البابور الموقع العربي

قطع طرق في لبنان احتجاجا على قرار منع المودعين من سحب ودائعهم من البنوك

296

في ظل استمرار التعثر في ملف تشكيل الحكومة في لبنان، الذي يعاني من أزمة مالية واقتصادية عميقة وبالغة الخطورة، لدرجة تصنيفها من قبل البنك الدولي ضمن قائمة أقسى 10 أزمات إقتصادية في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، إذ تهدد بسقوط اكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، عاد اللبنانيون إلى الشارع ليل الأربعاء 2 يونيو (حزيران)، للاحتجاج على تعليق “مصرف لبنان” المركزي العمل بالتعميم رقم 151، الذي سمح للمودعين سحب أموالهم بالليرة اللبنانية، من حساباتهم الموجودة أساساً بالدولار لدى المصارف، على سعر 3900 ل.ل. للدولار الواحد.
وقطع ناشطون الطرق السريع في محلة انطلياس (شمال بيروت) بالاطارات المشتعلة، بينما قام عدد آخر منهم بقطع طريق جسر الرينغ في العاصمة، بينما أفادت “غرفة التحكم المروري” عن قطع السير بالقرب من جامع الأمين في اتجاه جريدة النهار محلة ساحة الشهداء (وسط العاصمة).
 وشهدت مناطق لبنانية عدة مساء الأربعاء، تجمعات لمواطنين أمام أجهزة الصرّاف الآلي لمحاولة سحب أموالهم قبل منتصف الليل، على سعر صرف 3900 ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد، إثر صدور بيان “مصرف لبنان” الموجه إلى المصارف في هذا الشأن، عقب القرار الإعدادي لمجلس شورى الدولة بوقف العمل بتعميم البنك المركزي رقم 151.

طلب إعادة النظر

وإزاء التدهور في الشارع والبلبلة التي أحدثتها تلك التعاميم والقرارات في صفوف المواطنين، أعلنت وحدة الإعلام والعلاقات العامة في “مصرف لبنان” في بيان ليل الأربعاء، أنه “نظراً إلى أهمية التعميم 151 للاستقرار الاجتماعي ولتنشيط الحركة الاقتصادية في البلد، سيتقدم مصرف لبنان غداً (الخميس 3 يونيو)، بمراجعة لدى مجلس شورى الدولة لكي يعيد النظر بالقرار (الإعدادي) الذي اتخذه رقم 213/2020-2021 في ما يتعلق بهذا التعميم”.


دياب يناشد

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وجّه في وقت سابق مساء الأربعاء، كلمة إلى اللبنانيين ندد فيها بـ “الحسابات السياسية التي لم تعد تقيم وزناً لمصير البلد ولا لمعاناة اللبنانيين”، في ظل تعثر تشكيل حكومة، واكتواء المواطنين “بنار الأسعار التي تفوق بكثير قدراتهم ومداخيلهم، فيتجذر إحباطهم، ويدفع بعضهم إلى البحث عن الأمل والانفراج بعيداً عن وطنهم الذي يخسر يومياً كفاءاته العلمية وشبابه وتتآكل قدراته”.
وقال دياب إن “الواقع المالي المأزوم بتراكم الأخطاء في السياسات المالية، والذي وضعْنا خريطة طريق لمعالجته في خطة التعافي التي اعتمدتها حكومتنا وباشرنا التفاوض مع صندوق النقد الدولي على قاعدتها، ثم توقفت باستقالة الحكومة، تحتاج اليوم إلى حكومة قائمة تستكمل التفاوض مع صندوق النقد لوضع البلد على سكة الخروج من الأزمة الحادة التي ترخي بأثقالها على لبنان واللبنانيين”. وأضاف “نحن اليوم أمام واقع صعب جدا عبر عنه البنك الدولي في تقريره قبل أيام عندما اعتبر أن لبنان غارق في انهيار اقتصادي، قد يضعه ضمن أسوأ عشر أزمات عالمية منذ منتصف القرن التاسع عشر، في غياب أي أفق حل يُخرجه من واقع متردٍ يفاقمه شلل سياسي”.
وحذر دياب من أن الظروف الداخلية تدفع لبنان إلى “مشارف الانهيار الشامل الذي سيكون اللبنانيون ضحاياه، بينما ستعاود القوى السياسية النهوض لتقديم نفسها كمنقذ للناس والبلد”. وزاد أن “الانهيار، في حال حصوله، لا سمح الله، ستكون تداعياته خطيرة جداً، ليس على اللبنانيين فحسب، وإنما على المقيمين على أرضه أيضاً، وكذلك على الدول الشقيقة والصديقة، في البر أو عبر البحر، ولن يكون أحد قادراً على ضبط ما يحمله البحر من موجات”.
ووجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال نداءً إلى “أشقاء وأصدقاء لبنان”، ناشدهم فيه “عدم تحميل اللبنانيين تبعات لا يتحملون أي مسؤولية فيها. فالشعب اللبناني ينتظر من أشقائه وأصدقائه الوقوف إلى جانبه، ومساعدته في محنته القاسية”. وأضاف “أناشد الأشقاء والأصدقاء، لبنان في قلب الخطر الشديد، فإما أن تنقذوه الآن وقبل فوات الأوان، وإلا لات ساعة مندم”.

اندبندنت عربية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار