البابور الموقع العربي

الأب مسلَّم: تدمير المسجد الأقصى سيعقبه كنيسة القيامة

598

حذَّر رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس الأب مانويل مسلَّم من اندلاع حرب دينية، من جراء اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة.

وأوضح مسلم في مقابلة مع صحيفة “فلسطين”، أمس، أن الاحتلال يحاول جاهدًا “جر المنطقة إلى حرب دينية بعد فشْل الحروب التي خاضها ولم يحقق منها أي انتصار يذكر”. وأكد أن الاحتلال يسابق الزمن لصبغ مدينة القدس ومقدساتها بـ”صبغة يهودية”، وتنفيذ مخططاته الرامية إلى هدم المسجد الأقصى المبارك، وإقامة “الهيكل” المزعوم مكانه. مستدركًا: “لا معنى لـ(إسرائيل) دون القدس والهيكل”.

وشدد على ضرورة إطلاق العنان للمقاومة خاصة في مدينة القدس المحتلة، وأن تنتقل بندقية المقاوم إلى بندقية التحرير في ظل تطاول الاحتلال على المقدسات الإسلامية والمسيحية. وعبَّر عن غضبه خلال زيارته الأخيرة لمدينة القدس –قبل شهر رمضان– إزاء تصاعد جرائم واعتداءات الاحتلال بحق المصلين هناك، مؤكدًا أنه لا يمكن السكوت عن الانتهاكات الإسرائيلية في المدينة المقدسة.

وبيّن أن الاقتحامات المستمرة للقدس والأقصى والاعتداء على المصلين وشراء وتسريب الأراضي والعقارات محاولات تهجير المقدسيين في أحياء المدينة، صراع مع الزمن “فالاحتلال يخشى الوجود الفلسطيني في القدس”.

وقال مسلَّم: إن الاحتلال يخشى ثورة فلسطينية في القدس تقتلعه من جذوره؛ فيحاول جاهدًا مواصلة جرائمه والاعتداء على الفلسطينيين لأن القدس دائما مركز خطر على (إسرائيل). وأضاف: “ما دام الخنوع العربي مستمرًا سينفِّذ الاحتلال مخططاته في القدس والمسجد الأقصى”، داعيًا العالمَيْن العربي والإسلامي للحفاظ على الإنسان الفلسطيني ودعم صموده في أرضه، ونبذ التطبيع والمطبعين والتصدي للتغوُّل الإسرائيلي في القدس والأقصى.

كنيسة القيامة

وأعرب الأب مانويل مسلم عن خشيته من مخططات الاحتلال المتسارعة بحق الأماكن المقدسة، مؤكدًا أن “تدمير الأقصى مخطط ممنهج سيليه تدمير كنيسة القيامة”.

ورأى أن الاحتلال يحاول منع غضب المسيحيين هذه الفترة؛ لتنفيذ مخططاته في القدس، متابعًا: “وبعد الخلاص من المسلمين سيعتدي على المسيحيين وعلى كنيسة القيامة”. وربط اعتداء الاحتلال على المصلين المسيحيين عند باب الجديد في القدس خلال احتفالهم بـ”سبت النور” ومنعهم الوصول إلى كنيسة القيامة. وتابع: الاحتلال يستهدف الكل الفلسطيني “فهو يستهدف الأرض والشعب والمقدسات والتراث”، مشيرًا إلى أن الاحتلال خالف جميع القيم الإنسانية والأخلاقية لاعتداءاته المتكررة على المقدسيين والمسيحيين.

ونبّه إلى خطر التمييز الإسرائيلي بين المسلمين والمسيحيين، لكونه محاولة لزرع بذور الفتنة في أوساط الفلسطينيين من أجل تنفيذ المخططات الإسرائيلية. وأوضح مسلَّم أن “المساجد والكنائس مستهدفة بنفس الخط والفلسفة الصهيونية، فالاحتلال والقادمين إلى القدس من الصهاينة يحاولون تدمير الديانة الإسلامية والمسيحية وهدم الحضارة لبناء حضارة جديدة قائمة على العنف والإرهاب”.

ضعف فلسطيني

ورأى رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس أن التطبيع العربي مع (إسرائيل) والانشغال الدولي في القضايا الداخلية أضعف الدول العربية ودفع الاحتلال لمواصلة جرائمه واعتداءاته في القدس والأقصى ومحاولة تنفيذ مخططاته وجرائمه في المنطقة. وقال: “الفلسطينيين في أضعف أوقاتهم بسبب التطبيع العربي.. وزاد من ذلك تأجيل الانتخابات الفلسطينية؛ بحجة تعذُّر إجرائها في مدينة القدس المحتلة”.

واستدرك الأب مسلم: “كان الأولى على السلطة وقيادتها البحث عن بدائل لإجراء الانتخابات في القدس، وعدم الرضوخ للإملاءات الإسرائيلية، كإجراء الانتخابات عبر صناديق الاقتراع أو من خلال الاقتراع الإلكتروني أو غيرها، وعدم إلغائها أو تأجيلها”. وأكمل: “لا يجوز التوقُّف عند إملاءات الاحتلال، فنحن شعب لا نستطيع التوقف، نحن شعب مبدع ويجب أن نفكر بمخارج وبدائل لإجراء الانتخابات بالشكل المطلوب بعيدًا عن الاحتلال وتدخله”، مشددًا فـ”الانتخابات وسيلة وليست هدفًا”.

وناشد الأمتين العربية والإسلامية، بتحمُّل مسؤولياتهما تجاه القدس وفلسطين والدفاع عنها وحماية مقدساتها وشعبها. وختم الأب مانويل مسلَّم كلامه: (إسرائيل) لا تُقهر إلا ببندقية المقاومة القادرة على فرض شروطها لا من خلال المفاوضات التي لم تجلب نفعًا للفلسطينيين طوال الأعوام الماضية.

فلسطين اون لاين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار