ما بعد استشهاد السنوار.. تصعيد المقاومة واستنزاف العدو الإسرائيلي
تكلفة الدم والمقاومة على الكيان الصهيوني والتداعيات الاقليمية والدولية
البابور العربي – خاص
قد يُعتبر اغتيال الشهيد القائد يحيى السنوار انتصارًا تكتيكيًا للعدو الإسرائيلي، إلا أن تأثيراته السلبية المحتملة قد تكون كبيرة، سواء على الصعيد الأمني الداخلي، أو من حيث التصعيد العسكري، كما أنها تحمل العديد من المخاطر والتأثيرات السلبية التي يمكن أن تنعكس على العدو الاسرائيلي على المدى القصير والطويل. فيما يلي بعض التأثيرات السلبية المحتملة:
تصعيد العمليات العسكرية والمقاومة:
تكثيف ردود الفعل: اغتيال قائد بحجم يحيى السنوار سيؤدي على الأرجح إلى تصعيد فوري في العمليات العسكرية من قبل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” والفصائل الأخرى. قد تطلق المقاومة الفلسطينية المزيد من الصواريخ، وتنفذ عمليات نوعية ضد أهداف إسرائيلية، مما يزيد من تكاليف المواجهة للعدو.
حرب طويلة الأمد: العملية قد تدفع حماس إلى تبني استراتيجيات حرب استنزاف طويلة الأمد، مما يؤدي إلى إطالة أمد الصراع وتصعيد مستمر في المواجهة العسكرية، وهو ما قد يكون مكلفًا ومربكًا للعدو الإسرائيلي من الناحية الاقتصادية والأمنية.
تأجيج الروح المعنوية للمقاومة:
تضامن الفصائل: الاغتيال قد يوحد الفصائل الفلسطينية، ويعزز التضامن بينها للرد بشكل موحد. هذا قد يقود إلى عمليات مشتركة تزيد من الضغط على إسرائيل في عدة جبهات، مثل الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى الجبهات الخارجية.
استشهاد قائد كرمز: الشهيد يحيى السنوار كان يعتبر رمزًا للصمود والمقاومة. اغتياله قد يزيد من عزيمة المقاومين الفلسطينيين ويجعل من السنوار شهيدًا ورمزًا يحفز المزيد من الشباب للانخراط في المقاومة.
تصاعد الانتفاضة في الضفة الغربية:
تحفيز الانتفاضة: اغتيال قائد بارز مثل السنوار قد يشعل فتيل انتفاضة جديدة في الضفة الغربية، حيث يتزايد الغضب الشعبي والمقاومة المسلحة. قد تواجه إسرائيل تصعيدًا في العمليات المسلحة والهجمات الفردية من الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس.
انتقال المواجهة إلى مناطق جديدة: العملية قد تدفع الجبهة الفلسطينية في الضفة الغربية لتبني مزيد من العنف والمقاومة المسلحة، مما يزيد من العبء الأمني على قوات الاحتلال الإسرائيلي.
تأزيم الوضع الأمني الداخلي:
ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي: الاغتيال قد يعزز حالة التوتر والخوف داخل المجتمع الإسرائيلي، خصوصًا مع تزايد العمليات الانتقامية من حماس والفصائل الفلسطينية. زيادة الهجمات الصاروخية والهجمات الفردية قد تزيد من حالة انعدام الأمن داخل المدن الإسرائيلية.
زيادة التكلفة البشرية: قد تؤدي هذه المواجهات المستمرة إلى سقوط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف الجنود والمستوطنين، مما يعمق من أزمة الحكومة الإسرائيلية ويزيد من غضب الرأي العام الداخلي.
تأثيرات دبلوماسية سلبية:
تدهور العلاقات الدولية: اغتيال قادة سياسيين وعسكريين لحركة مقاومة مثل السنوار يمكن أن يُعتبر من قبل المجتمع الدولي كعمل استفزازي يخرق القوانين الدولية. هذا قد يزيد من الانتقادات الموجهة لإسرائيل ويضر بعلاقاتها مع دول مهمة، خاصة في أوروبا والدول الإسلامية.
ردود فعل عربية وإسلامية: اغتيال قائد بحجم السنوار يمكن أن يؤدي إلى زيادة الغضب الشعبي والرسمي في العالمين العربي والإسلامي. هذا قد يعيد تفعيل جبهات سياسية وعسكرية ضد إسرائيل في دول أخرى كلبنان أو العراق أو حتى إيران، ويزيد من الضغط على إسرائيل في الساحة الدولية.
إضعاف فرص التسوية السياسية:
تعقيد مسار السلام: الاغتيال قد يقضي على أي آمال في التوصل إلى تسوية سياسية في المدى القريب. حماس التي كانت قد دخلت في بعض الأوقات في محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، قد تجد نفسها مضطرة للتشدد والابتعاد عن أي مسار سلمي نتيجة لمقتل أحد قادتها الرئيسيين.
تجميد المحادثات الدولية: الدول الداعمة لعملية السلام قد تجد صعوبة أكبر في إقناع الفصائل الفلسطينية بالدخول في محادثات أو تهدئة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية في المنطقة ويؤدي إلى مزيد من الجمود.
تفاقم الوضع الاقتصادي:
التكاليف الاقتصادية للمواجهة: استمرار العمليات العسكرية والتصعيد قد يكلف إسرائيل خسائر اقتصادية كبيرة، سواء من خلال الأضرار المادية نتيجة الهجمات الصاروخية أو نتيجة تجنيد المزيد من الجنود وتخصيص ميزانيات كبيرة لتعزيز الأمن.
التأثير على السياحة والاستثمار: تدهور الوضع الأمني وتصاعد الأعمال العدائية يؤثر سلبًا على السياحة والاستثمار الأجنبي في إسرائيل، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية طويلة الأمد.
تحفيز حلفاء المقاومة:
تحريك جبهات إقليمية: اغتيال شخصية مثل السنوار قد يدفع حلفاء حماس الإقليميين، مثل إيران وحزب الله، إلى تصعيد المواجهة مع العدو الإسرائيلي الصهيوني. يمكن أن نرى زيادة في الدعم العسكري أو حتى تحركات عسكرية في جبهات جديدة.
إشعال جبهات متعددة: بالإضافة إلى غزة، قد نرى تصاعدًا في المواجهات على الجبهة اللبنانية أو حتى في الجولان، مما يزيد من تعقيد الحسابات الأمنية للعدو الإسرائيلي.
إضعاف الثقة في القدرات الإسرائيلية:
فشل استراتيجي: رغم نجاح العدو الإسرائيلي في اغتيال السنوار، إلا أن الردود الانتقامية من حماس والفصائل الفلسطينية يمكن أن تُظهر ضعفًا في الردع الإسرائيلي وقدرة إسرائيل على الحفاظ على أمنها. قد يُفهم الاغتيال على أنه محاولة يائسة لتوجيه ضربة لقادة المقاومة، لكنه يفشل في إيقاف المقاومة فعليًا.
تنامي النقد الداخلي: الاغتيال قد يثير موجة من النقد الداخلي ضد قيادة العدو الإسرائيلي التي قد تُتهم بتصعيد الصراع وتوريط العدو الاسرائيلي في مواجهات مكلفة وطويلة دون جدوى حقيقية.