البابور الموقع العربي

أبو مازن يقيل مسؤولا فلسطينيا بعد وصفه اغتيال نزار بنات بالجريمة غير المبررة

444

فلسطين – البابور

طالب الشاعر الفلسطيني ايهاب بسيسو، رئيس مجلس إدارة المكتبة الوطنية العامة، ووزير الثقافة السابق، السلطة الفلسطينية بنشر كتاب إقالته من منصبه بشكل رسمي، منعًا للبلبلة. وذلك بعد انتشار خبر اقالته من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بعد وصفه عملية اغتيال نزار بنات ب”الجريمة غير المبررة”.

وكتب على صفحته على فيسبوك أنه ” ينتظر استلام القرار مكتوبًا أو بعد نشره في الجريدة الرسمية، وذلك احتراماً لطبيعة العمل المؤسساتي والمهنية الوطنية”. ونفى بسيسو، في منشور آخر، خبرًا تداول نفي إقالته من منصبه كرئيس مجلس إدارة المكتبة.

وانتشر خبر إقالة رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن)، للمسؤول الفلسطيني إيهاب بسيسو، من منصبه، عبر وسائل الإعلام المحلية، قبل أيام، إثر تعقيب بسيسو على اغتيال الناشط السياسي المعارض نزار بنات على ايدي قوات امن السلطة الفلسطينية، وتعليقه على التظاهرات التي خرجت احتجاجا على قتل نزار بنات.

وكان المسؤول الفلسطيني قد انتقد قتل الشهيد نزار بنات وانه لا يوجد ما يبرر اقتراف الجريمة وكتب على صفحته على فيسبوك قائلا:

لا شيء يبرر اقتراف الجريمة، قتل الانسان جريمة مهما بدت الصورة ضبابية وملتبسة ومنفعلة وعلينا أن ننحاز دوماً للانسان ضد مختلف أشكال الفولاذ القاتل.

الاختلاف في الرأي مساحة للتفاعل وللنقاش وللحرية وللغضب وللتفكير وللتطوير وللتصويب وللتأكيد على أن هذه المساحة هي الوطن النقي فينا والموازي للجغرافيا والتاريخ والمستقبل.

الاختلاف في الرأي ليس وباء أو مناسبة طارئة  أو مبرراً لاستباحة الدم والتحريض والاندفاع في متاهة الفوضى والتشنج السياسي …

بالمناسبة …

لم يكن نزار بنات مجرد انسان فلسطيني غاضب، أو حتى ناشط سياسي معارض، كان مزيجاً من كل شيء نحب أو لا نحب، العفوية، الوضوح، الصدق، الجرأة، التوتر، الانفعال، الاندفاع حتى النهايات الحادة …

كان نزار صوتاً حاداً، في داخله تجمعت وتكثفت الكتير من الأصوات التي لم يكن بإمكانها أن تُسمع، أصوات مثل التي يمكن التقاطها كل يوم بعفوية في السوق والطريق والمقهى وفي داخل المنازل والمكاتب وعبر صفحات التواصل الاجتماعي كتعليقات ومنشورات وصور وفيديوهات …

أصوات تشبه هذا الوقت في القلق والارتباك والغضب والحاجة إلى قوة دفع حقيقية لإنقاذ الروح الفلسطينية مما أصابها من وجع مزمن وحصار معقد …

أصوات تتفق وتتشاجر وترفض وتقبل وتشتعل وتهدأ وتواصل حياتها اليومية أملاً بمستقبل يتسع لكل الأحلام الفردية والجمعية بفلسطين العنقاء المستمرة نشيد مقاومة من أجل الحرية …

صار صوت نزار مثل شعاع الليزر مكثف ومركز وموجع في كثير من الأحيان …

لهذا كان في كتير من المرات قاسياً في النقد والطرح غير أنه كان أيضاً قابلاً للنقاش والحوار مهما تعقدت القضايا وتلبدت السماء بغيوم مسمومة داكنة …

المسألة ليست فقط في جريمة قتل نزار بنات، وإنما في الجريمة نفسها أي القتل نفسه، القتل الذي لا يؤدي إلا إلى حالة متواصلة من الاحتقان والغضب …

لا شيء يجعل فلسطين أكثر رسوخاً في الوعي والضمير الوطني والانساني من التأكيد على الحرية والدفاع عن الحرية ضد كل الذرائع والمحاولات الرامية إلى جعل الوقت الفلسطيني امتداداً لأوقات غير مرغوبة من الاضطهاد المشبع بالجرائم والقسوة …

رحم الله نزار بنات كما عرفته

شعاعاً من ضوء كالليزر …

وفي منشور آخر كتب ايهاب بسيسو:

القتل جريمة مدانة باسم الانسانية والحق في الحياة والتعبير والحق في الحرية …

في رام الله في غزة في الخليل في نابلس في رفح في خان يونس في أريحا في جنين في طوباس في طولكرم في دير البلح في قلقيلية في سلفيت في بيت لحم في القدس في كل مدينة وقرية في الداخل المحتل عام ١٩٤٨.

في بيروت في دمشق في حلب في بغداد في البصرة في أربيل في الدوحة في المنامة في أبو ظبي في دبي في مسقط في عدن في صنعاء في الرياض في الكويت في القاهرة في عمَّان في طربلس في الخرطوم في الجزائر في تونس في الرباط في نواكشوط …

في مالي في تشاد في جنوب افريقيا في الكونغو في كينيا في الصومال في جبيوتي في رواندا في جزر القمر في اريتريا في موزمبيق في الهند في سيريلانكا في باكستان في أفغانستان في الصين في إيران في أذربيجان في الشيشان في طاجكتسان في اليابان في كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في ماليزيا في فيتنام في اندونيسيا في الفلبين في روسيا في أوكرانيا في جورجيا في أرمينيا في تركيا في ألبانيا في ايطاليا في صربيا في كوسوفو في كرواتيا في فرنسا في اسبانيا في اليونان في مالطا في قبرص في النرويج في ألمانيا في سويسرا في الدنمارك في السويد في بريطانيا في الولايات المتحدة الأمريكية ولاية ولاية …

في كندا في ألاسكا في الأرجنتين في البرازيل في كوبا في تشيلي في كولومبيا في المكسيك في فنزويلا في جواتيمالا في الإكوادور …

في كل صحراء وجبل وسهل وشارع وزقاق ومدينة في كل دولة تم ذكرها في الأعلى وكل دولة لم يتم ذكرها سهواً …

ببساطة القتل جريمة مدانة في كل أنحاء العالم وأيضاً في كواكب مجرتنا الشمسية إن ثبت أن هناك حياة بشرية على أي من الكواكب غير كوكب الأرض …

القتل جريمة لا تخضغ للمقارنة والمبررات التاريخية والسياسية، لسنا في حلبة ملاكمة دموية ولسنا في سباق أو مقارنات بائسة حول القتل الأكثر ألماً أو وحشية أو التصاقاً بالذاكرة.

القتل جريمة مدانة بأشد العبارات ونقطة.

حفاظاً على ما تبقى من انسانيتنا …

لكل الذين قضوا بسبب جرائم القتل دفاعاً عن الحق في التعبير ودفاعاً عن الحرية الرحمة والخلود …”

وانتقد الاوضاع الفلسطينية الداخلية وكتب تحت عنوان

مجرد ملاحظة هادئة غير سياسية

في ظل وقت غير هادئ …

إن أمكن …

“هذه الثنائيات التي يتلقفها الوقت تجعلنا أمام سلسلة طويلة من الحزن والغضب …

الانقسام الذي خلق ثنائيات حادة على مدار السنوات الماضية خلق في الوقت ذاته – دون أن يدري – وحدة شعبية في بعدها الانساني العميق المتمثل في رفض سياسات الانقسام وتداعياته الحياتية وكذلك في حزن يسجله الضحايا بدمائهم ويحفظه التاريخ ضمن مفردات هذه المرحلة الصعبة.

أقول هذا وأنا أكتب عن الشهيد نزار بنات وأتذكر الشهيد عصام السعافين في غزة، ليس من أجل عقد أي نوع من المقارنة بين حالتين من الفقدان والحزن العميق، فتلك مسألة أخرى سيرى فيها البعض مناسبة مثالية لخلق المبررات والاتهامات المتصلة كسلسلة لا نهائية من الجدل.

إنما أكتب من أجل التأمل أكثر في حجم الخسارة الانسانية والوطنية حين تنهار ملامحنا بين أيدينا فيما نشاهد موتنا البطيء يسحق صوابنا الانساني كل يوم …

استوقفتني صورتان في ظل هذا الوقت المنخور بالألم واحدة لابنة الشهيد عصام السعافين في غزة والأخرى لابنة الشهيد نزار بنات في الخليل …

ما بين الصورتين مساحة كبيرة من الألم تستحق الانتباه والانتباه والانتباه والانتباه والانتباه والحكمة والسرد والذكريات والرغبة الملحة في القفز فوق كل التفاصيل والهتاف بقوة: كفى …

يكفي أن نحدق أكثر لندرك حجم الخسارة وهي تتسلل ببطء نحو المستقبل، تشيِّد مفرداتها الخاصة من وجع مزمن يزداد يوماً بعد يوم ليصبح واقعاً هشاً يبتلعنا جميعاً في دوامة لا نهائية من عدم خانق …

ليس هذا ما يحتاجه المستقبل منا، ليس هذا ما تريده الطفلتان البريئتان وغيرهما من أبناء وبنات الضحايا على مر السنوات الماضية.

المستقبل يحتاج إلى العدالة والاطمئنان والضوء والحرية والحق في الحياة رغم فداحة الخسارة …

انتهت الملاحظة الهادئة غير السياسية …

بالإمكان استئناف الضجيج والصراخ

وتبادل الاتهامات

إن أردتم ..”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار