البابور الموقع العربي

حرب الإبادة الإسرائيلية الأكثر دموية.. نفاد خيارات العدو للقضاء على حماس

89

البابور العربي – متابعات
كشف مسؤولون أمريكيون كبار لصحيفة نيويورك تايمز أن العملية العسكرية في قطاع غزة شارفت على الانتهاء بعد أن “حققت إسرائيل كل ما في وسعها عسكرياً دون القضاء على حماس بالكامل”، مؤكدين أن استمرار القصف على القطاع لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر على المدنيين.

وجاءت تصريحات المسؤولين مع تسابق إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإعادة مفاوضات وقف إطلاق النار إلى مسارها، إذ أوضح عدد من مسؤولي الأمن القومي أن “الجيش الإسرائيلي أعاق حماس بشدة، لكنه لن يتمكن أبداً من القضاء عليها”، حسب ما نقلته الصحيفة.

ووفق الصحيفة، “زعم الجيش الإسرائيلي أنه نجح في القضاء على نصف قيادات كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، بما في ذلك القائدان الرئيسيان محمد ضيف ومروان عيسى”.

وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الأسبق، جوزيف فوتيل، إنه على “مدار الأشهر العشرة الماضية، تمكنت إسرائيل من عرقلة حماس وقتل عدد من قادتها والحد بشكل كبير من التهديد الذي كان قائماً”، لكنه اعتبر أن “إطلاق سراح الرهائن لا يمكن تأمينه إلا من خلال المفاوضات”. ووفقاً لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين حاليين وسابقين، فإن “أحد أكبر الأهداف المتبقية لدى إسرائيل، هي إعادة نحو 115 رهينة حياً وميتاً، ما زالوا محتجزين في غزة، لا يمكن تحقيقه عسكرياً”.

هذه الادعاءات نفاها القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، الخميس في بيان نشرته الحركة عبر موقعها الإلكتروني إثر تصريحات أدلى بها حمدان خلال مقابلة مصوّرة مع وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية من العاصمة القطرية الدوحة، وقال، إن “ما تروّج له وسائل إعلام عن صعوبة التواصل مع قيادة الحركة وعلى رأسها رئيسها يحيى السنوار، غير صحيح”، مؤكداً كذلك أن محمد الضيف، القائد العسكري لكتائب القسام “بخير”.

“الحرب الأكثر فشلاً في التاريخ”

واليوم الخميس، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك قوله، إن نتنياهو أغرق إسرائيل مرتين، مرة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ومرة في طريقة إدارة الحرب “الأكثر فشلاً بالتاريخ”.

وقال باراك: “أتوقع أن يطالب فريق التفاوض نتنياهو بطرح القرارات على الكابينت، هذه هي بنية النظام في إسرائيل”، مشدداً على أنه “لا يجوز لنتنياهو أن يتخذ كل القرارات بنفسه، فهو غير مخول بذلك، وإذا استمر نتنياهو في الرفض، أتوقع منهم أن يخاطبوا الجمهور أيضاً علناً”.

وبحسب “نيويورك تايمز” انفجرت التوترات داخل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى العلن مرة أخرى هذا الأسبوع، بعد أن ذكرت وسائل الإعلام أن غالانت شكك في هدف رئيس الوزراء المتمثل في “النصر الكامل” على حماس في اجتماع مغلق، إذ يشارك أوستن ومسؤولون آخرون في إدارة بايدن غالانت وجهة نظره، بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي يعيد الرهائن “هو في مصلحة إسرائيل”، في حين سبق أن ردّد نتنياهو مراراً أن أبرز أهداف الحرب هي “القضاء على حركة حماس وتدميرها بالكامل”.

لكن أصبح قادة إسرائيل يقولون إن الهدف المتمثل في القضاء على حماس ليس واقعياً، وتكررت تصريحات سابقة من مسؤولين إسرائيليين يقرون باعترافهم صعوبة هزيمة حماس إذ قال رئيس حزب “معسكر الدولة” الإسرائيلي، بيني غانتس، في تصريح له يونيو/حزيران الماضي إن “حماس فكرة لا يمكن تدميرها، ولكن بإمكاننا القضاء على قدراتها”.

فضلاً عن رئيس الأركان الأسبق غادي آيزنكوت الذي صرح أن “حماس فكرة ستقاتلها إسرائيل لسنوات عديدة قادمة”. وكان أكد أيضاً المتحدث بالجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن “إعادة جميع المحتجزين بقطاع غزة لن يكون عبر العمليات العسكرية”.

وأشار مسؤولون أمريكيون لنيويورك تايمز إلى أن إحدى المشكلات الأخرى لإسرائيل تتمثل في فشلها بتدمير الأنفاق، إذ أثبتت شبكة الأنفاق أنها أكبر بكثير مما توقعته إسرائيل، وتظل وسيلة فعالة لحماس لإخفاء قادتها ونقل مقاتليها.

وقال رالف جوف، المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الذي خدم في الشرق الأوسط، “إن حماس أُنهكت إلى حد كبير، لكنها لم تُمحَ، وربما لا يتمكن الإسرائيليون أبداً من تحقيق تدمير حماس بشكل كامل”.

وأدى عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى تجاوز عدد الشهداء في القطاع 40 ألف شهيد، بينما اعتبرت صحيفة “هآرتس” العبرية في تحقيق لها نشر أمس الأربعاء أن الحرب الإسرائيلية على القطاع تقع ضمن أكثر الحروب دموية منذ بداية القرن، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل الكثير من الفلسطينيين في المناطق التي سبق وأعلن أنها “آمنة”.

وتستضيف قطر مفاوضات بشأن وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بعد أكثر من 10 أشهر من العدوان الإسرائيلي على غزة، وأعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل إرسال وفود إلى قطر للمشاركة في المفاوضات التي يفترض أن يحضرها أيضاً ممثلون عن الحكومتين المصرية والقطرية الوسيطتين إلى جانب واشنطن، في ظل تصعيد إقليمي بين إسرائيل من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى.

TRT عربي – وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار