البابور الموقع العربي

18 ألف مترجم أفغاني يناشدون الولايات المتحدة عدم التخلي عنهم

226

أبدى عشرات الأفغان مّمن عملوا مترجمين لصالح القوات الأمريكية على الرغم من مخاطر هذا الأمر، الجمعة خشيتهم من أن يتحوّلوا إلى أهداف لطالبان بعد خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، مناشدين واشنطن عدم التخلي عنهم. وتجمّع هؤلاء المترجمون في أحد أحياء كابول بعد صلاة الجمعة، عشية بدء انسحاب القوات الأمريكية رسميا من أفغانستان.

وينتظر نحو 18 ألف مترجم أفغاني وجندي وغيرهم شاركوا في دعم القوات الأميركية اتخاذ قرارات بشأن منحهم تأشيرات هجرة إلى الولايات المتحدة، وهو عمل قد يستغرق أكثر من عامين وفق أعضاء في الكونغرس.

وقال المترجم الأفغاني محمد شعيب والي زاده الذي عمل لصالح الجيش الأمريكي بين عامي 2009 و2013 إن “مطلبنا الأساسي هو نقلنا إلى الولايات المتحدة. هذا ما وُعدنا به”. وأوضح والي زاده البالغ 31 عاما أنه أصيب في ساقه خلال مرافقته وحدة أمريكية في غزنة (شرق) في العام 2011.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن في منتصف نيسان/أبريل أن كل القوات الأمريكية ستغادر أفغانستان بحلول 11 أيلول/سبتمبر، في الذكرى العشرين لغزو الولايات المتحدة للبلاد ردا على اعتداءات العام 2001، وذلك بهدف وضع حد لأطول حرب خاضتها واشنطن.

واشتكى أفراد في هذه المجموعة يعتبرون أنفسهم “أبطال حرب منسيين” من فسخ عقودهم مع القوات الأمريكية وحلف الأطلسي بشكل مفاجئ. وغادر آلاف المترجمين الأفغان بلادهم بعدما حصلوا على تأشيرات أمريكية أو من دول منضوية في حلف شمال الأطلسي. لكن في السنوات الأخيرة، أصبح حصولهم على تأشيرات أكثر صعوبة بعدما أثار مسؤولون أمريكيون احتمال دخول جهاديين إلى البلاد بهذه الطريقة.

وفي تقرير نشر مطلع نيسان/أبريل، أشارت جامعة براون الأمريكية إلى أنه بحلول العام 2019 بلغ عدد الطلبات التي تقدّم بها أفغان عملوا لصالح الإدارة الأمريكية بصفة مترجمين أو في مناصب إدارية للحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة والتي لم يبت بها نحو 19 ألفا.

في العام 2020، بعد نحو عقدين من الحرب، تخطى إجمالي الأفغان الذين منحوا حق الهجرة في الولايات المتحدة 18 ألفا معهم 45 ألفا من افراد عائلاتهم، وفق التقرير.

وأوضحت الجامعة أن “تعذّر تطبيق البرنامج على النحو الذي أعد من أجله أساسا يبقي طالبي (الهجرة) عالقين في أفغانستان أو دول أخرى وعرضة لهجمات طالبان أو العصابات الإجرامية”. ولم يدل الجيش الأمريكي أو السفارة الأمريكية على الفور بأي تعليق.

وبحسب المترجمين الذين تجمعوا الجمعة في كابول، يعيش نحو ثلاثة آلاف منهم في خوف دائم من طالبان وغيرها من الحركات الجهادية، بسبب تعاملهم في الماضي مع قوات أجنبية.

وروى أحدهم طالبا عدم كشف هويته خوفا من استهدافه بأعمال انتقامية “عندما علم (متمردو) طالبان أنني عملت مع القوات الأميركية، قتلوا شقيقي”. وتابع “حتى وكالة الاستخبارات المركزية أقرت بأن طالبان قتلوا شقيقي. مذّاك أعيش في خوف وعزلة”.

ومن خلفه رفع مئات من زملائه لافتة كتب عليها “أيها الرئيس بايدن، لا تتخل عنا”. وأظهرت لافتة أخرى رجلا يشهر مسدسا بوجه مترجم يطلب بلا جدوى المساعدة من جنود أمريكيين وهم يصعدون إلى مروحية.

وأطلق متظاهر قال إنه يدعى جعفري مناشدة جاء فيها “رجاء لا تتخلوا عنا، نحن أبطالكم المنسيون”، مضيفا أن النجاح الذي تحقق في القتال “مرده إلى وجود مترجمين في ساحة المعركة”.

الجنرال مايك مايلي

على صعيد متصل أعلن مسؤولون في البنتاغون أن الجيش الأميركي يستعد لإجلاء المترجمين الأفغان الذين يخافون على حياتهم بينما يجري انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان “بتقدم طفيف” عن البرنامج الزمني المحدد لذلك.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك مايلي لعدد من الصحافيين “ندرك أنّ هناك عدداً كبيراً من الأفغان الذين دعموا الولايات المتّحدة والتحالف، وأنّ هذا قد يعرّضهم للخطر”.

وأضاف مايلي: “ندرك أيضا أنّه من المهم جدا أن نبقى أوفياء لهم وأن نقوم بما هو ضروري لضمان حمايتهم وإن تطلّب الأمر إخراجهم من البلاد في حال رغبوا بذلك”.

البنتاغون والخارجية الأميركية

وتابع الجنرال الأميركي أن “هناك خططا يجري العمل عليها بسرعة كبيرة جدا ليس للمترجمين الفوريين فقط بل لآخرين كثر تعاونوا مع الولايات المتحدة”، موضحا أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لم تتلق بعد أمرا من السلطة التنفيذية بإجلائهم.

وينتظر نحو 18 ألف مترجم أفغاني وجندي وغيرهم شاركوا في دعم القوات الأميركية اتخاذ قرارات بشأن منحهم تأشيرات هجرة إلى الولايات المتحدة، وهو عمل قد يستغرق أكثر من عامين وفق أعضاء في الكونغرس.

ويبحث البنتاغون مع وزارة الخارجية الأميركية المكلفة الملف في دفع الإجراءات قدما.

وقال مايلي إن وزارة الخارجية ستتولى ترتيب انتقال المترجمين وغيرهم ممن عملوا مع القوات الأميركية، إلى الولايات المتحدة، خوفا من استهدافهم في هجمات انتقامية من قبل مقاتلي طالبان.

جزيرة غوام حلٌ موقت

وذكرت صحف أميركية أن التأخير في منحهم تأشيرات قد يؤدي إلى نقل هؤلاء المرشحين للهجرة إلى دول أخرى بانتظار قرار السلطات القنصلية. وطرحت جزيرة غوام، الأرض الأميركية، كحل مؤقت.

وعمل كثيرون من هؤلاء في الميدان لمساعدة القوات الأميركية في قتالها ضدّ طالبان والقاعدة ومتطرفي تنظيم الدولة الاسلامية الذين يعارضون حكومة كابول.

وأعرب قدامى الجنود الأميركيين الذين شاركوا في الحرب الأفغانية إضافة إلى أعضاء في الكونغرس عن قلقهم العميق لأن الحكومة الأميركية لا تبذل الجهد الكافي لإخراج هؤلاء الأفغان من بلدهم، مع اقتراب المهلة النهائية التي حدّدها الرئيس جو بايدن لسحب جميع القوات الأميركية.

إنسحابٌ أمريكي بوتير ثابتة

من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في الكونغرس الخميس إن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان يتم “بوتيرة ثابتة وفي الواقع يتقدم بشكل طفيف” على البرنامج المحدد.

وأضاف أوستن الذي كان يدافع عن الطلبات الميزانية لوزارة الدفاع في مجلس النواب أن “ميزانيتنا ستساعد في تطوير القدرات الجوية التي نحتاج إليها لضمان عدم انطلاق هجمات إرهابية ضد بلدنا من هذا البلد (أفغانستان) مرة أخرى”.

وتابع “سننتقل إلى علاقات ثنائية جديدة مع شركائنا الأفغان”، مؤكدا أنها علاقة “ستواصل مساعدتهم على أداء واجباتهم تجاه مواطنيهم، لكنها لن تتطلب أكثر من وجود عسكري أميركي كاف لحماية دبلوماسيينا”.

وأمر الرئيس بايدن في نيسان/ابريل بانسحاب 2500 جندي ما زالوا في أفغانستان بحلول 11 أيلول/سبتمبر الذكرى السنوية لهجمات 2001 التي أدت إلى الغزو الأميركي لهذا البلد.

يورونيوز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار