البابور الموقع العربي

كذب وتشويه للحقائق.. وسائل إعلام عالمية غربية تسقط في “اختبار القدس وغزة”

588

حاولت العديد من وسائل الإعلام العالمية تشويه حقيقة ما يجري في فلسطين المحتلة، من خلال تصوير الاحتلال الإسرائيلي على أنه “ضحية” وأن ما يرتكبه من جرائم وعدوان يأتي في إطار “الدفاع عن النفس”.

وتجاهلت تلك الوسائل بالمقابل المجازر الوحشية التي يتعرض لها أهالي قطاع غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي، حيث وصل عدد الشهداء، حتى ظهر اليوم الثلاثاء، إلى 28 بينهم 10 أطفال، فضلًا عن إصابة 152.

وفي هذا السياق، عنونت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية خبرا بـ”مسلحو حماس يطلقون صواريخ على القدس”، دون أن تذكر أي شيء عن الغارات الجوية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

ولم تورد الصحيفة أي تفاصيل توضح مدى العنف الذي يتعرض له الفلسطينيون سواء في القدس أو الضفة الغربية أو قطاع غزة، بل حاولت أكثر من مرة خلال الخبر شرعنة هجمات الاحتلال.

كذلك الأمر وكالة أسوشيتيد برس الأمريكية، سجلت سقطة مهنية فادحة، حينما تناولت خبر استشهاد 24 فلسطينيا في غزة بينهم 9 أطفال، على أنهم “لقوا مصرعهم نتيجة انفجار مجهول”.

ولم تشر أسوشيتيد برس إلى الغارات الجوية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة.

أما صحيفة “نيويورك بوست” فقد مارست كذبا إعلاميا صريحا، دفعها لحذف تغريدتها مع الخبر في وقت لاحق، نتيجة ردود الفعل التي تلقتها.

وكانت الصحيفة قد حرّفت نبأ استشهاد 20 فلسطينيا في قطاع غزة، لتعرضه على أن “20 إسرائيليا لقوا مصرعهم نتيجة قصف حماس على إسرائيل”.

وتعرضت الصحيفة لانتقادات وردود فعل واسعة، ما دفعها لحذف التغريدة والخبر بعد وقت قصير من نشرهما.

الإعلام الألماني لم يكن أفضل حالا من الإعلام الأمريكي، حيث أصر على عدم اتهام الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر، بل حاول تصويره على أنه “الضحية”.

ونشر موقع الإذاعة الألمانية دويتشه فيله، خبرا عن استشهاد 20 فلسطينيا في غزة بينهم 9 أطفال، مشيرًا في الخبر إلى أنهم “سقطوا نتيجة الاشتباكات” دون أن يشير للغارات الجوية العنيفة التي تعرض لها القطاع.

أما موقع “تاجسشاو” الإخباري الألماني، فقد تجاهل وحشية الاحتلال ومهاجمة القدس والمسجد الأقصى، وقصف المدنيين في قطاع غزة، لينشر خبرا تحت عنوان “إسرائيل تحت النار على مدار 10 ساعات”.

بدوره، تعمد موقع “بي بي سي” الرسمي البريطاني، أن يقول إن ما يجري من تصعيد في القدس ناجم عن “استفزازات الفلسطينيين”، دون تسليط الضوء على حقيقة العدوان الإسرائيلي.

يُِشار إلى أن وكالة رويترز نشرت أمس الإثنين على موقعها الرسمي باللغة الإنكليزية، خبرا يصور المستوطنين الصهاينة على أنهم “ضحايا” يتعرضون لعنف الفلسطينيين “المجرمين”، وذلك خلال تغطيتها التي وصفها كثيرون بـ”المنحازة” لاعتداءات الشرطة الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومدينة القدس القديمة.

وعنونت الوكالة خبرها بـ”فلسطينيون يرجمون سيارة إسرائيلية بعد أن تحطمت في القدس”، موضحة في خبرها أن “مجموعة من الفلسطينيين قامت برشق سيارة إسرائيلية بالحجارة في مشهد عنيف تم تصويره في شريط فيديو”.

وتعمدت الوكالة تحريف عنوان الخبر لتقوم بتصوير المستوطن الصهيوني الذي حاول دهس العديد من الفلسطينيين في الشارع على أنه “ضحية”، إلا أن مقطع فيديو تداوله العديد من الناشطين لنفس الحادثة أظهر حقيقة أن المستوطن كان يحاول دهس الفلسطينيين في الشارع.

وأضافت الوكالة أن “السائق (المستوطن) أوقف سيارته ورأسه مضرج بالدماء التي سالت على قميصه بجانب سيارته المحطمة”، مشيرة إلى أن “شرطي إسرائيلي جاء بعد 25 ثانية وأشهر مسدسه ليحمي السائق من الفلسطينيين الذين يترصدون السائقين الإسرائيليين، والذين هاجموا سيارته بالحجارة” على حد زعمها.

واستشهدت الوكالة بتسجيلات مصورة تم نشرها في موقع شرطة الاحتلال الإسرائيلي، مدعية أن “السائق فقد السيطرة على السيارة، لتنحرف وتصطدم بأحد رماة الحجارة الذي كان على الرصيف، ليهرع الأخير بالفرار بعد أن اصطدمت به السيارة”.

وغطت الوكالة ما حدث على أنه أعمال شغب واشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية خارج المسجد الأقصى في البلدة القديمة، مبررة بشكل واضح محاولة المستوطن اليهودي دهس الفلسطينيين في الشارع.

كما تجاهلت في خبرها لتغطية الحدث أن ما يحدث جزء من خطة تسعى لتهجير الفلسطينيين قسرياً من أراضيهم وبناء مستوطنات إسرائيلية، غير شرعية بموجب القانون الدولي، وعمدت على تصوير ما يحدث على أنه نزاع وتوتر متصاعد وارد الحدوث في أي دولة حول العالم.

يشار إلى أن العديد من الوكالات والقنوات التلفزيونية في الدول الغربية، تتعمد تصوير عمليات إخلاء الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل وبناء المستوطنات عليها بطريقة غير شرعية وغير قانونية، على أنها اشتباكات وأعمال شغب تحاول شرطة مكافحة الشغب الإسرائيلية قمعها. وذلك في تجاهل وصمت واضح ومنحاز ضد حقوق الشعب الفلسطيني.

المصدر: وكالة انباء تركيا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار