قالت شبكة “سي.أن.أن” الأميركية، في تقرير، إن السعودية تحولت إلى “عاصمة الشرق الأوسط للمخدرات”، وأصبحت الوجهة الرئيسية للمهربين من سوريا ولبنان.
وأعلنت السلطات السعودية، الأربعاء الماضي، عن أكبر عملية ضبط للمخدرات في تاريخ البلاد، بعد ضبط ما يقرب من 47 مليون حبة أمفيتامين في شحنة دقيق في العاصمة الرياض.

وبحسب تقرير الشبكة، يقول الخبراء إن المملكة هي واحدة من أكبر الوجهات الإقليمية وأكثرها ربحا للمخدرات، وهذا الوضع يزداد حدة.
وكانت عملية يوم الأربعاء أكبر محاولة تهريب فردية من حيث المخدرات التي تم ضبطها، وفقا للمديرية العامة لمكافحة المخدرات.
وفي حين أن السلطات لم تذكر مصدر المخدرات المضبوطة، قال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في وقت سابق إن “التقارير عن مضبوطات الأمفيتامين من دول في الشرق الأوسط لا تزال تشير في الغالب إلى أقراص تحمل شعار الكبتاغون”.
الكبتاغون أساسا هو التسمية التجارية لعقار نال براءة اختراع في ألمانيا في أوائل ستينيات القرن الماضي، مؤلّف من أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة ويدعى فينيثلين، وهو مخصّص لعلاج اضطرابي نقص الانتباه والأرق من بين حالات أخرى.
وتمّ حظر استخدام العقار لاحقا، ليتحوّل إلى مخدر يتم إنتاجه واستهلاكه بشكل شبه حصري في منطقة الشرق الأوسط.
واتهم الكاتب المحلل السعودي مبارك العاتي: حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة في النظام السوري، التي ترعى زراعة الحشيش وتصديره، باستهداف السعودية. وتابع أن الكميات المضبوطة وخاصة الشحنة الأخيرة تؤكد أن هذه الحرب مستمرة، بحسب تعبيره.
وتزايدت عمليات ضبط الكبتاغون في السعودية وحول المنطقة مع مرور الوقت، وكان المخدر شائعا في المملكة قبل نحو 15 عاما، لكنه تزايد بشكل مكثف في السنوات الخمس الماضية، وفقا لـ”سي.أن.أن”.
وأحد أسباب انتشاره هو “الوفرة في الإمدادات في الغالب من سوريا” حيث يُنتج “على نطاق صناعي في المصانع الكيميائية الموروثة من نظام الأسد” ويوفره أمراء الحرب والشركات التابعة للنظام، وفق الشبكة.
وبحسب “سي.أن.أن” لم يرد مركز التواصل الدولي السعودي على طلب الشبكة للتعليق.

ويقول المحلل السعودي: أحمد آل إبراهيم: إن السعودية مستهدفة من تجار المخدرات، وأن “الأسعار مدعومة ما يعني أن المخدرات التي تستهدف البلاد أرخص بما يقارب 30 أو 40 في المئة من أماكن أخرى، مثل فرنسا أو أميركا وبريطانيا” بحسب تعبيره.
ويوضح أن البلاد مستهدفة لكون 70 في المئة من سكانها ما دون 30 عاما، مشيرا إلى أن تدمير هذه الفئة قد يهدد ازدهار البلاد وناتجها المحلي.
ويباع الكبتاغون مقابل ما بين 10 و25 دولارا للحبة الواحدة، ما يعني أن أحدث شحنة سعودية، تبلغ قيمتها في الشارع ما يصل إلى 1.1 مليار دولار، استنادا إلى أرقام من مجلة إنترناشيونل إدمان ريفيو.
ويشير التقرير إلى أن الحشيش والقات هما أيضا مخدران شائعان في المملكة ، إلا أن الأمفيتامينات تحظى بشعبية بين الشباب السعودي.
ويقول أحمد آل إبراهيم: إن “السعودية ومنذ عام 2015 صاردت حوالي 700 مليون حبة مخدرات من لبنان، وكانت في السابق تأتي من سوريا ومن العراق، وكانت تدخل كميات مخدرات غريبة بشكل كبير من منافذ بلاد الشام إلى السعودية”.
ويشير المحلل: إن القوات السعودية مجهزة بأحدث التقنيات لكشف هذه الأضرار”، “كما أن السلطات تقوم بحملات توعية في المدراس وفي جميع الإدرات، وهناك كشف طبي مفاجئ في جميع الإدارات للحد من هذه المشكلة”.
ويذهب المحلل مبارك العاتي أيضا إلى أن ” السعودية اتخذت خطوات حازمة للتصدي لهذه الحرب الشرسة عبر تقوية الأجهزة الأمنية المتخصصة ومن خلال تحديث الأجهزة وتدريب الطواقم البشرية عليها”، موضحا، أن “أجهزة الاستخبارات السعودية تتبادل المعلومات مع الأجهزة النظيرة لدرء أخطار المخدرات”.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ظهر عدد من مراكز إعادة التأهيل من المخدرات في جميع أنحاء المملكة بعد أن بدأت الحكومة الترخيص للمؤسسات الخاصة.
ويقول خالد المشاري، الرئيس التنفيذي لشركة “قويم”، أحد أوائل هذه المراكز التي تم افتتاحها، إن حوالي أربعة أو خمسة مراكز افتتحت في العامين الماضيين. ويقول إن هذا دليلا على اعتراف الحكومة بأهمية إعادة التأهيل، لكنه يظهر أيضا أن المشكلة آخذة في الازدياد.
وخلال الأشهر الأولى من العام الحالي، أعلنت السلطات الأردنية والسعودية والعراقية ضبط شحنات من الكبتاغون. والشهر الماضي، أسقطت القوات الأمنية العراقية طائرة شراعية محملة بمليون حبة في البصرة في جنوب البلاد.
وتنتقد دول الخليج وعلى رأسها السعودية منذ فترة طويلة لبنان لعدم التزامه بمكافحة هذا التهريب، متهمة حزب الله بأنه المحرك الرئيسي لعمليات التهريب تلك.
المصدر: الحرة الأمريكية + سي ان ان
الحكم على أمير سعودي بالسجن في لبنان لتجريمه بتهريب المخدرات
المخدرات تم ضبطها في مطار بيروت متجهة إلى حائل في السعودية
وفي 28 مارس آذار 2019 أصدرت محكمة الجنايات في جبل لبنان حكماً بالأشغال الشاقة لست سنوات على الأمير السعودي عبد المحسن آل سعود وأحد مرافقيه، يحي الشمري، وغرّمت كلّاً منهما 10 ملايين ليرة لبنانية بعدما أدانتهما بجرم التجارة بالمخدرات، لكنها أسقطت عنهما جرم الترويج لها، وذلك بحسب موقع “بي بي سي”.
وقد صدر هذا الحكم بعد ضبط جهاز أمن مطار بيروت الدولي، في تشرين الاول/ أكتوبر عام 2015 نحو طنين من حبوب الكابتاغون التي كانت موضوعة داخل ثماني حقائب سفر وبصناديق كرتونية وضعت عليها ملصقات تحمل اسم: “صاحب السمو الملكي الأمير عبد المحسن بن وليد آل سعود” و كانت تستعد للسفر الى منطقة حائل السعودية ، ويقدّر البعض قيمة المضبوطات حينها بنحو ثلاثة ملايين دولار.
وكانت تلك الحبوب معدّة لتحميلها في طائرة خاصة استأجرها الأمير وكان يستعد ليسافر على متنها مع أربعة أشخاص آخرين٬ جميعهم يحملون الجنسية السعودية.
وبحسب بعض المتابعين للقضية شكل صدور الحكم مفاجآة كبيرة ولا سيما أن قرار الحكم صدر بحق شخصية مرموقة في حين أن محامي الدفاع عن الأمير ركَز في دفاعه على براءة موكله وعدم علمه مطلقا بمحاولة تهريب حبوب الكابتاغون، موجها التهمة على الشمري .
ومن جانبه نفى الأمير السعودي أي معرفة أو علاقة مباشرة مع الشمري وأي علم له بمخططه، وهذا ما جعل البعض يتوقّع أن يُحمل الشمري وحده المسؤولية في أكبر عمليات تهريب الكابتاغون المكشوفة في لبنان.
ولكن الشمري نفى ادعاءات المحامي واعترف أن عملية تهريب الحبوب المخدرة تمت بعلم الأمير٬ حيث غير أقواله مرات عدة أثناء التحقيقات.
وتقول مراسلة بي بي سي في بيروت، كارين طربيه، إن القضية تطرح أيضا قضايا أخرى مرتبطة بصناعة الكابتاغون في لبنان وازدهار التجارة بهذه الحبوب المنشطة التي تصنف ضمن فئة المخدرات.
المصدر: الشرق القطرية