البابور الموقع العربي

الغرب يحبس أنفاسه .. روسيا والصين والهند وايران تترقب ما بعد انتصار طالبان

306

روسيا والصين والهند وايران تترقب ما بعد انتصار طالبان لان سقوط كابل مسالة وقت، اسابيع او شهور، كما تقول تقديرات المخابرات المركزية الامريكية سي اي ايه، فيما يحبس الغرب انفاسه من مستقبل فقدت السيطرة عليها

التقرير التالي الذي نشر على موقع بلومبيرغ يكشف هذه المخاوف:

تواصل حركة طالبان تقدمها في أفغانستان مع سقوط مدينة تلو الأخرى تحت سيطرتها، بعد قتال في بعض الأحيان، وبعد استسلام في أحيان أخرى. وتقترب الحركة الآن رويدا رويدا من العاصمة كابول، وهو ما سوف يعد انتصارا واضحا لها.

وتقول الكاتبة الصحافية الأسترالية روث بولارد في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء اليوم السبت إن الأمر سيئ بطبيعة الحال، لكنه سوف يصبح أسوأ مع امتداد الصراع إلى دول ما وراء حدود أفغانستان، وقد بدأت بوادر ذلك بالفعل.

فالجماعات الجهادية الموجودة في تلك الدول، ولبعضها أجندات عابرة للدول، مثل تنظيم القاعدة، لديها الآن نموذج لكيفية هزيمة الحكومات التي تدعمها دول كبرى، وتشعر الآن بالجرأة بعد ما لاحظته من تقدم خاطف وسريع لطالبان في أفغانستان.

وتقول بولارد إن هذا يحدث في وقت تشهد فيه الجماعات الجهادية أقل ضغط في مجال محاربة الإرهاب طوال العقدين الماضيين، مما يمكنها من ممارسة نشاطها بحرية مطلقة، في حقيقة الأمر.

ويرى أسفانديار مير، محلل الأمن في جنوب آسيا بمعهد السلام الأمريكي، أنه لأمر خطير أن تتضاءل جهود محاربة التهديدات في نفس الوقت الذي تتزايد فيه التهديدات.

وقال مير إن “الجهاديين في وسط آسيا بدأوا يستعرضون عضلاتهم، وهاجم الجهاديون المعادون للصين أفرادا صينيين في باكستان، ومن المحتمل للغاية أن يكون هناك المزيد من العنف في المنطقة- فالتهديد مستمر، ونحن فقط نتحدث عن تصعيد من هذه النقطة فصاعدا”.

وتقول بولارد إن انهيار الجمهورية الأفغانية بعد رحيل الولايات المتحدة سوف يكون له أهمية إقليمية تماما مثلما كان لغزو ما بعد 11 أيلول/ سبتمبر، أو انسحاب القوات السوفيتية وسقوط النظام الشيوعي الذي كانت تدعمه، و”هذا تحول جذري سيؤدي إلى تغيير السياسة في هذا الجزء من العالم بطرق” يصعب التكهن بها.

ومن المتوقع أن يكون التغيير المباشر إقليميا، فقد لحق الضرر بالمصالح الصينية في باكستان بالفعل.

وفي نيسان/إبريل الماضي انفجرت سيارة مفخخة في فندق فاخر يقيم به سفير بكين في كويتا، التي لا تبعد كثيرا عن معاقل طالبان في جنوب أفغانستان. وأعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن الهجوم، وهي جماعة إرهابية ذات صلات بتنظيم القاعدة، وتتواجد على طول الحدود الأفغانية الباكستانية الشاسعة.

وتضيف بولارد أنه في الشهر الماضي، انفجرت قنبلة في حافلة كانت في طريقها إلى موقع سد ومشروع كهرومائي في داسو قرب حدود باكستان مع الصين، مما أسفرعن مقتل 12 شخصا، بينهم 9 صينيين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن بكين شعرت بالقلق البالغ لدرجة أنها استضافت ممثلين لطالبان للاجتماع مع وزير الخارجية وانج يي. ولا شك أن أي هجمات أخرى ضد مواطنين صينيين يعملون في جنوب آسيا، سواء أعلنت طالبان أو غيرها ممن يعملون بموافقتها، المسؤولية عنها، سوف تؤثر على العلاقات المستقبلية، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما سوف تفعله الصين ردا على ذلك.

وفي حالة عدم بذل أي جهود سياسية أو دبلوماسية رئيسية لوقف تقدم طالبان، أو كبح الجماعات التي تعمل في ظلها، بما في ذلك تنظيم القاعدة الذي تم إضعافه إلى حد كبير، سوف يكون هناك ترقب لمتى ستحدث زيادة في الهجمات الإرهابية. وسوف يكون الخطر شديدا بوجه خاص بالنسبة لست دول مجاورة لأفغانستان، والتي تشمل، بخلاف الصين، إيران وباكستان- وكذلك الهند القريبة، التي سوف تراقب عن كثب إقليم كشمير ذا الأغلبية المسلمة، لاحتمال اندلاع العنف فيه. وسوف تشعر روسيا بالقلق بالنسبة للتأثير على أوزبكستان، وتركمنستان وطاجيكستان، وبالنسبة لأي رد فعل إرهابي تتعرض له أراضيها.

وتقول بولارد إن هناك احتمالا أن تتدخل الدول الكبرى- الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وأن تقوم بإقناع حلفائها وأصدقائها بإنهاء الأعمال القتالية. ولكن المحللين يعتقدون أنه ليس من المرجح حدوث ذلك. فالوضع تفاقم منذ توصلت الولايات المتحدة وطالبان إلى اتفاقهما في شباط/فبراير العام الماضي، وسوف يستمر على هذا النحو.

ويتمثل الأمر الآخر المتوقع بالنسبة لأفغانستان، والمثير للقلق، في بدء المقاتلين الأجانب في التدفق مرة أخرى عليها من أنحاء العالم. وهناك متمردون من دول أخرى في أفغانستان بالفعل، لكن معظمهم من دول مجاورة. وبمجرد وصولهم من دول بعيدة، سوف يزداد احتمال انتشار الهجمات على نطاق أوسع.

ويقول حسين حقاني، سفير باكستان السابق لدى واشنطن، والمدير الحالي لشؤون جنوب ووسط آسيا في معهد هودسون، إن طالبان لا تزال مرتبطة أيديولوجيا بتنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية الدولية، وهناك تشارك في الأمور المالية والتدريب، وحتى التزاوج فيما بينهم.

وقال حقاني: “نظرا لأن الجهاديين لا يفكرون كثيرا في مسألة الحدود الدولية، ويعتبرون الحدود العالمية الحالية غير إسلامية، فإن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يتجهوا بأنظارهم نحو أوروبا والولايات المتحدة مرة أخرى”.

وتختتم بولارد تقريرها بالقول إن من الصعب معرفة كيف ستنتهي الأمور. وما لم تفعل الدول الكبرى ما هو أكثر من مجرد حبس أنفاسها والتعلق بأمل حدوث ما هو أفضل، سوف يتجاوز الشعور بنتيجة عدم مبالاتها حدود أفغانستان.

(د ب أ)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار