البابور الموقع العربي

يا قادة حماس.. أرواح 41 ألف شهيد تناديكم

سمير الحجاوي

4٬207

 

يا قادة حماس: أرواح 41 ألف شهيد فلسطيني و 10 آلاف مفقود، ودماء 93 ألف جريح في غزة تنادي تناديكم و تقول لكم: لا تتنازلوا ولا تعطوا الدنية في دينكم ووطنكم.

 

أيها المجاهدون الأبطال:

لقد أحسنتم إدارة المعركة في الميدان، وقارعتم عدوا لئيما مجرما إرهابيا دمويا بربريا همجيا بالسلاح والعبوات الناسفة.

لقد ابدعتم في التخطيط والتكتيك والتنفيذ في ساحة الوغى وأثبتم أنكم نعم الرجال، وأن كل مجاهد على الأرض هو طود شامخ وخندق واسع وجسر ممتد ودرع صلب.

لقد أثبتم انكم رهبان الليل، فرسان النهار، وأن نحوركم بدمائكم تتخضب، وما الشيخان الشهيدان هنية والعاروري عنا ببعيد.

لقد برهنتم أنكم سادة المفاوضات، وانكم عباقرة التخطيط الاستراتيجي وانكم استراتيجون من طراز رفيع، و طبقتم مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لست بالخب ولا الخب يخدعني

 

يا رجال الله وجنده:

لقد أدرتم معركة المفاوضات على الطاولة بكفاءة منقطعة النظير، وأثبتم للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية أنه لا يشق لكم غبار، رغم كل الضغوط و محاولات الخداع التي تعرضهم لها.

لقد اجتمعت بكم الكفاءة والأهلية والأمانة والقوة، فبات العالم كله ينتظر منكم كلمة، و تعليقا، بل ينتظر منكم إيماءة أو حتى إشارة.

 

نعلم ايها القادة المجاهدون المناضلون المقاتلون الأبطال انكم تتعرضون لضغوط تنوء بحملها الجبال، حدثني بعضكم عن بعضها، ونعلم أن كل طرف يغني على ليلاه، لكننا نعلم أن “ليلى حماس” هي فلسطين، ولأن ليلاكم تختلف عن ليلاهم صمدتم ورفعتم رؤوسكم ورؤوسنا عاليا بين الأمم.

الكل يبحث عن مصالحه، وأمريكا تبحث لـ”طفل الأنابيب”، الذي ولد من رحم بريطانيا الآثم سفاحا، عن انتصار “مستحيل” للعدو الإسرائيلي على طاولة المفاوضات، لم تستطع ان تحققه بالسلاح على الأرض

 

المفاوضات السياسية تعني “فن الممكن”، ولكن الثورة تعرف “فن النصر” و لا تعرف المستحيل، وشتان بين لغة السياسة “المواربة اللزجة” ولغة الثورة “الصلبة”، التي لا تعرف التنازل، وأنتم الثوار والمجاهدون الذين يعرفون ذلك قبل ان ان تكونوا سياسيين، و هذا ما اثبتته الأيام وجولات المفاوضات التي تحولت إلى “ماراثون مفتوح” بلا نهاية.

 

السياسة ايها القادة الابطال هي أيضا “فن المراوغة والخداع” وهي “تربيع الدائرة” و “المناورات والصفقات” وهي “التنازلات” وهي تتناقض تماما مع الثورة التي تعني الانتصار والثبات على المبدأ، والإيمان بان النصر من عند الله  فقط “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.

 

ولأن السياسة هي “فن التلوث ودس السم في الدسم” الذي يمكن تسويقه وبيعه على أنه ترياق شاف، فإن دماء 150 ألف شهيد وجريح ومفقود فلسطيني تناديكم وتطالبكم أن لا تتنازلوا وأن لا تتراجعوا، وأن ترفعوا سقف مطالبكم كل رفع العدو سقف مطالبه، وأن تتشددوا كلما تشدد عدوكم.

 

إن دماء الشهداء والجرحى والمفقودين وأرواحهم تسلم عليكم وتقول لكم: لا تتركوا أسيرا فلسطينيا في معتقلات العدو دون ان تحرروه، وأن لا تقبلو التفاوض إلا بعد ان يطلق العدو سراح الفلسطينيين الذين اعتقلهم بعد عملية طوفان الاقصى في 7 اكتوبر 2023، وأن لا تقبلوا أي وجود لقوات العدو الإسرائيلي على شبر واحد من غزة، وأن لا تقبلوا بوجود أي قوات عربية أو دولية في غزة، وأن لا تثقوا بالسيسي ورجاله، فهم إلى عدوكم أقرب، وأن يرفع الحصار عن غزة، وأن يتوقف الإرهابيون الصهاينة والمستوطنون عن تدنيس المسجد الاقصى المبارك، وأن يتعهد العالم باعادة إعمار غزة و تعويض المتضررين وأسر الشهداء والجرحى والمفقودين، وأن ترفع الحواجز الإسرائيلية من الضفة الغربية، وأن يتوقف الاستيطان في الضفة، وأن تفتح معابر غزة طوال العام، وأن يفتح معبر رفح، وأن تلغي مصر الرسوم و “الخاوات” المفروضة على دخول الفلسطينيين وخروجهم من قطاع غزة.

 

إرفعوا سقف مطالبكم يا قادة حماس

في السياسة إذا أردتم أن تحصلوا على بيضة اطلبوا جملا، وإذا اردتم الحصول على دجاجة اطلبوا فيلا

 

لقد فعلتها طالبان في المفاوضات

رفضت ان تفاوض إلا على بند واحد فقط وهو “الانسحاب الامريكي من أفغانستان بلا قيد ولا شرط”

وعندما حاول الأمريكيون إضافة بند آخر انسحب وفد طالبان و لم يقبل التفاوض

فماذا كانت النتيجة.. انتصرت طالبان وانتصرت أفغانستان، وولى الأمريكيون ادبارهم هاربين

 

يا قادة حماس الأشاوس:

نثق بكم، ونحبكم، ونشد على أيديكم، ونعلم أنكم تواجهون العالم كله، عربا وعجما تقودهم أمريكا ومعها العدو الإسرائيلي، ونعلم أن الثمن الذي يدفعه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة غال وثمين ومرتفع، لأنه يدفع من الدم الفلسطيني الطاهر.

نعلم أيها القادة أنه لا ظهير لكم إلا الله، وانكم تخوضون معركتكم وحدكم.. و نعلم أن الجميع سيبيعونكم بأقل من “ثلاثين من الفضة” لو استطاعوا

ولكن هيهات أن يستيطعوا،  ذلك لانهم لا يدكون ويفهمون أنهم يتعاملون مع “رجال الله” وجنده و خلصائه من خلقه.

ولاأكم كذلك فإن ارواح ودماء الشهداء والجرحى والمفقودين والأرامل واليتامي والأطفال في غزة والضفة الغربية تناديكم، ولأن آمال 15 مليون فلسطيني متعلقة بكم وتقول لكم: لا تتنازلوا فأنتم الى النصر أقرب، وما النصر إلا صبر ساعة.

المعركة كبيرة يا أصحاب الطوفان، لكننا على يقين أن النصر لكم بإذن الله تعالى.. فلا تتنازلوا أو تتراجعوا بل تشددوا أكثر وأكثر.

 

لكم من الحب والمودة والاخلاص والدعاء الى الله العلي القدير أن يربط على قلوبكم، وأن يثبت أقداكم، وأن ينصركم على أعدائكم من الإسرائيليين والصهاينة والمنافقين ومن حالفهم ووادعهم وطبع معهم ولف لفهم.

سمير الحجاوي

 

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار