البابور الموقع العربي

الشاب زهران مامداني يثير عاصفة تغير وجه السياسة في نيويورك

زهران مامداني، شيوعي مجنون بنسبة 100%

129

البابور العربي – ترجمة 

في مفاجأة سياسية تاريخية، تمكّن الشاب التقدّمي زهران مامداني من تحقيق فوز مدوٍ في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك، وهو إنجاز أحدث صدمة في الأوساط السياسية الأميركية، وأشعل حماسة أنصاره، وأثار حفيظة خصومه.

لماذا هذا مهم؟

بصرف النظر عن موقفك من هذا “الاشتراكي الديمقراطي” المعلن، فإن حملة مامداني الناجحة توفّر خارطة طريق جديدة لحزب ديمقراطي يشهد حالة من التفكك والضياع، خصوصاً أن المؤسسة الحزبية لم تقدم له أي دعم يُذكر.

ممثل الولاية عن نيويورك البالغ من العمر 33 عامًا، سيخوض الآن سباقًا معقدًا في الانتخابات العامة لشهر نوفمبر، قد يضم ما يصل إلى خمسة مرشحين.

الوضع السياسي:

رغم أن خصوصية المشهد السياسي في نيويورك لا يمكن تعميمها على كامل الولايات المتحدة، فإن الظروف التي أفضت إلى هذا الانتصار جديرة بالتحليل والدراسة.

العوامل التي صنعت النصر:

  1. وسائل التواصل الاجتماعي الذكية والموجهة للشباب:

    • استطاع مامداني مخاطبة جيل “زد” بلغتهم الخاصة، عبر حضور رقمي مبتكر وذكي يتضمن مقاطع فيديو مُعدّة بعناية، إلى جانب محتوى “فلوق” صريح يعرض تفاصيل من يوميات حملته الانتخابية.

    • الاستراتيجي الديمقراطي المخضرم وليد شهيد صرّح لـCNN بأن نهج مامداني “قد يشكّل دليلًا جديدًا” للديمقراطيين في المرحلة القادمة.

  2. خصم ضعيف ومُثقل بالفضائح:

    • واجه مامداني منافسًا أساسياً هو الحاكم السابق أندرو كومو، الذي حاول العودة إلى المشهد السياسي بعد سلسلة فضائح تتعلّق بالتحرّش الجنسي وسوء إدارة دور رعاية المسنين خلال أزمة كوفيد، رغم حصوله على دعم من شخصيات بارزة كالرئيس السابق بيل كلينتون.

  3. تحالف تقدّمي ذكي:

    • عقد مامداني تحالفًا انتخابيًا مع براد لاندر، مراقب مدينة نيويورك ووجه تقدمي آخر، في إطار استراتيجية مزدوجة لهزيمة كومو في نظام التصويت التفضيلي.

  4. حملة متعددة الثقافات واللغات:

    • ضمّت الحملة أكثر من 21,000 متطوّع يتحدثون أكثر من 12 لغة، ما ساهم في الوصول إلى قطاعات واسعة من سكان نيويورك المتنوعين، وفقًا لموقع The City.

  5. رسالة محورية واضحة: أزمة القدرة على تحمّل تكاليف الحياة:

    • ارتكزت الحملة على موضوع رئيسي: تكاليف المعيشة، وطرحت حلولًا طموحة منها:

      • تجميد الإيجارات

      • حافلات مجانية

      • حضانات مجانية

      • متاجر غذائية تديرها البلدية

  6. شخصية كاريزمية وشبابية:

    • برز مامداني بشخصيته الجذابة وشبابه المتوهّج في لحظة سياسية تواجه فيها الديمقراطية الأميركية أزمة في تجديد القيادات والارتباط بجيل الشباب.

ويوم الجمعة، سار مامداني على الأقدام في كامل جزيرة مانهاتن ضمن ما وصفه بـ”مسيرة برود سيتي” (نسبة لمسلسل تلفزيوني شهير)، لتأكيد حضوره الميداني في المناطق التي يأمل بتمثيلها.

في خلفية المشهد:

حقق مامداني فوزه في نفس المدينة التي حصل فيها الرئيس السابق دونالد ترامب على أعلى نسبة تصويت جمهوري منذ عام 1988.

في المقابل، خسر الديمقراطيون 500 ألف صوت في نيويورك بين انتخابات 2020 و2024، وفق نيويورك تايمز، ما يعكس تآكلًا في قاعدتهم الانتخابية.

الصورة الأشمل:

هذا السباق الانتخابي كان تجسيدًا لصراع داخل الحزب الديمقراطي بين الحرس القديم ومرشح شاب نشيط متجدد.

وفي هذه الجولة، فاز الشاب.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب على منصة “تروث سوشال” بشأن زهران مامداني:

“لقد حدث أخيرًا، الديمقراطيون تجاوزوا الخط الأحمر… لقد رأينا من قبل يساريين متطرفين، لكن ما يجري الآن بات سخيفًا بعض الشيء.
زهران مامداني، شيوعي مجنون بنسبة 100%، فاز للتو في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، وهو في طريقه ليصبح عمدة المدينة.
مظهره فظيع، وصوته مزعج، وليس ذكيًا كثيرًا، ويحظى بدعم من AOC+3 – جميعهم حمقى – وحتى سيناتورنا الفلسطيني العظيم، “تشاك شومر الباكي”، يتوسل له.
نعم، إنها لحظة كبيرة في تاريخ بلدنا!”

المصدر: اكسيوس 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار