البابور الموقع العربي

ارتفاع ضحايا الزلزال إلى 3000 قتيل في تركيا وسوريا و 15 ألف مصاب

375

البابور – خاص

ارتفع عدد قتلى الزلزال الذي ضرب فجر الاثنين جنوبي تركيا وشمالي سوريا من نحو 3 آلاف قتيل حتى الآن. ففي تركيا أعلنت السلطات ارتفاع عدد قتلى الزلزال إلى 1761 شخصا والجرحى إلى 12 ألفا و62. وفي سوريا، ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وطرطوس إلى 1293 والمصابين إلى 2911.

وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية: ان 6445 شخصا تم إنقاذهم من تحت الأنقاض، وأعلنت عن تدمير 5606 مباني حتى الان جراء الزلزال وأضافت أن 145 هزة ارتدادية وقعت في أعقاب الزلزال -الذي بلغت قوته 7.7 درجات ومركزه ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا- مما أدى إلى انهيار 3471 مبنى.

ورفعت السلطات التركية حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، الذي يشمل طلب المساعدة الدولية، بينما حذرت إدارة الطوارئ من وجود نشاط زلزالي خطير في المنطقة، ومن أن الهزات الارتدادية ستستمر بقوة تصل إلى 6.7 درجات.


وفي سوريا استيقظ السوريون و الأتراك في ساعة مبكرة من صباح اليوم على وقع زلزال مهيب هز المنطقة برمتها ووصلت آثاره إلى لبنان وقبرص والأردن ومصر, الأمر الذي أسفر عن الكثير من الضحايا والإصابات ودمارا واسعا في سوريا وتركيا اللتان تشهدان منخفضا جويا قطبي المنشأ محملا بالأمطار الغزيرة والثلوج مع تدني شديد في درجات الحرارة ما ضاعف من صعوبة الموقف والتحديات أمام الأهالي وفرق الإنقاذ.
وبحسب تقارير لمراصد الزلازل فإن شدة الزلزال بلغت 7.8 درجة على مقياس ريختر, وعلى عمق 10 كيلو متر شمال شرق غازي عينتاب التركية بنحو 23 كيلو متر.
كما تبع هذا الزلزال العديد من الهزات الارتدادية وكان أقواها بعد ظهر اليوم الإثنين حيث سجل 7.5 على مقياس ريختر, ما دفع الأهالي والمراقبين للتخوف من احتمال حدوث هزات ارتدادية أخرى وربما تكون عنيفة ومدمرة.

إحصائيات الضحايا
وبحسب مصادر سورية مستقلة منها هيئة الدفاع المدني ” الخوذ البيضاء” فإن عدد الضحايا في الشمال السوري بلغ 783 شخصا ونحو 4526 من الإصابات ومازال البحث جار عن مفقودين تحت الأنقاض تسعى هذه الهيئة المحلية وبإمكانياتها المتواضعة إنقاذهم من بين الركام الذي انتشر على مساحات واسعة وقرى عديدة مثل مدينة سلقين ودركوش و الملند وبسنيا و الأتارب وتل رفعت وجنديرس وغيرها من الأماكن المأهولة التي تمكن الزلزال منها ومن أبنيتها.

مخاطر محتملة ومنطقة منكوبة
وفي سياق متصل حذر ناشطون سوريون من خطر انهيار سد ميدانكي شمال حلب بعد ظهور تشققات في جسم السد, كما حذروا من الخطر الداهم المحدق بالمنطقة التي لم تشهد إلى الأن وصول مساعدات, ولم يعلن عن أي نية لإرسال مساعدات عاجلة من قبل الدول العربية أو غيرها لاسيما الخيم المناسبة, لأن الأهالي صاروا في العراء تماما, والمنطقة بشكل عام تفتقر لمراكز الإيواء وهي المكتظة باللاجئين و النازحين. وطالبوا عبر وسائل التواصل والمساحات الصوتية المجتمع العربي والدولي العمل على تزويد المنطقة التي تم إعلانها من قبل هيئة الدفاع المدني كمنطقة منكوبة. في حين أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس استعداد الأمم المتحدة لإرسال مساعدات عاجلة للبلدين المنكوبين.

إحصائيات تركية
وعلى الجانب التركي فقد أعلنت القوات المسلحة حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة جنوب البلاد, كما تم إنشاء مركز لإدارة وتقديم المساعدات, ورفع مستوى الإنذار إلى الدرجة الرابعة, وقد بدا المشهد في جنوب البلاد كارثيا في اسكندرون وإنطاكية ومرعش وعينتاب و الكثير من القرى و البلدات, وبحسب نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي فإن عدد قتلى الزلزال حتى اللحظة قد ارتفع إلى 1761 شخصا والجرحى إلى 12 ألفا و62 جريحا, وفي مؤتمر صحفي قال أقطاي بأن إيصال المساعدات للمناطق المنكوبة يشهد صعوبات, كما أكد بأنه لا خطر على السدود من الانهيار جراء الزلزال.

مشاهد تفطر القلوب
وعلى وسائل الإعلام كما على مواقع التواصل الاجتماعي تم نشر مشاهد تفطر القلوب من البلدين الجارين – سوريا وتركيا – نتيجة الزلزال الذي لم تشهد المنطقة مثله منذ أكثر من مائة وخمسين عاما, ففي سوريا أظهرت لقطات مصورة لأب يحتضن ابنه وهما معلقان في الهواء من بين سقف المنزل الذي انهار, والجدار الذي استند عليه, وفي لقطة أخرى تظهر عائلة بكاملها, الأب والأم والأطفال وهم في حالة عناق وسقف المنزل فوق أجسادهم, كما أظهرت لقطات مصورة لمشروع سكني حديث البنيان يقطنه نازحون وقد انهارت بالكامل فوق رؤوس سكانيها. وفي حادثة هزت القلوب تم إنقاذ طفل رضيع من تحت الأنقاض بعد أكثر من سبع ساعات بينما قضى والديه نحبهما.
أما على الجانب التركي فقط أظهرت لقطات مصورة دمارا واسعا في البنيان وتشققا في الكثير من الأبنية التي لم تعد صالحة للسكن في معظمها, وفي فيدوهات متعددة من أكثر من منطقة في الجنوب التركي أظهرت سقوط أبنية بالكامل وخلفت انتشارا واسعا للغبار و الأنقاض, كما أظهرت عمليات الإنقاذ أصوات العالقين تحت الركام وهم يطلبون النجدة والمساعدة. أما الناجون فكانت الشوارع والحدائق العامة والعراء مأوى لهم في ظل ظروف مناخية قاسية.

المواقع الأثرية
أدى الزلزال المدمر أيضا إلى انهيار مبان أثرية في كل من سوريا وتركيا، حيث انهار مسجد ملاطية التاريخي وقلعة غازي عينتاب في تركيا، كما انهارت مواقع أثرية في سوريا منها الأوابد الأثرية بالقرب من حارم وكنيسة قلب لوزة, كما تداعت أجزاء من قلعة حلب وقلعة المرقب وغيرها من المعالم التي لم تسلم في الحرب وكذلك خلال هذه الكارثة.
الجدير بالذكر القول بأن هذا الزلزال قد شكل لدى السوريين والأتراك صدمة وتركهم في حالة من الرعب والذهول, إذ كيف تتبدل أحوالهم بشكل جماعي من حال إلى حال جراء أمر لم يستغرق سوى دقائق قليلة لكنه ترك أثرا غائرا في أرواحهم وقلوبهم من هول ما رأوا وشاهدوا وعايشوا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار