول العربية يسأل عن حال أهل غزة.

 المجاعة عادت بقوة

وقال المواطن محمد عبد الله، إن المجاعة عادت من جديد لشمال قطاع غزة، وهي أصعب مما كانت عليه في السابق.  وتابع ” لا يوجد خضار ولا فواكه، كل ما هو متواجد فقط معلبات”، مشيرًا إلى أن المعلبات تصيب المواطنين بأمراض وعلى رأسهم مرض الريقان. 

وأوضح عبد الله أن الأطفال يصابون كل يوم بمرض، والوضع يؤثر عليهم بشكل كبير، مطالبًا المعنيين بإدخال الخضار واللحوم والطعام بمختلف أنواعه لسكان غزة و شمال القطاع، لأن الوضع خطير جدًا.   

الأمراض تنتشر

وفي أحد الشوارع قابلت المواطن علي مرعي، وقال إن شوارع قطاع غزة فارغة من الطعام، نبحث عن طعام للصائمين في هذه الأيام المباركة ولا نجد علبة جبنة صغيرة. وبين أن المعلبات أثرت بشكل كبير على صحة المواطنين لا سيما الأطفال منهم، مشيرًا إلى أن الأمراض انتشرت بشكل كبير ولا يوجد أي طعام صحي لأهل شمال غزة من أجل سد جوع بطونهم. 

فصول المعاناة

تتواصل تحديدًا في غزة وشمال القطاع، لا سيما المجاعة التي عادت من جديد، المؤشرات التي نشرتها المؤسسات الدولية تكشف حجم المعاناة الكبيرة التي يتغاضى عنها العالم ولا يحرك ساكنا حولها، لتغيب الانسانية عندما يتعلق الأمر في غزة.

المجاعة تعود إلى شمال قطاع غزة مجددًا

لم يعد يخفى على أحد في العالم، أن الاحتلال “الإسرائيلي” يستخدم أسلوب التجويع كأداة حرب ضد سكان قطاع غزة، منذ بدء عدوانه الوحشي قبل أكثر من ثمانية أشهر.

ويعاني المواطنون خصوصًا في شمال قطاع غزة، مؤشرات المجاعة من جديد بشكل واضح؛ وذلك جراء أسلوب التجويع الذي لا يزال الاحتلال يتبعه خلال هذه الحرب.

ويغلق الاحتلال، المعابر، ويطبق حصاره للقطاع، ويقطع الإمدادات الغذائية والسلع الأساسية والمياه والدواء والكهرباء، ويقصف ويدمر كل مقومات البقاء على قيد الحياة وسبل العيش، وفي مقدمتها المستشفيات ومرافق تقديم الرعاية الصحية.

“تسهيلات وهمية”

قبل أسابيع، حذرت العديد من المنظمات والهيئات الدولية وفي مقدمتها برنامج الغذاء العالمي ومنسق الشئون الإنسانية من تعرض سكان محافظتي غزة وشمال غزة لمجاعة حقيقية، عندما اشتدّت حرب التجويع وتجلت صورها في حينه من خلال لجوء المواطنين لطحن الأعلاف وحبوب الحيوانات لسد جوعهم وإطعام أطفالهم،

وبدأت تتوالى المطالبات الدولية والتصريحات الأمريكية الداعية لضرورة إدخال المساعدات وإنقاذ شمال غزة من مجاعة محققة. كعادته قام الاحتلال بالالتفاف على هذه المطالب، إذ عمل على كسر حدة المجاعة مؤقتًا وتأخير وقوعها والسعي لتجميل صورته عبر تسهيلات سطحية وغير حقيقية بإدخال بعض شحنات المساعدات وغالبيتها محملة بالطحين، وتم فتح عدد محدود من المخابز باشراف برنامج الغذاء العالمي.

بناءً على تلك “التسهيلات الوهمية” اختفت المطالبات الأممية والتحذيرات الدولية من المجاعة، وكأنّ أسبابها انتهت ولم تعد قائمة، رغم أن الاحتلال منذ شهر يمنع إدخال السلع الأساسية مثل: السكر والزيوت والحليب والقمح والفواكه واللحوم والبيض وغيرها.  كما يقنن الاحتلال دخول الخضروات بكميات يجعلها باهظة الثمن ولا يستطيع غالبية المواطنين شراءها، فضلا عن استمرار منعه إدخال الغاز والوقود منذ بداية العدوان.

“مجاعة حقيقية”

وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن هذا الواقع يشي بأن وقوع المجاعة في شمال القطاع بات أمرًا محققًا. وذكر أن مؤشرات سوء التغذية التي ظهرت على جميع سكان شمال القطاع، أحد دلائل وقوع هذه المجاعة؛ وذلك نظرا لعدم توفر مصادر الغذاء وفقما يحتاج الإنسان الطبيعي من كميات ونوعيات.

وطالب “المكتب الإعلامي الحكومي” الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لوقف حرب التجويع، وإدخال احتياجات المواطنين في شمال غزة.

وفي نفس الوقت، أكد “المكتب الإعلامي” أن كل حديث عن تسهيلات وزيادة أعداد شاحنات المساعدات هو ذر للرماد في العيون وتزييف للواقع، مشيرا إلى أنه أوضح ذلك سابقا بكشف أعداد ونوعيات شاحنات المساعدات التي دخلت شمال غزة، وكيف أنها بلغت طوال شهر كامل ٤١٩ شاحنة فقط.

شهاب نيوز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار