البابور الموقع العربي

تراب الدوحة يحتضن المعارضة الإماراتية آلاء الصديق وآلاف القطريين والمقيمين يشيعونها

963

شارك الآلاف من أهل قطر مواطنين ومقيمين في جنازة آلاء الصديق الناشطة الحقوقية الإماراتية التي توفيت في حادث سير في لندن، وتشييعها الى مثواها الاخير.

وتوافد المشيعون الى مقبرة مسيمير (جنوب غربي الدوحة) منذ عصر أمس وحتى الصلاة على جثمان الفقيدة عقب صلاة المغرب، في مشهد نادر خاصة في ظل الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا.

ولبى كثيرون في قطر دعوات وجهها معارضون إماراتيون للمشاركة جميعاً في مراسيم جنازة الفقيدة التي خلف رحيلها حسرة واسعة لدى الكثيرين، لما تميزت به من مواقف مشرفة في الدفاع عن أصحاب القضايا العادلة في بلادها الإمارات، وفي فلسطين المحتلة.

واكتظت مواقف مسجد مقبرة مسيمير في العاصمة الدوحة، ولم تتسع مئات السيارات التي توافدت للصلاة على آلاء ومساندة أهلها، وحضور دفنها. 

وتفاعل عدد كبير مع دعوات الحضور، مبدين رغبتهم في تعويض غياب والدها محمد عبد الرزاق الصديق، المسجون في الإمارات منذ 2013. وكان عدد كبير من المغردين القطريين دعوا المواطنين والمقيمين لحضور مراسم الدفن، بعد موافقة السلطات القطرية على طلب أسرة آلاء بأن يتم دفنها في الدوحة.

وخيمت أجواء الحزن على المقبرة، طيلة مراسم الدفن، وذرفت أعين بعض الحاضرين، وارتفعت الدعوات لأخذ حق الفقيدة، وعبر كثيرون عن حسرتهم كون آلاء ماتت، وما تزال صدى كلماتها وهي تدافع عن حق والدها تتردد، والاستشهاد بأقوالها، وما روته عن معاناة عائلتها، وما لحق بها.

وانتشرت في مختلف منصات التواصل الاجتماعي، عدد من التغريدات، حول رمزية استقبال جثمان الناشطة، ودفنها في قطر، وتحقيق أمنية أهلها، واستحسن كثيرون هذه البادرة من السلطات القطرية.

ونشطت آلاء في الدفاع عن والدها معتقل الرأي في سجون الإمارات منذ 2012، ضمن ما يعرف بقضية “جمعية الإصلاح”، وشاركت في فعاليات عدة فضحت فيها انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات، واضطرتها لتخرج منفية خارج بلدها. وكانت السلطات الإماراتية سحبت جنسية الداعية محمد عبد الرزاق الصديق وعدد من أبنائه، ومن ضمنهم آلاء.

آلاء الصديق ترفع صورة والدها المعتقل في سجون الإمارات

وأبدى كثيرون رغبتهم تعويض غياب والدها محمد عبد الرزاق الصديق، القابع في السجون الإماراتية، منذ اعتقاله عام 2013، رفقة عدد من النشطاء، ووصفت منظمات حقوقية المحاكمة التي أجريت لهم أنها “غير عادلة”.

وفي ردود الفعل على وفاتها، حثت منظمة الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن ومقرها الولايات المتحدة السلطات الإماراتية إلى الإفراج عن والدها محمد الصديق.

وكانت الصديق اللجوء طلبت السياسي مع زوجها عبد الرحمن باجبير في قطر عام 2012، عندما شنت السلطات الإماراتية حملة قمع واسعة النطاق ضد المعارضين السياسيين بين عامي 2011 و 2012. ثم تبعت زوجها إلى لندن، حيث تعيش في المنفى منذ عام 2019.

وفي مقابلة مع تلفزيون قطر عام 2018، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن خلافًا وقع بين قطر والإمارات في عام 2015 بشأن زوجة معارض سياسي. وأرسلت الإمارات مبعوثًا خاصًا للأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وطالبت قطر بتسليم آلاء للاعتقال وهو طلب رفضته قطر.

وتسبب هذا في نزاع بين دول الخليج في عام 2015، قبل عامين فقط من حصار عام 2017. وعلى الرغم من أن المسؤول القطري لم يأتِ على ذكر اسمها، فقد فهم أن المرأة المعنية هي بالفعل الصديق،

وأثارت وفاة الصديق المفاجئة شكوك المجتمع الدولي حول فرضية محتملة ان يكون الحادث متعمدا، بالنظر إلى معارضتها الصريحة لدولة الإمارات وتطبيعها الأخير مع الاحتلال الإسرائيلي. كما دعت المنظمة سلطات المملكة المتحدة للتحقيق في حادث السيارة الذي أدى إلى وفاتها.

وكانت آلاء الصديق حتى لحظة وفاتها تشغل منصب المديرة التنفيذية لمنظمة “قسط” لحقوق الإنسان المعنية بمعتقلي الرأي في الخليج.

المصدر: مواقع التواصل الاجتماعي + مواقع متعددة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار