البابور الموقع العربي

طوفان المسيرات والصواريخ الإيرانية يغرق الكيان الإسرائيلي

محللون عسكريون إسرائيليون وغربيون: "إسرائيل" في مأزق بانتظار التدخل الأمريكي

124

 

الخبير الأمني يوسي ميلمان: التقديرات تشير إلى استنزاف مفتوح دون أفق واضح

 تايمز: إسرائيل حمّلت نفسها أكثر مما تحتمل، وتضغط بقوة على واشنطن لتوفير الدعم العسكري 

إعداد: سمير الحجاوي 

دخلت الحرب الإسرائيلية الإيرانية يومها التاسع، وسط تصعيد متبادل غير مسبوق، حيث شنّت إيران هجومًا واسعًا بالمسيّرات على مختلف أنحاء الكيان الإسرائيلي، بينما كثفت “تل أبيب” غاراتها الجوية على مواقع إستراتيجية وقادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني. وفيما تسارعت التحركات العسكرية، برزت إشارات لخيارات أميركية مفتوحة قد تُحدّد مسار الحرب في الأيام المقبلة.

في ظل اتساع رقعة المواجهة، وتعمق الاستنزاف العسكري، تبدو الحرب بين إسرائيل وإيران مقبلة على مرحلة جديدة قد تتجاوز قواعد الاشتباك التقليدية. وبينما تتمسك “تل أبيب” بضرورة إزالة “الخطر الإيراني”، تواصل طهران تصعيدها عبر ضربات مسيّرة كثيفة، وتبدو الولايات المتحدة على مفترق طرق تاريخي قد يُعيد تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط بأكمله.

 

العدو الإسرائيلي ينتظر التدخل الأمريكي

وأكدت تحليلات عسكرية إسرائيلية وغربية أن الكيان الأن الكيان الإسرائيلي يعيش في مأزق، وأن القيادة الاسرائيلية تنتظر التدخل الامريكي في الحرب.

أبرزت صحيفة هآرتس أن الجيش الإسرائيلي بات عاجزًا عن تحديد جدول زمني للحرب. وأكد الخبير الأمني يوسي ميلمان أن الجيش كان يتوقع إنهاء الحرب في أسبوعين، لكن التقديرات الحالية تشير إلى استنزاف مفتوح دون أفق واضح، في ظل أعداد مرتفعة من القتلى والجرحى والنازحين.

وفي تأكيد لهذا المنعطف، نقلت صحيفة تايمز عن مسؤول غربي قوله إن إسرائيل قد تكون قد حمّلت نفسها أكثر مما تحتمل، وأنها تضغط بقوة على واشنطن لتوفير الدعم العسكري اللازم لإنهاء المهمة.

 

 طوفان المسيرات الإيرانية

أفادت صحيفة إسرائيل هيوم ووسائل إعلام عبرية أخرى بتسلل سبع طائرات مسيرة إيرانية إلى الأجواء الإسرائيلية خلال الساعة الأخيرة، في هجوم وُصف بأنه الأوسع نطاقًا منذ بدء الحرب، وشمل مناطق من شمال إسرائيل إلى جنوبها. وأكد الجيش الإسرائيلي اعتراض نحو 40 مسيّرة منذ الليلة الماضية، ليرتفع عدد المسيّرات التي تم إسقاطها منذ اندلاع الحرب إلى أكثر من 470.

وفي المقابل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنه تم اعتراض خمس مسيّرات على الأقل صباحًا، بينما وُصفت الأجواء بأنها لا تزال تشهد تهديدات متكررة و”غير مسبوقة”.

 

 استهداف الحرس الثوري ومراكز نووية

واصلت “تل أبيب” هجماتها الجوية المركّزة داخل العمق الإيراني، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ هجوم دقيق على منصة مزدوجة لإطلاق المسيّرات في محافظة أصفهان. كما استهدفت الغارات مواقع لتخزين الأسلحة شرقي طهران، وبنية تحتية عسكرية في جنوب غرب إيران.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العملية العسكرية أسفرت عن مقتل سعيد إيزدي، قائد فيلق فلسطين بالحرس الثوري، وأحد أبرز المخططين لهجوم 7 أكتوبر، إلى جانب قادة آخرين في وحدات الطائرات المسيّرة ونقل الأسلحة. ووصف رئيس الأركان الإسرائيلي تصفية إيزدي بأنها “أحد أهم إنجازات الحرب حتى الآن”.

 

 إيران تتصدى وتمدّ شبكتها الدفاعية

في المقابل، قالت وسائل إعلام إيرانية إن الدفاعات الجوية تصدت لهجمات معادية في مدن ماهشهر وأهواز بمحافظة خوزستان، بينما سُمع دوي انفجارات في مدينة أهواز، في وقت تم فيه تفعيل منظومات الدفاع في مدينة كاشان وسط البلاد.

وأعلنت إيران استهداف مركز عسكري في شيراز بقذيفة إسرائيلية، تسببت بتصاعد أعمدة الدخان، وسط استمرار تحليق الطائرات الحربية في سماء طهران وعدد من المدن الكبرى.

 

 الخسائر المدنية والصحية تتصاعد في إيران

كشف نائب وزير الصحة الإيراني للجزيرة عن استهداف 3 مستشفيات، بينها مستشفى تم إخلاؤه بالكامل في كرمانشاه. كما تم قصف 6 سيارات إسعاف، مما أدى إلى استشهاد اثنين من الكوادر الطبية. ودعا المسؤول الإيراني المنظمات الدولية إلى التحرك العاجل لوقف استهداف المنشآت المدنية.

وفي موازاة ذلك، أعلن وزير الاتصالات الإيراني إعادة خدمة الإنترنت بشكل كامل الليلة بعد انقطاع جزئي طال مناطق عدة منذ بداية الحرب

 

 الجبهة الداخلية الإسرائيلية: هجرة عكسية

على وقع التصعيد، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن 100 ألف إسرائيلي لا يزالون عالقين في الخارج، بينما لم تتجاوز أعداد العائدين 25 ألفًا، رغم تأكيد وزيرة المواصلات سابقًا عودة 50 ألفًا.

وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة كالكاليست عن خطة حكومية لزيادة ميزانية وزارة الدفاع بـ 3 مليارات شيكل، وميزانية السياحة بـ 900 مليون شيكل لإيواء النازحين في الفنادق، إلى جانب ملياري شيكل إضافية لمؤسسة التأمين لتعويض الأضرار.

 

 هل تتدخل واشنطن؟

مع تعثّر إسرائيل في تحقيق أهدافها، تتصاعد المؤشرات حول إمكانية تدخل عسكري أميركي مباشر. وفي هذا السياق، أشار ماثيو والين، رئيس مشروع الأمن الأميركي، إلى أن فشل إسرائيل في تدمير منشآت إيران النووية وخاصة “فوردو” المحصنة قد يدفع الرئيس دونالد ترامب إلى إصدار قرار استراتيجي بتنفيذ ضربات أميركية باستخدام قاذفات B2 والقنبلة الخارقة GBU57.

وفي تطوّر لافت، كشف موقع ذا أفيشنست عن تحرك سربين من قاذفات    B2 الأميركية من قاعدة وايتمان بولاية ميزوري إلى جزيرة غوام بالمحيط الهادئ، ما أعاد فتح باب الاحتمالات حول تصعيد أميركي وشيك.

في المقابل، عبّر مسؤولو الاتحاد الأوروبي وفرنسا عن رغبتهم في تسريع المفاوضات مع طهران. وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الإيراني بأن باريس تسعى لتسوية تضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني.

أما في الخليج، فقد أعرب سفراء دول مجلس التعاون عن قلقهم من استهداف منشآت نووية في إيران، معتبرين أن ذلك يشكّل انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا للسلامة الإشعاعية في المنطقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار