البابور العربي – متابعات
لم يحدث قط أن قتل هذا العدد الضخم من الصحفيين في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة، لكن في قطاع غزة حطم الاحتلال “الإسرائيلي” رقما قياسيا لم تسجله الحروب العالمية.
في حرب “الإبادة الجماعية” المستمرة منذ 300 يوم، قتل الاحتلال 165 صحفيا وأصاب العشرات، آخرهم الزميلين الصحفيين في قناة الجزيرة، الاعلامي المراسل الشهيد إسماعيل الغول والمصور الصحفي الشهيد رامي الريفي.
اغتيال الغول والريفي
حسب المصادر الرسمية، اغتال الاحتلال الزميلين الغول والريفي، الأربعاء 31 يوليو/ تموز 2024، بقصف استهدفهما في أثناء وجودهما في سيارتهما بمدينة غزة بجوار منزل الشهيد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية المدمر في مخيم الشاطئ في أثناء وجود عدد من الصحفيين.
وقد تعرض إسماعيل الغول للاغتيال بعد استجابته مع فريقه لطلب الإخلاء من الموقع، حيث تعرضت سيارته لقصف “إسرائيلي” بعد مغادرته الموقع، ليستشهد على الطريق، هو والمصور المرافق له الريفي.
وقال جهاد الغول (شقيق الشهيد إسماعيل) إن الاحتلال يستهدف من يقول الحقيقة وينقل صورة معاناة الناس في قطاع غزة.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي قرر أن يغتال شقيقه وهو ينقل الصورة من أمام منزل الشهيد إسماعيل هنية، مشيراً إلى أنه لا رسالة لديه للعالم، لأن “العالم لم يتحرك لوقف المجزرة المستمرة في غزة منذ أشهر”.
إدانات محلية ودولية
وعقب استشهاد الزميلين الغول والريفي، أدان المكتب الإعلامي الحكومي بأشد العبارات استهداف وقتل الاحتلال “الإسرائيلي” للصحفيين الفلسطينيين.
وحمل المكتب الإعلامي، الاحتلال، كامل المسؤولة عن ارتكاب هذه الجريمة النَّكراء، مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وذات العلاقة بالعمل الصحفي في العالم إلى ردع الاحتلال وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة والضغط عليه لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف جريمة قتل واغتيال الصحفيين الفلسطينيين.
بدوره، استنكر الاتحاد الدولي للصحفيين استهداف “إسرائيل” الصحفيين إسماعيل الغول ورامي الريفي. وطالب بوقف الجرائم ضد الإعلاميين والصحفيين في غزة على الفور، مستطردا : “كلما أسرعت المحكمة الجنائية الدولية في التحقيق في قتل الصحفيين كان ذلك أفضل”.
استهداف متواصل ومتعمد
وكان الشهداء الصحفيون آخرهم الزميلين الغول والريفي، قد نقلوا عبر تقاريرهم المتواصلة على مدى العدوان، مشاهد للجرائم والمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، يستهدف الاحتلال الصحفيين كافة، لا سيما طواقم الجزيرة، ففي يناير/كانون الثاني الماضي، استشهد الصحفي حمزة الدحدوح (نجل الزميل وائل الدحدوح) في قصف إسرائيلي استهدف صحفيين غرب خانيونس جنوبي قطاع غزة.
كما ارتقى بقصف للاحتلال مصوِّر الجزيرة سامر أبو دقة في ديسمبر/كانون الأول الماضي في خان يونس.
وفي فبراير/شباط الماضي، أصيب بقصف للاحتلال مراسل الجزيرة إسماعيل أبو عمر والمصور أحمد مطر في منطقة ميراج شمال مدينة رفح. مجازر غير مسبوقة
وبحسب تقرير نشره موقع “الجزيرة نت” خلال العدوان المتواصل على غزة، جاء أنه “لم يحدث قط أن قتل هذا العدد الكبير من الصحفيين في مثل هذا الوقت القصير، لا في الحربين العالميتين، ولا أثناء الحروب في فيتنام والبوسنة والعراق وأفغانستان، ولا حتى في أوكرانيا، ولم يسبق أن كان الصراع مميتا إلى هذا الحد بالنسبة لمهنة إعداد التقارير”. وتعد هذه الخسائر هي الأكبر بالنسبة للصحفيين في تاريخ الحروب الحديثة.
وكان موقع “ميديا بارت” قد قام بالتحقيق في مأساة 81 صحفيا استشهدوا في غزة وجنوب لبنان منذ بدء حرب الاحتلال على غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وذكّر الموقع -في تحقيق مشترك بين يونس أبزوز ورشيدة العزوزي- أن قتل الصحفيين هو أحد أخطر الأسلحة لقمع الحقيقة، وأن استهدافهم عمدا يعد جريمة حرب،
وعلى هذا الأساس تقدمت منظمة مراسلون بلا حدود غير الحكومية بشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة “جرائم الحرب المرتكبة ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة، وضد صحفي إسرائيلي”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها “إسرائيل” الصحفيين عمدا في قطاع غزة، ففي عام 2018، قدمت مراسلون بلا حدود أول شكوى بعد إطلاق قناصة إسرائيليين النار على صحفيين فلسطينيين خلال “مسيرة العودة الكبرى” في غزة،
كما وثقت لجنة حماية الصحفيين، على مدى العقدين الماضيين، ما لا يقل عن 20 جريمة قتل لصحفيين ارتكبها أفراد من جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، وفي كل مرة يتم الإفلات من العقاب. قتل الحقيقة ورغم وضوح هذه الجرائم وتعمد ارتكابها بحق الصحفيين الذين يرتدون السترات والإشارات الدالة على مهنتهم، إلا أن الاحتلال “الإسرائيلي” يفلت من العقاب دائما، رغم المطالبات الحثيثة بذلك.]
