البابور الموقع العربي

محللون إسرائيليون: حماس حققت انتصارًا استراتيجيًا

88

البابورالعربي – متابعات

تشهد الساحة الإسرائيلية جدلًا حادًا حول نتائج الحرب التي استمرت 471 يومًا. فيما تدخل اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” حيز التنفيذ.

الجدل يتصاعد مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، والتي تتضمن تبادل الأسرى والإفراج عن محتجزين لدى الطرفين، مما أثار تساؤلات عميقة حول من خرج منتصرًا من هذه الحرب المدمرة.

 بدء عملية تبادل الأسرى 

اليوم، الأحد، ستبدأ عملية تبادل الأسرى بالإفراج عن ثلاث إسرائيليات، ثم عن 30 محتجزة أخرى بالتدريج خلال المرحلة الأولى من الصفقة التي تمتد لـ42 يومًا. بالمقابل، سيتم إطلاق سراح 1904 أسرى فلسطينيين، بينهم 1167 معتقلًا من غزة اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي خلال الحملة البرية، حيث سيفرج عن 95 منهم اليوم.

بحسب مصادر صحفية إسرائيلية، سيتم نقل الأسرى الفلسطينيين بشاحنات بدلاً من حافلات الصليب الأحمر، في محاولة لتقليل المشاهد الاحتفالية التي قد تزيد من إحراج الحكومة الإسرائيلية. اللافت في المرحلة الأولى من الإفراج أن الأسرى الأقل محكومية سيتم إطلاق سراحهم أولاً، يليهم “أسرى من العيار الثقيل”.

 جدل في إسرائيل حول نتائج الحرب 

فيما تحتفل غزة بعودة الأسرى وبقاء “حماس” في الحكم، تسود إسرائيل حالة من السجال الداخلي. يرى المراقبون أن الصفقة أثارت مشاعر مختلطة؛ فمن جهة، أعادت الصفقة المحتجزين الإسرائيليين وقللت الخسائر العسكرية، لكنها في الوقت نفسه جاءت على حساب الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، وبقاء “حماس” على رأس السلطة في غزة.

قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد عاميت ياغور، في مقال بصحيفة “معاريف”، إن إسرائيل أخطأت في إدارة الحرب، معتبرًا أن قدرات “حماس” العسكرية قابلة للترميم، مما يجعل نتائج الحرب “غير حاسمة”.

 “حماس انتصرت” حسب محللين إسرائيليين 

يرى محللون إسرائيليون أن “حماس” حققت انتصارًا استراتيجيًا، حيث تمكنت من الحفاظ على حكمها في غزة رغم الحرب المدمرة. قال غيورا آيلاند، مستشار الأمن القومي الأسبق، في تصريح للقناة 12 العبرية: “إسرائيل راهنت على القوة العسكرية فقط ولم تفعل ما يكفي لإسقاط حماس”، معتبرًا أن “حماس” استطاعت الصمود وكسب شرعية دولية جديدة.

في المقابل، وصف المعلق الإسرائيلي ناحوم بارنياع الصفقة بأنها “موجعة”، لكنه أكد أن البديل كان أسوأ. وأضاف: “علينا أن ننظر إلى المستقبل بعيون مفتوحة، فعودة الحرب ليست مستبعدة”.

 مستقبل المرحلة الثانية من الاتفاق 

رغم بدء المرحلة الأولى من الصفقة، تثار الشكوك حول إمكانية تحقيق المرحلة الثانية، التي تتضمن الإفراج عن أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق المزيد من الأسرى الفلسطينيين. يرى المحلل العسكري عاموس هارئيل أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يجد نفسه عالقًا بين وعوده للإدارة الأمريكية الجديدة بوقف الحرب، وضغوط الداخل الإسرائيلي لاستعادة السيطرة الكاملة على غزة.

 انهيار محتمل لائتلاف نتنياهو 

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي أزمة سياسية داخلية قد تهدد ائتلافه الحاكم. استقالة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وتهديدات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة تزيد من حدة الأزمة. يرى محللون أن مشاهد الاحتفالات الفلسطينية بعودة الأسرى قد تعمق الانقسامات داخل الائتلاف الحكومي، مما ينذر بانهياره.

 الخاتمة: تساؤلات حول مستقبل الصراع 

فيما تتعالى أصوات الفرح في غزة بعودة الأسرى وانتصار الإرادة الشعبية، يظل التساؤل قائمًا: هل ستتجدد الحرب أم سيشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تحولًا في قواعد اللعبة؟ المشهد معقد، والتوترات على الجانبين تشير إلى أن الأيام المقبلة قد تحمل المزيد من المفاجآت.

 

المصدر: القدس العربي 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار