سادت حالة من الصدمة في الاوساط السياسية الإسرائيلية من حجم الصواريخ التي أطلقتها المقاومة ردا على انتهاكات القدس واستهداف المدنيين بغزة. ووصفت وسائل اعلام عبرية الصواريخ التي وصلت عسقلان صباح اليوم بأنها غير مسبوقة حتى وقت العدوان الأخير عام ٢٠١٤م ودخول بلدات الداخل المحتل خط المواجهة قلب الموازين، وسبب حالة انعدام يقين تعيشها القيادة الصهيونية. وأطلقت المقاومة الفلسطينية على عملية الرد على اقتحامات الاحتلال للمسجد الأقصى اسم “سيف القدس”.
ألموغ بوكير المراسل العسكري للقناة 13 العبرية قال: لم أعهد مثل هذا الشيء، لقد مر أكثر من عشر دقائق من الضربات الصاروخية القوية دون انقطاع في عسقلان.
بدوره اعتبر الكاتب الاسرائيلي ميخال مليشطاين أن حماس تعمل انطلاقاً من إحساس بالظروف المثلى تقريباً: السلطة مهتزة، وهناك شرعية دينية على المسجد الاقصى، و(إسرائيل) في حالة اضطراب داخلي، والعالم لا يدعم (إسرائيل). ولفت الى أن حماس تهدف الي ترسيخ مكانتها في النظام الفلسطيني بكونها لا تتردد في الدفاع عن القدس.
ووفق ميلشطاين تدرك الحركة وجود فرصة لإشعال الضفة، وتهدف لمعركة قصيرة، سيسمح لها ذلك الحفاظ على الإنجاز الواعي بأقل قدر من الضرر من جانب (إسرائيل).
ويعتبر المؤرخ الإسرائيلي أن التقسيم المنتظم للعمل بين حماس والجهاد: توقيت العملية ومدى عمليات الإطلاق التي يتحمل الجميع مسؤوليتها تؤكد أن “أسطورة المتمرد” لا أساس لها من الصحة.
ويذكر أن طبيعة الترتيبات أصبحت أكثر وضوحا حيث بادرت حماس بعمل لا يؤدي لتدهور الوضع في غزة، مشيرا الى انها اتفاقية مرنة يمكن الدخول والخروج منها كما تشاء.
الباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور صالح النعامي قال معقبا على هبة فلسطينيي الداخل المحتل، إن الحديث يدور عن قطاع وطني فلسطيني يعيش بشكل لصيق مع الصهاينة والاحتكاك بين الجانبين يمكن أن يحول (إسرائيل) إلى فضاء تعمه الفوضى. وأضاف: لغة جسد القادة الصهاينة في اجتماعهم المتواصل تقول كل شيء.
تال ليف رام، المراسل العسكري لصحيفة معاريف كتب على تويتر: تحول التركيز إلى غزة، ولكن هذه المرة بسبب التصعيد في القدس وما يحدث في الساعات الأخيرة في الوسط العربي أيضًا، بسببه أصبحت الأيام المقبلة معقدة للغاية، في العديد من الساحات وليس فقط في المجال العسكري.
نير حسون الصحفي الإسرائيلي المختص بشؤون القدس يكتب في هآرتس فجر اليوم: المستوى السياسي غاب عن إدارة الأحداث بالقدس وترك الشرطة تتصرف، ولكن بعد إطلاق الصواريخ أصبحت حماس الرابح الأكبر اليوم.
ونقلت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال استدعى 8 فرق من الاحتياط ما يدل على فقدانه السيطرة على الأرض، فيما نقلت إذاعة الجيش، عن اللواء احتياط غادي شماني، القائد السابق لفرقة غزة: لم نشهد مثل هذه الجولة من قبل، هناك نقلة نوعية هنا فيما يتعلق بقدرات حماس – الدخول البري إلى غزة سيكون خطأ.
اللواء جيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، قال في لقاء مع اذاعة الجيش: “ما جرّنا إلى هذا الواقع، الأحداث في القدس، وما جرّنا إلى الأحداث في القدس – مجموعة من الأخطاء (الإسرائيلية)، وضعنا أنفسنا في أحداث لا داعي لها”.
الرسالة نت