وفي سياق متصل، أعرب علاء سكافي مدير مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، عن أسفه إزاء الاستهداف الممنهج الذي يطال الصحفيين في قطاع غزة، وقال سكافي في تصريحات تابعتها وكالة (شهاب) للأنباء إن الاحتلال يستهدف الصحفيين الذين يوثقون حلقات الإبادة الجماعية الممارسة في قطاع غزة، لقتل الحقيقة وعدم نقل الكلمة والصورة.
وأضاف أن الاحتلال يحاول قتل الرواية والسردية الفلسطينية بالشكل المطلوب ومنع نقلها للعالم، مؤكدا أن استهداف الصحفيين من أهم الجرائم التي تفصح انتهاكات الاحتلال بحق شعبنا.
وتابع إن الصحفيين يتلقون أخبار قتل زملائهم بحزن شديد “كأنهم ينتظرون متى يأتي دور استهدافهم من قبل هذا الاحتلال” الذي يبدو أن لديه سياسة ممنهجة لقتلهم بسبب عملهم في هذه المهنة.
وبحسب سكافي، الاحتلال يستهدف الصحفيين عبر سياسة رسمية ممنهجة معتمدة من الحكومة، حيث أصبحت سترات الصحافة التي يرتدونها خلال تغطيتهم لجرائم الاحتلال، علامات لاستهدافهم وليس لحمايتهم.
وذكر مدير مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، أن الاحتلال ماض في جرائمه في ظل عدم محاسبته وصمت المؤسسات التي تعنى في حقوق الصحفيين، داعيا إياها للقيام بدورها في الضغط على الاحتلال لوقف المجازر بحق الصحفيين والشعب الفلسطيني.
المكتب الإعلامي الحكومي ينشر تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ300:
◻️ (300) يوماً على حرب الإبادة الجماعية.
◻️ (3,457) مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال.
◻️ (49,480) شهيداً ومفقوداً.
◻️ (10,000) مفقودٍ.
◻️ (39,480) شهداء ممن وصلوا إلى المستشفيات.
◻️ (16,314) شهيداً من الأطفال.
◻️ (35) استشهدوا نتيجة المجاعة.
◻️ (10,980) شهيدة من النساء.
◻️ (885) شهيداً من الطواقم الطبية.
◻️ (79) شهيداً من الدفاع المدني.
◻️ (165) شهيداً من الصحفيين.
◻️ (7) مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات.
◻️ (520) شهيداً تم انتشالهم من 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات.
◻️ (91,128) جريحاً ومُصاباً.
◻️ (69%) من الضَّحايا هم من الأطفال والنساء.
◻️ (168) مركزاً للإيواء استهدفها الاحتلال الإسرائيلي.
◻️ (17,000) طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما.
◻️ (3,500) طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء.
◻️ (12,000) جريح بحاجة للسفر للعلاج في الخارج.
◻️ (10,000) مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة للعلاج.
◻️ (3,000) مريض بأمراض مختلفة يحتاجون للعلاج في الخارج.
◻️ (1,737,524) مصاباً بأمراض معدية نتيجة النزوح.
◻️ (71,338) حالة عدوى التهابات كبد وبائي بسبب النزوح.
◻️ (60,000) سيدة حامل تقريباً مُعرَّضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية.
◻️ (350,000) مريض مزمن في خطر بسبب منع إدخال الأدوية.
◻️ (5,000) معتقل من قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية.
◻️ (310) حالات اعتقال من الكوادر الصحية.
◻️ (36) حالة اعتقال صحفيين ممن عُرفت أسماؤهم.
◻️ (2) مليون نازح في قطاع غزة.
◻️ (198) مقراً حكومياً دمرها الاحتلال.
◻️ (117) مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل كلي.
◻️ (332) مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل جزئي.
◻️ (107) علماء وأساتذة جامعات وباحثين أعدمهم الاحتلال.
◻️ (610) مساجد دمرها الاحتلال بشكل كلي.
◻️ (211) مسجدًا دمرها الاحتلال بشكل جزئي.
◻️ (3) كنائس استهدفها ودمرها الاحتلال.
◻️ (150,000) وحدة سكنية دمرها الاحتلال كلياً.
◻️ (80,000) وحدة سكنية دمرها الاحتلال غير صالحة للسكن.
◻️ (200,000) وحدة سكنية دمرها الاحتلال جزئياً.
◻️ (82,000) طن متفجرات ألقاها الاحتلال على قطاع غزة.
◻️ (34) مستشفى أخرجها الاحتلال عن الخدمة.
◻️ (68) مركزاً صحياً أخرجه الاحتلال عن الخدمة.
◻️ (162) مؤسسة صحية استهدفها الاحتلال.
◻️ (131) سيارة إسعاف استهدفها الاحتلال.
◻️ (206) مواقع أثرية وتراثية دمرها الاحتلال.
◻️ (3,030) كيلو متر أطوال شبكات الكهرباء دمرها الاحتلال.
◻️ (34) منشأة وملعباً وصالة رياضية دمرها الاحتلال.
◻️ (700) بئر مياه دمرها الاحتلال وأخرجها عن الخدمة.
◻️ (33) مليار دولار الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة الجماعية.
المصدر: وكالة شهاب