سمير الحجاوي
ليس ثمة إرهابي في الكيان الإسرائيلي يتفوق على حماقة المجرم بنيامين نتنياهو، فهو يضرب أخماس في أسداس، ويرتكب حرب إبادة في قطاع غزة، ويمارس التوحش والبربرية والهمجية الدموية، الأمر الذي حول الكيان الإسرائيلي إلى وحش منفلت من عقاله، ويمارس الارهاب في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا.
لا شك أن التصرفات الإرهابية الدموية الرعناء التي يقوم بها نتن ياهو مع أركان حكومته المتطرفة والإرهابية وفي مقدمتهم الإرهابيين بن غفير وسموترش وكوهين وكاتس، فضحت الكيان الاسرائيلي بوصفه كيانا مارقا، يمارس أشد وأخطر أنواع الإرهاب والإجرام والقتل والإبادة الجماعية. وقد بلغ الصلف بهذا النتن إلى احتلال أراض سورية اضافية ليضيفها إلى الجولان المحتل.
ما لم يعلمه نتن ياهو أنه بتورطه في سوريا يكون قد دخل وكرا للدبابير البرية العنيفة، ولن يستطيع مهما حاول أن يخرج منه سالما، فسوريا ليست دولة هامشية في العالم العربي أو ما يطلقون عليه “الشرق الأوسط”، بل هي لاعب أساسي قادر على تغيير الموازين بل وقلبها، وهذا ما لا يريد أن يدركه نتن ياهو.
لا اشك على الإطلاق أن حربا سورية إسرائيلية حتمية ستقع، عاجلة أو مؤجلة، لان الجغرافيا السياسية لسوريا، ودمشق التي تعتبر أقدم عاصمة في التاريخ، لا تقبل أن يقوم كيان مصطنع استعماري باحتلال أرض سورية بدون رد فعل.
يحاول رئيس وزراء العدو الاسرائيلي وحكومته المتطرفة الإرهابية جر سوريا الجديدة، المثخنة بالجراح، إلى حرب قبل أوانها، اعتقادا منهم أنهم قادرون على تحقيق نصر سريع على النظام الثوري الجديد الذي يحكم سوريا، وهو وهم وخيالات ستتحول الى كوابيس للكيان الاسرائيلي، لان الحرب إذا وقعت ستكون بمثابة بداية النهاية للكيان الاسرائيلي.
الحرب المقبلة مع العدو الاسرائيلي لن تكون حربا سورية فقط، بل ستكون حربا سورية وعربية وإسلامية، وسيتوافد المجاهدون والمناضلون من كل أصقاع الدنيا إلى سوريا للقتال ضد الكيان الإسرائيلي بهدف إزالته من الوجود نهائيا.
ستضطرب المعادلات في العالم العربي والمنطقة، وستسقط أنظمة حكم عربية وإسلامية ستسقط أيضا، وسنرى بأعيننا انظمة من دول عربية وإسلامية تقاتل مع العدو الإسرائيلي جنبا الى جنب، في مواجهة سوريا والشعب الفلسطيني، اللذان سيقاتلان وحدهما كما أعتقد، وسوف تنحاز غالبية أنظمة الدول العربية الى جانب الكيان الإسرائيلي، حتى لو تقاتل مع عسكريا، وستدعمه ماليا وعسكريا ولوجستيا، كما حدث في حرب الإبادة على غزة.
الغائب عن الكيان الإسرائيلي وشركائه وحلفائه في المنطقة أن عقل الإسلاميين يعمل بطريقة مختلفة، وأن برمجة مغايرة تماما، فهذا العقل يعمل بهدوء ولكن بثبات، ويحب الفوز “بالضربة القاضية” وليس بالنقاط فقط، ولا يقبل انصاف الحلول، ويميل إلى الحل الجذري والنهائي.
الأكيد أن الحرب ما أن تبدأ بين سوريا والكيان الاسرائيلي ستتحول الحرب إلى حرب إقليمية تأكل الأخضر واليابس، وربما تتوسع الى حرب ما بعد إقليمية، ومن الممكن ان تتمدد لكي تتحول إلى حرب عالمية، يقاتل فيها عرب مسلمون من كل أصقاع الدنيا، ضد العدو الاسرائيلي، وشركائه وحلفائه الإقليميين والدوليين..
باختصار نتن ياهو سوف يدخل في عالم الجنون المطلق وسيشعل “هرمجدون” التي ينتظرها الإنجيليون والألفيون والمسحانيون من أجل القضاء على “الكفار”، وهي ذات المعركة الفاصلة التي ينتظرها الإسلاميون أيضا. إحذر يا نتن ياهو .. إنها سوريا أيها الغبي.